إنشاء فلسفي
النص:
" إنني اتلفظ بأنا قبل التعرف على نفسي كشخص.فالأنا هي الأولى؛ولا اختلاف فيها أوتنوع ؛وهي لا تفترض وجود مذهب (فكري) في الشخص.فالأنا قائمة مند البداية ؛أما الشخص فهو مشروع(...)يمكن أن تتحقق الأنا وتصح شخصا .ويفرض هذا التحقق الاعتراف بحدود الذات وخضوعها الطوعي لما يتجوزها ؛وإبداع القيم ؛والهروب من الذات في اتجاه الغير ؛ولكن الأنا يمكن أن تظل منغلقة على نفسها ومستغرقة فيها ؛عاجزة عن الانفتاح على الغير.إن التمركز حول الذات (...)هو العقبة التي تواجه تحقق الشخص ؛أما الشرط الأساسي لتحقيق الشخص؛فيتوقف على استبعاد التمركز حول الذات والتطلع باستمرار نحو الغير سواء كان فردا أو جماعة"
- حلل النص وناقشه-
الامتحان الوطني للباكلوريا المغربية- الدورة الاستدراكية 2008\مسلك الأداب
التصحيح :
مما لا شك فيه ؛أن مفهوم الشخص يشكل أحد أبرز المفاهيم التي استقطبت أنظار الفلاسفة والمفكرين ؛مما يكتسيه هذا المفهوم من أهمية بالغة في تاريخ الفلسفة .ويشير الشخص إلى الإنسان بما هو ذات مفكرة وواعية ؛قادرة على التمييز بين الخير والشر؛والصدق والكذب ؛وتتحمل مسؤولية ؛أفعالها واختياراتها ؛وفي هذا يقول الفيلسوف الألماني إمانويل كانط في مؤلفاته بعنوان"أسس ميتافيزيقا الأخلاق"مايلي:
"إن الشخص هو الذات التي يمكن أن تسب إليها مسؤولية أفعالها بعد تحديدنا الفلسفي لمفهوم الشخص ننتقل إلى الاشكال الأساسي المؤطر للنص والذي يمكن صياغته على الشكل التالي":
ماهو الأساس الذي تقوم عليه الهوية الشخصية ؟أي كيف يمكن أن تتحقق الأنا وتصبح شخصا ؟هل بالانفتاح على الغير أم بالتمركز حول الذات بعزلة الأنا وانغلاقها على نفسها ؟بمعنى هل يمكن للأنا والغير أن يوجدا في معزل عن بعضهما البعض أم أن وجود الغير شرط أساسي لتحقق الشخص؟
ينطلق صاحب النص من اعتبار الشخص صيرورة معقدة ؛منفتحة على الغير ؛ فالذات تتلفظ ب "أنا"قبل أن تؤسس لنفسها هوية شخصية ؛ لأن الأنا قائم مند البداية؛إلا أن تحقيق هذه الهوية الشخصية يستدعي الخروج من عالم الذات والانفتاح على الغير ؛لأن الشخص حسب صاحب النص مشروع لا يمكن أن يحدد ويبني ماهيته إلا بالتفاعل مع الغير وإدراك حدود الذات ؛أما التمركز حول الذات من خلال انغلاق الأنا حول نفسها هو ما يقف عائقا أساسيا يواجه عملية تحقق الشخص ؛لذلك حسب أطروحة النص فالغير يعتبر شرطا أساسيا لهده العملية.
يستخدم صاحب النص مفاهيم أساسية لبناء أطروحته وتوضيحها ؛فهو يوظف مفهوم الأنا ؛ذلك الجزء الوعي والمدرك في ذاتنا ؛إنها أنا متكملة ؛عاقلة ومستقلة .
ومفهوم الغيرويعني الاخر من الناس ؛أي الأنا الأخر منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا –حجرا أو حيوانا- بل بوصفه ذاتا بشرية تملك وعي وإرادة ؛إنه –وكما حددته المعاجم الفلسفية(....)
الأنا الذي ليس أنا ؛المخالف والمطابق ؛إنه بعبارة أخرى أنا أخر مئلي .كما يستخدم مفهوما فلسفيا أساسيا مفهوم الشخص باعتباره مشروعا؛هذه المفاهيم المحورية والعلاقات التي يبنيها الفيلسوف فيما بينها ؛هي التي تحدد أطروحة النص.
لذلك يلتجئ صاحب النص في توضيح أطروحته ؛إلى بنية حجاجية تتخذ من آليي التعريف والإتباث منطلقا لها .(أما الشخص فهو المشروع)؛(إن التمركز حول الذات هو العقبة ...)والحق ؛أن هذا التطلع باستمرار نحو الغير كشرط أساسي لتحقيق الشخص قد يقودنا إلى التساؤل على النحو التالي :كيف يمكن أن تتحقق الأنا وتصح ذاتا؟؟
هل بالانفتاح على الغير أو بالتمركز حول الذات بعزلة الأنا وانغلاقها على ذاتها؟للجواب على هذا الإشكال يذهب "جون بول سارتر"إلى تأكيده أن الإنسان يوجد أولا ثم يحدد بعد ذلك ماهية وفق اختياره الحر ؛فالإنسان مشروع خاصيته التعالي يبني ويحدد ماهيته باستمرار وفق إرادته ‘فالحرية شرط كل وجود ؛غير أن هناك من يحد ويسلب حرية الأنا ويتضح هذا من خلال صراع الأنا والغير ؛لكن هذا الصراع ضروري لأنه هو مايمكن الأنا من التحرر من قبضة الغير لتحقيق الذات ووعيها لذاتها بوصفها ذات حرة متعالية.
كما يذهب "جيل دولوز"و"فيلكس غاتاري"إلى اعتبار الغير لبس...ولا موضوعا وإنما هو عالم ممكن منفتح أمام الأنا لاكتشافه.
وفي نفس اتجاه تأكيد وتدعيم هذا الموقف الفلسفي يرى "أوغست كونت"أنه يجب أن تقوم العلاقة مع الغير على أساس مفهوم الغيرية ؛فهي ما يمكن الإنسان من تجاوز أنانيته ومصالحه بهدف تهذيب الغريزة البشرية لتحقق الإنسانية غاياتها وتنتشر القيم العقلية والأخلاقية...
لكن إذا كان من يجد في الأنا إمكانية الانفتاح والتطلع إلى الغير.فثمة من يذهب إلى عكس هذا ويؤكد عزلة الأنا الوجودية وهذا ما ذهب إليه"غاستون بيرجي"؛لأن عالمها بمثابة سجن منيع؛فهو عالم داخلي لا يمكن للغير تجاوزه؛ونفس الشيء بالنسبة للغي فلكل عالمه المنغلق لا يمكن اقتحامه بقدر انغلاق عالم الآخر.
وتدعيما لهذا الموقف الفلسفي نجد ديكارت يؤكد أن العقل والقدرة على التفكير هما ما يمثلا جوهر الذات الإنسانية؛فالشخص يتحقق بمعزل عن الغير؛والذي لا يصح وجوده إلا تابعا لوجود الأنا .
يتحصل مما سبق؛أن الأنا والغير لا يمكن أن يوحدا في معزل عن بعضهما البعض لأن وجود الغير كما ذهب صاحب النص هو شرط أساسي لتحقيق الشخص
النص:
" إنني اتلفظ بأنا قبل التعرف على نفسي كشخص.فالأنا هي الأولى؛ولا اختلاف فيها أوتنوع ؛وهي لا تفترض وجود مذهب (فكري) في الشخص.فالأنا قائمة مند البداية ؛أما الشخص فهو مشروع(...)يمكن أن تتحقق الأنا وتصح شخصا .ويفرض هذا التحقق الاعتراف بحدود الذات وخضوعها الطوعي لما يتجوزها ؛وإبداع القيم ؛والهروب من الذات في اتجاه الغير ؛ولكن الأنا يمكن أن تظل منغلقة على نفسها ومستغرقة فيها ؛عاجزة عن الانفتاح على الغير.إن التمركز حول الذات (...)هو العقبة التي تواجه تحقق الشخص ؛أما الشرط الأساسي لتحقيق الشخص؛فيتوقف على استبعاد التمركز حول الذات والتطلع باستمرار نحو الغير سواء كان فردا أو جماعة"
- حلل النص وناقشه-
الامتحان الوطني للباكلوريا المغربية- الدورة الاستدراكية 2008\مسلك الأداب
التصحيح :
مما لا شك فيه ؛أن مفهوم الشخص يشكل أحد أبرز المفاهيم التي استقطبت أنظار الفلاسفة والمفكرين ؛مما يكتسيه هذا المفهوم من أهمية بالغة في تاريخ الفلسفة .ويشير الشخص إلى الإنسان بما هو ذات مفكرة وواعية ؛قادرة على التمييز بين الخير والشر؛والصدق والكذب ؛وتتحمل مسؤولية ؛أفعالها واختياراتها ؛وفي هذا يقول الفيلسوف الألماني إمانويل كانط في مؤلفاته بعنوان"أسس ميتافيزيقا الأخلاق"مايلي:
"إن الشخص هو الذات التي يمكن أن تسب إليها مسؤولية أفعالها بعد تحديدنا الفلسفي لمفهوم الشخص ننتقل إلى الاشكال الأساسي المؤطر للنص والذي يمكن صياغته على الشكل التالي":
ماهو الأساس الذي تقوم عليه الهوية الشخصية ؟أي كيف يمكن أن تتحقق الأنا وتصبح شخصا ؟هل بالانفتاح على الغير أم بالتمركز حول الذات بعزلة الأنا وانغلاقها على نفسها ؟بمعنى هل يمكن للأنا والغير أن يوجدا في معزل عن بعضهما البعض أم أن وجود الغير شرط أساسي لتحقق الشخص؟
ينطلق صاحب النص من اعتبار الشخص صيرورة معقدة ؛منفتحة على الغير ؛ فالذات تتلفظ ب "أنا"قبل أن تؤسس لنفسها هوية شخصية ؛ لأن الأنا قائم مند البداية؛إلا أن تحقيق هذه الهوية الشخصية يستدعي الخروج من عالم الذات والانفتاح على الغير ؛لأن الشخص حسب صاحب النص مشروع لا يمكن أن يحدد ويبني ماهيته إلا بالتفاعل مع الغير وإدراك حدود الذات ؛أما التمركز حول الذات من خلال انغلاق الأنا حول نفسها هو ما يقف عائقا أساسيا يواجه عملية تحقق الشخص ؛لذلك حسب أطروحة النص فالغير يعتبر شرطا أساسيا لهده العملية.
يستخدم صاحب النص مفاهيم أساسية لبناء أطروحته وتوضيحها ؛فهو يوظف مفهوم الأنا ؛ذلك الجزء الوعي والمدرك في ذاتنا ؛إنها أنا متكملة ؛عاقلة ومستقلة .
ومفهوم الغيرويعني الاخر من الناس ؛أي الأنا الأخر منظورا إليه ليس بوصفه موضوعا –حجرا أو حيوانا- بل بوصفه ذاتا بشرية تملك وعي وإرادة ؛إنه –وكما حددته المعاجم الفلسفية(....)
الأنا الذي ليس أنا ؛المخالف والمطابق ؛إنه بعبارة أخرى أنا أخر مئلي .كما يستخدم مفهوما فلسفيا أساسيا مفهوم الشخص باعتباره مشروعا؛هذه المفاهيم المحورية والعلاقات التي يبنيها الفيلسوف فيما بينها ؛هي التي تحدد أطروحة النص.
لذلك يلتجئ صاحب النص في توضيح أطروحته ؛إلى بنية حجاجية تتخذ من آليي التعريف والإتباث منطلقا لها .(أما الشخص فهو المشروع)؛(إن التمركز حول الذات هو العقبة ...)والحق ؛أن هذا التطلع باستمرار نحو الغير كشرط أساسي لتحقيق الشخص قد يقودنا إلى التساؤل على النحو التالي :كيف يمكن أن تتحقق الأنا وتصح ذاتا؟؟
هل بالانفتاح على الغير أو بالتمركز حول الذات بعزلة الأنا وانغلاقها على ذاتها؟للجواب على هذا الإشكال يذهب "جون بول سارتر"إلى تأكيده أن الإنسان يوجد أولا ثم يحدد بعد ذلك ماهية وفق اختياره الحر ؛فالإنسان مشروع خاصيته التعالي يبني ويحدد ماهيته باستمرار وفق إرادته ‘فالحرية شرط كل وجود ؛غير أن هناك من يحد ويسلب حرية الأنا ويتضح هذا من خلال صراع الأنا والغير ؛لكن هذا الصراع ضروري لأنه هو مايمكن الأنا من التحرر من قبضة الغير لتحقيق الذات ووعيها لذاتها بوصفها ذات حرة متعالية.
كما يذهب "جيل دولوز"و"فيلكس غاتاري"إلى اعتبار الغير لبس...ولا موضوعا وإنما هو عالم ممكن منفتح أمام الأنا لاكتشافه.
وفي نفس اتجاه تأكيد وتدعيم هذا الموقف الفلسفي يرى "أوغست كونت"أنه يجب أن تقوم العلاقة مع الغير على أساس مفهوم الغيرية ؛فهي ما يمكن الإنسان من تجاوز أنانيته ومصالحه بهدف تهذيب الغريزة البشرية لتحقق الإنسانية غاياتها وتنتشر القيم العقلية والأخلاقية...
لكن إذا كان من يجد في الأنا إمكانية الانفتاح والتطلع إلى الغير.فثمة من يذهب إلى عكس هذا ويؤكد عزلة الأنا الوجودية وهذا ما ذهب إليه"غاستون بيرجي"؛لأن عالمها بمثابة سجن منيع؛فهو عالم داخلي لا يمكن للغير تجاوزه؛ونفس الشيء بالنسبة للغي فلكل عالمه المنغلق لا يمكن اقتحامه بقدر انغلاق عالم الآخر.
وتدعيما لهذا الموقف الفلسفي نجد ديكارت يؤكد أن العقل والقدرة على التفكير هما ما يمثلا جوهر الذات الإنسانية؛فالشخص يتحقق بمعزل عن الغير؛والذي لا يصح وجوده إلا تابعا لوجود الأنا .
يتحصل مما سبق؛أن الأنا والغير لا يمكن أن يوحدا في معزل عن بعضهما البعض لأن وجود الغير كما ذهب صاحب النص هو شرط أساسي لتحقيق الشخص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق