ركائز الحكم في الدولة الإسلامية:
لكل نظام أو حكم ركائزه وأسسه التي يقوم عليها
.. وركائز الحكم في الدولة الإسلامية هي كالتالي:
1- أن
تكون السيادة فيها لحكم الله تعالى وحده: وليس لحاكم، ولا
ملِكٍ، ولا حزبٍ، ولا لعالِم، ولا لأكثرية، ولا لشعب من الشعوب .. بل الناس كلهم ـ
حاكمهم ومحكومهم، كبيرهم وصغيرهم، شريفهم ووضيعهم ـ محكومون بحكم الله تعالى وشرعه
المبين في الكتاب والسنة .. وهم جميعهم تحت حكم وقانون الشرع، لا تفاضل لأحد على
أحد، ولا تمايز بينهم في ذلك .. وهذا حق خالص لله U لا يُشركه فيه أحد؛ لأنه تعالى هو الخالق المالك والمتفضل على
الخلق بالنعم التي لا تُحصى .. وبالتالي فمن حقه تعالى وحده أن يأمر مَن خَلَق،
وأن يُطاع فيما يأمر ويُشرِّع، وهذا من كمال ولوازم ربوبيته وألوهيته I على خلقه، فالله تعالى كما هو الإله المعبود في السماء، فهو كذلك
الإله المعبود المطاع في الأرض، كما قال تعالى:) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي
الْأَرْضِ إِلَهٌ (الزخرف:84.
وقال تعالى:) إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ
الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (الأنعام:57. وقال
تعالى:) إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا
تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (يوسف:40. وقال تعالى:) وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (الكهف:26. وقال
تعالى:) فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ (المائدة:48.
وقال تعالى:) وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (المائدة:44. وقال
تعالى:) وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ
وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (الرعد:41.
وقال تعالى:) أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ (الأعراف:54.
وقال تعالى:) فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ
إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء:59. وغيرها
كثير من الآيات والنصوص الشرعية الدالة على أن الحكم والتشريع لله تعالى وحده وهو
من أخص خصائصه I .. وهذا المعنى مما هو معلوم من ديننا بالضرورة، لا يجوز الجدال
فيه ولا الخلاف.
فالدولة الإسلامية هي الدولة التي تُفرد
الله تعالى في الحكم والتشريع والتلقي والخضوع، كما تفرده I في العبادة والتوجه، والركوع والسجود، والنسك، كما قال تعالى:) قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (الأنعام:162-163.
الدولة الإسلامية هي الدولة التي تنضبط
وتلتزم في جميع حركتها وسياساتها الداخلية والخارجية .. وجميع مواقفها وأنشطتها
الاجتماعية والاقتصادية .. والقضائية .. والسلمية والحربية .. بالحكم بما أنزل
الله، فلا تحيد عن شرع الله تعالى في قليل ولا كثير.
أما الدولة
التي ترتضي لنفسها شرعاً آخر غير شرع الله .. ومشرِّعاً آخر غير ـ أو مع ـ الله
تعالى ـ أياً كانت صفة وماهية ومكانة هذا المشرع ـ يُشرع ويقنن، ويحلل ويحرم،
ويُحسن ويُقبح لها من دون ـ أو مع ـ الله، وبغير سلطان من الله تعالى .. فهي بذلك
تكرس ألوهية وربوبية هذا المشرِّع المخلوق على مواطنيها ورعاياها .. وتكرس عبودية
المخلوق للمخلوق .. وعبودية العبيد للعبيد .. وأن يتخذ الناس بعضهم بعضاً أرباباً
من دون الله، مهما زعموا ـ باللسان ـ أنهم أحرار، كما قال تعالى عن أهل الكتاب لما
وقعوا بشيء من ذلك:) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (التوبة:31. وذلك لما
شرَّعوا لهم؛ فأحلوا لهم الحرام فأحلوه، وحرموا عليهم الحلال فحرموه!
كما أمر الله تعالى نبيه بأن يدعو أهل
الكتاب إلى كلمة سواء، وأن يقول لهم:) تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا
يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران:64. فإن
أعرضوا وأبوا إلا أن يتخذوا بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله .. حينئذٍ لا نطاوعهم
.. ولا نشاركهم في هذا الوزر العظيم .. وإنما نقول لهم كما أمر الله:) فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (.
وبالتالي هذه الدولة التي ترتضي أن يتخذ الناس
بعضهم بعضاً أرباباً ومشرعين من دون ـ أو مع ـ الله .. فهي بذلك ترتضي سيادة
العبيد على العبيد، وتعبيد العبيد للعبيد .. ولها حينئذٍ أن تسمي نفسها الاسم التي
تشاء .. وتدعي الانتماء للدين التي تشاء .. لكن لا يُقبل منها بحال أن تُسمي نفسها
دولة إسلامية .. أو أنها تنتمي إلى الإسلام .. فزعمها هذا أثقل على الحق من الذنب
ذاته.
2- الشورى: من أهم
ما تتميز به الدولة الإسلامية العمل بمبدأ الشورى على وجه الوجوب والإلزام، وعلى
جميع المستويات العامة والخاصة، وفي جميع مرافق الحكم والحياة .. وبخاصة في الزمان
الذي تُفقَد فيه الأمانة .. ويفشو الكذب .. ويُقال في بني فلان رجل أمين .. وقد
أصاب زماننا الشيء الكثير من ذلك وللأسف!
لا بد للمجتمع الإسلامي من أن تكون الشورى فيه
هي الثقافة الرائجة .. التي يتحلى ويتزين بها الجميع .. والجميع ـ سواء كانوا
حكاماً أم محكومين ـ يمارسونها ويُطبقونها في حياتهم العملية .. وفي واقعهم
المعايش وعلى جميع المستويات.
كما قال تعالى:) وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ (الشورى:38.
وقال تعالى:) وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران:159.
وهذا الأمر بالشورى موجه من رب العالمين إلى المسدد المعصوم سيد الخلق الذي لا
ينطق عن الهوى .. فيكون مَن دونه أولى بالالتزام والعمل بالشورى.
عندما يسود العمل بمبدأ الشورى في دولة من
الدول .. تكون هذه الدولة دولة الجميع .. وحمايتها ورعايتها مسؤولية الجميع .. وما
يُصيبها يعني الجميع .. بخلاف الدولة التي تُغيِّب العمل بمبدأ الشورى .. ويسودها
حكم الفرد .. وقرار الفرد .. وهوى الفرد .. فهي حينئذٍ تكون دولة هذا الفرد .. وما
يصيبها وينتابها لا تعني سواه .. ولا يتحمل مسؤوليته أحد سواه .. ودولة هذا وصفها
لا تقوى على مواجهة الصعاب والتحديات .. وهي سرعان ما تسقط وتنهار عند أول مواجهة
مع العدو.
العمل بالشورى أقرب إلى روح العمل الجماعي ..
والتكافل الجماعي .. والترابط والتوحد الجماعي الشامل لجميع المسلمين، الذي أثنى
الله ورسوله عليه خيراً، كما قال تعالى:) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا
تَفَرَّقُوا (آل عمران:103.
هذا الاعتصام بحبل الله جميعاً، ومن دون تفرق بين المسلمين لا يمكن أن يتحقق من
غير شورى .. وتشاور بين المسلمين .. لا يمكن أن يتحقق والحاكم يتجاهل خاصة الشعوب
وعامتهم فلا يستشيرهم في شيء .. ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وقال تعالى:) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (الصف:4. وهذا لا يمكن
أن يتحقق من غير شورى .. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وقال تعالى:) وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ
رِيحُكُمْ (الأنفال:46.
ومن الأسباب الرئيسية التي تُذهب التنازع بين المسلمين العمل بالشورى .. ومشاورة
الناس، وذوي الاختصاص .. كما أنه لا شيء يجلب التنازع بين المسلمين ويوغر صدور
بعضهم على بعض كتجاهلهم لبعضهم البعض، وتغييب العمل بالشورى .. وإذا كان الأمر
كذلك .. وبهذه الأهمية والخطورة .. فإن العمل بالشورى واجب ولا بد؛ وما لا يتم
الواجب إلا به فهو واجب.
وفي الحديث فقد صح عن النبي r أنه قال:" إن الله يرضى لكم أن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا
تفرقوا " مسلم.
وقال r:" عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة "[[1]]. وقال r:" الجماعة رحمة والفرقة عذاب "[[2]]. وهذا كله لا يمكن تحقيقه على الوجه المطلوب شرعاً من دون العمل
بمبدأ الشورى.
وفي الأثر عن عمر بن الخطاب t قال:" فمن بايعَ رجلاً على غير مشورةٍ من المسلمين فلا
يُتابَع هو ولا الذي بايعه؛ تَغِرَّة أن يُقتلا " متفق عليه. أي خشية أن
يُقتلا .. لأنهما فرضا أنفسهما على الأمة من غير مشورة لأهلها!
والناظر إلى أسباب تفرق الأمة في هذا العصر
وضعفها .. يجد من أهمها تغييب وإهمال العمل بمبدأ الشورى فيما بين المسلمين .. كما
أن الناظر في أسباب توحد الأمم الكافرة في هذا العصر ـ على ما بينها من اختلاف
وتنوع ـ يجد من أهمها العمل بمبدأ الشورى فيما بينهم!
وبالتالي لا بد من تفعيل العمل بالشورى ..
وإيجاد الآليات العملية .. التي تجعل من الشورى واقعاً معايشاً .. وثقافة الجميع
.. وسلوك الجميع .. وعلى جميع الأصعدة والمستويات العامة منها والخاصة.
فإن قيل: ما هي حدود وصلاحيات وضوابط الشورى في
الإسلام ..؟!
أقول: للشورى ضوابط:
منها: أن لا
تكون الشورى في أمر فيه نص محكم من الكتاب أو السنة؛ إذ لا شورى مع النص المحكم في
ثبوته ودلالته، كما لا اجتهاد عند مورد النص المحكم.
أما في موارد الاجتهاد .. وموارد الاستنباط
والترجيح .. وعند خفاء المسائل والدليل عليها .. يجوز العمل بالشورى بين ذوي
الاختصاص من أهل العلم والفقه، للنظر في مجموع الأدلة والقرائن لمعرفة المحكم منها
من المتشابه، والراجح من المرجوح .. ويكون حينئذٍ ترجيح جمهور أو أكثرية أهل العلم
والفقه لقول دون قول أو فهم دون فهم .. معتبر في الفقه الإسلامي عند القبول أو
الرد، أو تقديم قول على قول، من هنا تجد أقوال أهل العلم والفقه عندما يريد أحدهم
أن ينتصر لقول دون قول، فتراه يقول: وهذا الذي عليه الجمهور أو جمهور أهل العلم أو
أكثر أهل العلم .. لعلمه أن ذلك معتبر في ميزان الشريعة.
ومنها: أن لا
تؤدي الشورى إلى مخالفة نص من نصوص الكتاب والسنة، أو إجماع متفق عليه بين علماء
الأمة.
وما سوى ذلك من ساحات وميادين، واختصاصات،
وأعمال .. فهي كلها خاضعة للشورى، والعمل بالشوري .. يجوز إعمال الشورى فيها.
فإن قيل: متى تكون الشورى واجبة وملزمة .. فهل
مطلق الشورى واجبة .. وفي أي أمر أو عمل؟!
أقول: أيما عمل يترتب على ترك الشورى فيه حدوث
فتنة بين المسلمين، وتفرق وتنافر وتباغض فيما بينهم فالشورى والتشاور مع ذوي الشأن
من أهل الاختصاص والفقه والعلم في هذا العمل يكون واجباً؛ لأن دفع الفتنة عن
المسلمين وكل ما يؤدي إلى تفرقهم واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ويُقال كذلك: كلما كان الأمر أو العمل يعني
عامة المسلمين أو شريحة واسعة منهم، وله مساس بمصالحهم ـ كما في مسألة اختيار
الحاكم المسلم أو إقالته ـ كلما كانت الشورى والتشاور في شأن هذا العمل أقرب إلى
الوجوب أو واجباً .. والله تعالى أعلم.
3- العَدْل: من أهم
وأعظم الركائز والأسس التي يقوم عليها نظام الحكم في الدولة الإسلامية " العدل "؛ لأن الله تعالى من أسمائه الحسنى وصفاته
العليا " العَدْل "، وهو I يحب العدل، ويأمر بالعدل، ويجازي عليه خيراً.
فالله تعالى أنزل الكتب، وأرسل الرسل، بالعدل
.. ومن أجل العدل .. ودفع الظلم، كما قال
تعالى:) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا
الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ
تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (النساء:58.
وقال تعالى:) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (النحل:90.
وقال تعالى:) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ
أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ
أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (النحل:76.
وقال تعالى:) فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (الحجرات:9.
وقال تعالى:) وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ
بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (المائدة:42.
ولأن الله تعالى يسخط الظلم والظالمين .. وقد
حرمه I على نفسه وعلى عباده، وتوعد الظالمين منهم بالعذاب الأليم، فقال
تعالى:) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ
ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً (الكهف:87.
وقال تعالى:) وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة:258.
وقال تعالى:) وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (آل عمران:57.
وقال تعالى:) فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ
اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (الأعراف:44. وقال
تعالى:) أَلا
لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (هود:18. وقال تعالى:) إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (إبراهيم:22.
وقال تعالى:) وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (الحج:53.
وقال تعالى:) فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (المؤمنون:41.
وقال تعالى:) يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ
مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (غافر:52. وقال
تعالى:) أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ (الشورى:45.
وفي الحديث القدسي:" يا عبادي إني حرمتُ
الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظاَّلموا " مسلم.
وقال r:" اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "مسلم.
ولأن الأمم والدول لا يدوم لها سلطانها وملكها
مع الظلم والطغيان؛ فمن أعظم أسباب زوال الدول وسلطانها وملكها الظلم .. وغياب
العدل .. كما قال تعالى عن الأمم الظالمة التي استعدت الأنبياء والرسل، وتعاملت
معهم بالظلم والعدوان، والطغيان:) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ
لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى
إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (إبراهيم:13. وقال
تعالى:) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي
الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (القصص:40.
فبالعدل تقوم الدول، وتدوم
وتسود، وإن كانت كافرة .. وبالظلم تزول وتنهار الدول، وإن كانت مسلمة، كما في
الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه: قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص، سمعتُ
رسولَ الله r
يقول:" تقومُ الساعةُ والروم أكثر الناس "، فقال له عمرو: أبصر ما تقول؟
قال: أقول ما سمعتُ من رسول الله r،
قال:" لئن قلت ذلك، إنَّ فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة،
وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرّة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف،
وخامسة حسنة جميلة، وأمنعهم من ظلم الملوك "[[5]]. فبهذه الصفات حكموا، وسادوا كثيراً من البلاد والعباد ـ كما هو
مشاهد في هذا الزمان ـ ولن نتفوق عليهم بنصر وتمكين إلا إذا كنا أكثر منهم عدلاً
.. وأكثر منهم رحمة بالناس .. وأكثر منهم امتثالاً لتلك الصفات الواردة في الحديث
أعلاه.
فمن سنن الله تعالى في خلقه أن لا يأخذ
القرى والدول بالعذاب إلا وهي ظالمة مستكبرة، كما قال تعالى:) وَكَذَلِكَ
أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ
شَدِيدٌ (هود:102. وقال تعالى:) وَكَمْ
قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً
آخَرِينَ (الأنبياء:11. وقال تعالى:) فَكَأَيِّن
مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا
وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ (الحج:45. وقال تعالى:) وَكَأَيِّن
مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ
الْمَصِيرُ (الحج:48.
وفي الحديث، قال r:" إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلِته " متفق
عليه.
وقال r:" إن الله يعذب الذين يُعذبون الناسَ في الدنيا " مسلم.
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 28/146:
أمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراك في أنواع الإثم أكثر مما
تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم؛ ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة
العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويُقال: الدنيا تدوم مع
العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام. وقد قال r:" ليس ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم "؛ فالباغي
يُصرَع في الدنيا وإن كان مغفوراً له مرحوماً في الآخرة، وذلك أن العدل نظام كل
شيء؛ فإذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق، ومتى
لم تقم بعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يُجزى به في الآخرة ا- هـ.
ومن خصائص العدل في النظام الإسلامي العدل مع
النفس ومع الآخرين من الشانئين المعادين سواء، وإنصاف المظلوم من الظالم وإن كان
المظلوم كافراً والظالم مسلماً، كما قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ
عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة:8.
وفي الحديث فقد صح عن النبي r أنه قال:" انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً "، فقال رجل: يا
رسول الله! أنصرُه مظلوماً، فكيف أنصره ظالماً؟ قال:" تمنعه من الظلم؛ فذاك
نصرُكَ إيَّاه " متفق عليه.
ـ تنبيه: أرى أن الأحزاب والتجمعات التي تستشرف الحكم، والولايات،
والمسؤوليات العامة قد كثرت في زماننا .. حتى بتنا لم نعد قادرين على إحصائها،
وذكر أسمائها .. وأسماء دكاكينها .. وكلهم قبل مرحلة الوصول إلى الحكم .. يستعطفون
الناس، ويعدونهم الوعود، ويمنونهم الأماني مقابل أن يقفوا بجوارهم، ويصوتوا لهم ..
ثم ما إن يصلوا إلى سدة الحكم .. وتصبح مقاليد الحكم بأيديهم .. إلا ويعرضوا عن
الناس وهمومهم ومشاكلهم .. ويتنكبوا لوعودهم .. ويتناسوا ما كانوا قد قطعوه على
أنفسهم للناس!
ولهؤلاء أقول: اعلموا أن حظ الشعوب من أحزابكم،
وتجمعاتكم، وشعاراتكم، ودكاكينكم على كثرتها .. العدل .. ولا شيء غير العدل .. فإن
لم تحكموا فيهم بالعدل كما أمر الله .. وتسوسوهم بالعدل .. لفظوكم .. واستبدلوكم
بقيادات آخرين .. يحكمون فيهم بالعدل .. ولا تلوموا حينئذٍ إلا أنفسكم!
4- الأمانة ونزاهة يد الحاكم قبل
المحكوم:
من خصائص الحكم الإسلامي في الدولة الإسلامية أمانة الحاكم ونزاهته، وترفعه عن
الخيانة، والنهب والغش، والتخوض في الأموال العامة .. فهو في موضع القدوة؛ فإن كان
أميناً كان الناس أمناء، وإن كان غير أمين تأسى الناس به، وفشا فيما بينهم
الخيانة، والغدر، والنهب، والرشاوى، والغلول!
قال علي بن أبي طالب t لعمر بن الخطاب t:" عففت، فعفّت رعيتك، ولو رتعت لرتعوا ".
قال تعالى:) إِنَّ
اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا
حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا
يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (النساء:58. فلا يستقيم حكم
من غير أمانة ولا عدل .. والأمانة هنا شاملة لكل أنواع الأمانات؛ أمانة الحكم،
والأمانة على المال، وجميع الحقوق، والحرمات.
وفي الحديث، فقد صح عن النبي r أنه قال:" ألا وإنَّ لكل أمةٍ أميناً، وأمين هذه الأمة أبو
عبيدة بن الجراح "[[6]].
ولأجل هذه الشهادة العظيمة من النبي r في أبي عبيدة، قال عمر t، وهو على فراش المرض:" لو كان أبو عبيدة حياً، لوليته
واستخلفته ". وذلك لعلمه أن الأمانة ركيزة من ركائز الحكم الإسلامي، لا
يستقيم من دونه.
وقد تقدم معنا في الحديث عن عبد الله بن
زُرَيرٍ الغافقي، قال: دخلنا على عليٍّ بن أبي طالب يوم أضحى فقدَّمَ إلينا
خَزِيرَةً[[7]]، فقال يا أمير المؤمنين لو قدَّمت إلينا من هذا البطِّ والوَزِّ،
والخير كثيرٌ، قال: يا ابن وزيرٍ إني سمعتُ رسولَ الله r يقول:" لا يحلُّ للخليفة إلا قصعتان: قصعةٌ يأكلها هو وأهله،
وقصعةٌ يُطعمها "[[8]].
وقال r:" من كان لنا عاملاً فليكتسب زوجةً، فإن لم يكن له خادمٌ
فليكتسب خادماً، فإن لم يكن له مسكنٌ فليكتسب مسكناً، من اتخذ غير ذلك فهو غالٍ
"[[9]]. أي من تعدى من عمال الدولة وولاتها أكثر من ذلك فهو سارق ومعتدٍ
على مالٍ ليس له فيه حق.
وقال r:" إنَّ رجالاً يتخوَّضون في مالِ الله بغير حقٍّ؛ فلهم
النارُ يوم القيامة " البخاري.
وكان عمر بن الخطاب t إذا بعث عُماله ولاة على الأمصار شرط عليهم أموراً:" أن لا
تركبوا بِرْذَوناً[[10]]، ولا تأكلوا نقياً[[11]]، ولا تلبسوا رقيقاً[[12]]، ولا تُغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس، فإن فعلتم شيئاً من ذلك
فقد حلت بكم العقوبة، ثم يُشيِّعهم "[[13]].
وعمر t إذ كان يأمر الولاة بذلك كان هو أكثرهم التزاماً بما يأمرهم به؛
فلم يكن يخص نفسه وأهله بخلاف ما كان يأمر به الولاة وغيرهم من الناس، لذا سهل على
الولاة الالتزام بما كان يأمرهم به الخليفة ابن الخطاب t .. ولو زاغ ـ حاشاه ـ لزاغوا .. ولو رتع، لرتعوا!
بهذه الأخلاق .. وهذه الأمانة .. ساد السلف
العالم .. ونصبوا لأنفسهم عروشاً في قلوب الناس، قبل أن ينصبوها في الديار،
والبلدان!
لذا نقول: عندما يجوع الحاكم قبل شعبه ..
ويخصهم بالعطاء ـ مهما كان قليلاً ـ قبل نفسه وأهله وحاشيته، ويسهر على رعايتهم
وخدمتهم وراحتهم ـ كما كان يفعل الفاروق عمر بن الخطاب t وكثير غيره من ولاة المسلمين الأوائل ـ لا يمكن لهذا الشعب حينئذٍ
أن يُفكر بالثورة أو الخروج على حاكمه مهما عانى من الفقر وظروف المجاعات .. كما
أنه يقوى على مواجهة التحديات أو أي حصار اقتصادي يشنه العدو عليهم .. مادام
الحاكم ذاته يتحمل قبلهم معاناة وآثار هذا الحصار، ويتقدمهم في الصبر على البلاء
والجوع والفقر، ويُؤثرهم على نفسه، وخاصة أهله.
أما إن كان الحاكم يتمتع بثروات طائلة قد نهبها
من أموال الأمة .. ويعيش قمة البذخ والإسراف والتبذير .. ثم هو يُصنَّف كأول أو
ثاني أو ثالث أغنى رجل في العالم ـ كما هو حال كثير من طواغيت الحكم في هذا الزمان
ـ وفي المقابل شعبه يتضور الجوع والحرمان والفقر، وهو يرى بأم عينيه كيف تُنهب
خيرات وثروات بلاده الطائلة على أيدي الطغمة الحاكمة .. لتصرف على موائد اللهو،
والشهوات والأهواء .. وتُصب في جيوب الأعداء .. فشعب هذا وصفه وحاله وواقعه، لا
يمكن أن يقوى على مواجهة التحديات ولا الحصارات أو الانتكاسات الاقتصادية .. ولا توجد
بينه وبين حاكمه المفسد الظالم أي ترابط أو تفاهم أو علاقة دفاع أو حماية مشتركة
.. بل ترى همه الأكبر كيف يتخلص من هذه الطغمة الحاكمة، ومن نظامهم وحكمهم وظلمهم
.. ولو كان ذلك على يد أعداء الأمة ذاتهم .. كما حصل ولا يزال يحصل في عديد من
الأمصار!
عندما الحاكم لا يحوط رعيته بالنصح والرعاية
والحماية من كل ما يتهددهم .. وهو لا يهمه من شؤون الحكم والملك إلا نفسه .. وملكه
.. وخصائصه ومستحقاته الباطلة من ثروات الدولة .. ومستحقات حاشيته المقربين التي
تُثقل كاهل عامة الناس .. وكيف يُثبِّت عرشه وملكه ونظامه ـ ولو كان ذلك على حساب
جماجم وأمن شعبه كله ـ حاكم هذا وصفه وحاله لا يمكن أن يُسمى حاكماً مسلماً، كما
أن حكمه لا يمكن أن يُسمى حكماً إسلامياً .. كما لا يمكن أن يستمر له حكم، ولا أن
تقام له دولة .. ولو قامت فهي سرعان ما تأفل وتزول، غير مأسوف عليها.
قال رسول الله r:" ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيةً، فلم يُحِطها بنصحه لم يجد
رائحة الجنة " متفق عليه.
وقال r:" ما من والٍ يلي رعيةً من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا
حرَّم الله عليه الجنة " متفق عليه.
وقال r:" ما من أمير يلي أمرَ المسلمين، ثم لا يجهد لهم وينصح إلا
لم يدخل معهم الجنة " مسلم.
وقال r:" ما من إمامٍ أو والٍ يُغلق بابه دون ذوي الحاجة والخَلَّةِ
ـ أي الفقر ـ والمسكنة، إلا أغلق الله أبوابَ السماء دون خَلَّته وحاجته ومسكنته
"[[14]].
وقال r:" ما من رجلٍ يلي أمرَ عشرةٍ فما فوق ذلك، إلا أتى الله
مغلولاً يدَهُ إلى عنقه، فكَّهُ برُّهُ أو أوثقَه إثمه، أولها ـ إي الإمارة ـ
ملامةٌ، وأوسطها ندامةٌ، وآخرها خزيٌ يوم القيامة "[[15]]. هذا فيمن لم يقم بحق الإمارة وواجبها حق القيام، أما إن قام
بحقها وواجبها حق القيام، وكان أميناً على أمته ومقدراتها وثرواتها، وحرماتها ..
يحكم بين العباد بالسوية والعدل فهو عند الله يوم القيامة على منبر من نور، كما في
الحديث، فقد صح عن النبي r أنه قال:" إن المقسطين عند الله على منابر من نورٍ عن يمين
الرحمن؛ وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حُكمهم، وأهليهم، وما ولُّوا "
مسلم.
5- العِلْمُ: وأعني
بالعلم؛ العلم بشقيه ونوعيه: العلم
الشرعي، والعلم الدنيوي، حيث أن الحكم في الدولة الإسلامية لا يمكن أن تقوم له
قائمة من دون هذين النوعين من العلم، والذي بهما تقوم مصالح الدين والدنيا معاً.
[3] أخرجه أحمد، والبيهقي، صحيح الجامع:998.
[4] أخرجه الطبراني في الأوسط، وأبو يعلى في مسنده، صحيح الجامع:1001.
[5] قال الشيخ ناصر الدين الألباني في التخريج، مختصر صحيح مسلم، ص
536: قال في الشرح ـ أي صديق حسن خان ـ:" لم يشرح النووي هذا الحديث، ولم
يبين من المراد بـ " الروم "، والظاهر أنهم النصارى، وهذه الخصال الخمسة
موجودة فيهم، وهم ولاة الأمر اليوم في أكثر الأرض، وهذا معجزة ظاهرة للنبي r حيث وقع ما أخبر به مطابقاً لنفس الأمر، ولله الأمر من قبل ومن
بعد "ا- هـ.
[6] صحيح سنن ابن ماجه:110.
[7] الخزيرة: لحم يُقطَّع صغاراً ويُصَب عليه ماءٌ كثير، فإذا نضج
ذُرَّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة." النهاية ".
[8] أخرجه أحمد، وابن أبي الدنيا في الورع، السلسلة الصحيحة:362.
[9] أخرجه أبو داود، وصححه الشيخ ناصر في المشكاة:3751.
[10] هو الفرس الأعجمي؛ لما يمكن أن يحصل لراكبه من خيلاء وتكبر ..
فيفسد طبعه، فيستعذب الطغيان!
[11] هو الطعام المنقى مرة بعد مرة .. وهذا لا يحصل لعامة شعبه ورعيته
.. وقد يفسده فيجعله يألف الترف، وهذا
يؤثر على مهمته، والأمانة الملقاة على عاتقه نحو شعبه
ورعيته.
[12] لما في ذلك من التنعم والإسراف الذي قد يُشغله عن واقع رعيته،
وحاجتهم.
[13] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، المشكاة: 3730.
[14] أخرجه أحمد وغيره، صحيح الجامع: 5685.
[15] أخرجه أحمد، صحيح الجامع: 5718.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق