- الخلافة الإسلامية: هي الدولة التي توحد
وتجمع جميع المسلمين على اختلاف ألوانهم، وأجناسهم، ولغاتهم، وقومياتهم .. وعلى اختلاف أقطارهم وبلدانهم وولاياتهم
وأماكن تواجدهم ـ يكون لهم جميعاً نفس الحقوق والواجبات ـ في دولة واحدة، يحكمها
إمام وخليفة واحد، بكتاب الله تعالى، وسنة نبيه r، منتخب ومرتضى من قِبل الأمة، وممثلي الأمة من أهل الحل والعقد في
جميع الأقطار والولايات.
هذه الخلافة لا حرج ـ بعد قيامها ـ من أن
تُسمَّى " الخلافة الإسلامية " أو " الولايات المتحدة الإسلامية
"، إن ارتضى المسلمون هذا الاسم الجامع .. إذ العبرة بالتحلّي، وواقع الحال
.. وليس فقط بالتسمي، والأسماء!
قيام هذه الخلافة بهذا المعنى الجامع لجميع
المسلمين في جميع أقطارهم وأماكن تواجدهم .. هو الهدف الأعظم والأكبر ـ بعد تحقيق
التوحيد ـ لكل مسلم في الوجود، يدين بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد r نبياً ورسولاً، كما ينبغي أن يكون الهدف التالي للمسلمين بعد قيام
دولة الإسلام في كل مصر من أمصارهم، كخطوة تمهيدية وضرورية تتقدم مرحلة قيام
الخلافة، وتسهّل عملية قيام الخلافة الراشدة المنشودة، بإذن الله، قال تعالى:) إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً
وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء:92. وقال
تعالى:) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ
تَفَرَّقُواْ (آل
عمران:103. وقال تعالى:) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (الحجرات:10.
كل المؤمنين، على اختلاف أجناسهم وألوانهم، ولغاتهم، وأماكن
تواجدهم
.. فهم أخوة. وقال تعالى:) وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ
تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ (الأنفال:46.
فقيام الخلافة الراشدة الجامعة لجميع المسلمين
في أقطارهم، ودولهم ـ وبخاصة في هذا الزمن الذي تسود فيه التكتلات والاتحادات
الضخمة لدول الكفر فيما بينها ـ ضرورة دينية ودنيوية معاً، لا قيام للدين وأحكامه
وشرائعه ـ على وجه التمام والكمال ـ إلا بها .. كما لا قيام لدنيا عزيزة قوية
مهابة الجانب للمسلمين ـ ترعى مصالحهم ـ إلا بها، كما في الحديث:" إنما
الإمام جُنّةً يُقاتَل من ورائه، ويُتَّقى به " متفق عليه.
[1] من الصور والآليات التي تعين وتسهل عملية قيام الخلافة الراشدة
الموعودة، أن يتم فرضها وقيامها عن طريق الشعوب المسلمة ومؤسساتهم .. بحيث الجميع
يُشارك ويُساهم في قيامها وتأسيسها .. وتصبح " الخلافة " مطلباً من
مطالبهم الرئيسية .. ففي هذه الحالة يكون قيام الخلافة أمتن وأدوم، وأصدق تمثيلاً
للشعوب المسلمة .. وأقوى على مواجهة التحديات والهزات .. من مجرد اتفاق بعض الحكام
بعضهم مع بعض ـ بعيداً عن إرادة الشعوب ومشاركاتهم ـ سرعان ما تنفض وتنتكس وتفشل،
عند أول خلاف يحصل فيما بين هؤلاء الحكام .. وما أكثر الخلافات والتحرشات التي
تحصل فيما بينهم .. ومحاولات تحقيق الوحدة العربية التي باءت بالفشل، والانتكاس إلى
واقع هو أسوأ بكثير مما كان عليه الحال قبل الإعلان عن تلك المحاولات .. خير دليل
على صحة ما ذكرناه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق