الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

السيرة النبوية


السيرة النبوية
مولد الرسول
ولد الرسول في (مكة) من سلالة النسب الشريف في قبيلة (قريش)، وكان مولده في عام الفيل ـ عام هزيمة أبرهة الذى أقبل بجيش عظيم من الفيلة ـ وذلك سنة 570م وذلك بعد وفاة والده ( عبد الله ) فولد يتيماً، وتوفيت والدته وعمره 6سنوات فكفله جده (عبد المطلب) الذى توفى وعمر مُحمد 8 سنوات فكفله عمه ( أبو طالب) . وفي جميع حالاته كان في رعاية ربه (الله عز وجل) كما ورد في سورة الضحي:
"
ألم يجدك يتيما فأوي* ووجدك ضالا فهدي"
استرضاع الرسول في البادية
وكان من عادة العرب أن يرضعوا أولادهم في البوادي حتى تتوافر لهم أسباب النشأة البدنية السليمة. وفي تلك الآونة.. نزل (بمكة) جماعة من بادية ( بني سعد) ومنهم (حليمة السعدية) التي رضيت بإرضاع الرسول مع أن آجره قليل وقد كان الرسول - صلي الله عليه وسلم- بركة لحليمة.
زواج الرسول من السيدة خديجة
كان الرسول - صلي الله عليه وسلم- يذهب إلي الشام في صحبة عمه (أبو طالب) في رحلات التجارة,ثم طلبت منه السيدة (خديجة بنت خويلد)- وكانت سيدة ثرية ذات حسب ونسب مشهورة في (قريش) وعلي جانب عظيم من الأدب والعفاف- الإشراف علي قافلة تجارة لها مع وكيلها علي مالها في تلك الرحلة (ميسرة) وببركة الرسول ربحت تجارتها ربح لم تعهده من قبل.
أصغت (خديجة) إلي ما قاله (ميسرة) عن (مُحمد) بكل جوارحها بعد عودتهما من التجارة واصفا أخلاقه الكريمة.فأرادت أن تتزوج به ولكن حياؤها وكرامتها تأبيان عليها طلب ذلك.ولذلك أرسلت صديقتها (نفيسة بنت منية) تستطلع لها من طرف خفي تجاوب (مُحمد بن عبد الله) في ذلك الأمر.
وتم الزواج وأنجبا أربعا من البنات هن: (زينب- رقية- أم كلثوم وفاطمة) أما الأولاد فهما: (القاسم وعبد الله).
النبوة
ومع اقتراب سن الرسول من الأربعين كان قد أصبح خلقاً آخر فيه شفافية وصفاء وكثرة التدبر والتأمل وفي إحدى المرات في غار حراء وفي ليلة 27رمضان ـ ليلة القدرـ اصطفى الله (مُحمداً) ليكون خاتم النبيين والمرسلين.
ونزل عليه ( جبريل) ـ عليه السلام ـ وقال له إقرأ.فرد (مُحمد):ما أنا بقارئ، وتكرر هذا الموقف ثلاث مرات حتى قال (جبريل): 
"
إقرأ بإسم ربك الذي خلق* خلق الأنسان من علق* إقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم"
فعاد (مُحمد) إلى بيته مسرعاً قائلاً: دثروني ـ دثروني .فذهبت (خديجة) مسرعة إلى إبن عمها (ورقة بن نوفل) ـ وكان من أهل الكتاب ـ فأخبرها بأنه النبى المنتظر وخاتمهم .
الجهر بالدعوة
استمر الرسول يدعو أصحابه إلى الدين الجديد سراً حتى آمن به كثير من الناس، ولكن عند الجهر بالدعوة عذب الكفار الكثير ممن آمنوا.فطلب الرسول من أصحابه الهجرة إلى الحبشة لأن ملكها(النجاشى) سوف يمنحهم الأمن والأمان فهاجرإليها قرابة السبعين مسلماً
الإسراء والمعراج
في ليلة 27رجب جاء (جبريل) إلى الرسول بالبراق فأركبه عليه ثم مضى به إلى (بيت المقدس) من أرض (فلسطين) حيث المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله طاوياً مسافات الكون والزمن في لحظات.
ومن هناك عرج به إلى السموات العٌلى وفيها مر الرسول على إخوانه من الأنبياء في كل سماء وهناك فرضت الصلاة.ونزل قوله تعالي:
"
سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله"
الهجرة ومؤامرة الكفار
آذن الله للرسول بالهجرة إلى(المدينة المنورة). فطلب الرسول من(على بن أبي طالب) أن يبقى في فراشه حتى يخرج من بيته مهاجراً والكفار ينتظرونه خارج بيته لقتله فنزل فيهم قول الله تعالى:
"
وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون"
وذهب الرسول - صلي الله عليه وسلم- إلي بيت (أبي بكر) لأن (أبا بكر) طلب منه أن يرافقه في هجرته إلي (المدينة) فاشتري ناقتين ليركباهما وكان (عبد الله بن أريقط) هو دليلهم بالرغم من أنه غير مسلم فغادرا إلي (المدينة) وعندما أحسا بملاحقة (قريش) لهما صعدا جبل حتي وصلا إلي نهايته ووصلا إلي غار ثور واختبئا فيه وصعدت (قريش) وراءهما ولكن الله جعل عنكبوت ينسج خيوطه علي باب الغار وجعل حمامتين تبيضان علي باب الغار واقاما فيه ثلاثة أيام وكانت (أسماء بنت أبي بكر) تأتي لهم بالطعام وكان (عامر بن فهيرة) - راعي غنم أبي بكر- يأتي لهم بلبن الماعز ويمحي آثارهم بالأغنام وعند خروج الرسول وصاحبه من الغار كانت (قريش) قد أعلنت جائزة للذي يقبض علي رسول الله - صلي الله عليه وسلم- وله مائة ناقة فأراد (سراقة بن مالك) أن يحصل علي الجائزة فعلم بمكان الرسول- صلي الله عليه وسلم- وتتبعه وكان كلما نظر إليه الرسول وقع من علي فرسه فأمن به (سراقة) ووعده بألا يخبر (قريش) عما حدث ووصل لرسول إلي (المدينة) وعندما برقت الناقة في قباء أقام الرسول هناك أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء
تحويل القبلة
كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم- حتي الشهر السابع عشر من قدومه إلي (المدينة) يتخذ بيت المقدس قبلة له وكان ذلك مدعاة فتنة من اليهود إذا كانوا يرددون بأن دين (مُحمد) كما يقول هو الإسلام دين (إبراهيم) و(إسماعيل) - عليهما السلام- فكيف يصلي إلي قبلة اليهود في بيت المقدس ولا يصلي إلي البيت الحرام؟
ولقد كان -عليه الصلاة والسلام- يتحرج ويتاضيق من قولهم هذا وقيل إنه كان يخرج ليلاً إلي ضواحي (المدينة) يتطلع إلي السماء ينتظر الفرج في هذا الأمر وفي ليلة النصف من شعبان في العام الثاني للهجرة قبيل غزوة بدر تم تحويل القبلة فأصبحت الكعبة قبلة المسلمين بدلاً من المسجد الأقصي.وقال الله تعالي:
"
قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام"
غزوة بدر 
هي أول غزوات الرسول وقعت في 17 رمضان عام2للهجرة وكانت أعظم بشير لنصر الله للإسلام.
سمع رسول الله- صلي الله عليه وسلم- أن عيراً ل(قريش) قادمة من الشام في تجارة عظيمة عليها (أبو سفيان بن حرب). فخرج - صلي الله عليه وسلم- علي رأس ثلاثمائة من المسلمين, وكان (أبو سفيان بن حرب) وهو في الطريق يتحسس أخبار المسلمين, فقيل له أن مُحمداً قد خرج له , فخالف الطريق وهرب بالقافلة إلي طريق آخر بحزاء البحر.
ولكن (قريشاً) أرادت أن تبين للعرب قوتها عن المسلمين فكان عدد المشركين بين التسعمائة والألف أي ثلاثة أضعاف المسلمين, وبالإضافة إلي قلة عدد المسلمين فقد كانوا في عدة قليلة ضعيفة وقليلاً منهم من كان عليه درع.
وعلم رسول الله - صلي الله عليه وسلم- بخروج (قريش), فأحب أن يستشير أصحابه في الأمر, خاصة الأنصار الذين عاهدوه علي الحماية من كل سوء وأذي.
مضي المسلمون حتي نزلوا الوادي في بدر ثم غيروا موقعهم قريباً من الماء بإشارة من(الحباب بن المنذر) حيث جعلوا هناك حوضاً.
واستبد العطش (بقريش) في لظي الحر وشدة الموقف ودارت الدائرة علي (قريش) حيث أسر منهم نحو السبعين وقُتل عدد يماثله وفر الباقون وخلفوا وراءهم كثيراً من المغانم, ووزعت المغانم علي المحاربين الأبطال.
غزوة أحد
علم رسول الله - صلي الله عليه وسلم- أن (قريشاً) في ثلاثة آلاف رجل ومعهم مئتا فرس يقودهم(سفيان بن حرب) قد أقبلوا ليثأروا ليوم بدر وأنهم قد نزلوا علي شفير الوادي مقابل (المدينة) وكان ذلك في شوال سنة ثلاثة للهجرة.
كان المسلمون سبعمائة رجل معهم فرسان ونزل أصحاب رسول الله الشُعب بجبل أحد حيث كانت (قريش) قد سرحت الإبل والخيل في زروع كانت بقرب الجبل.
وعين رسول الله- صلي الله عليه وسلم- (عبد الله بن جبير) علي الرماة وكانوا خمسين رجل.
والتقي الجمعان وتبادر النصر للمسلمين في أول اللقاء.
لكن الرماة خالفوا أمر رسول الله وخلوا الجبل فانكشف ظهر المسلمين لخيل فرسان (قريش) فأصابوهم فكان هذا يوم بلاء أكرم الله فيه من أكرم من المسلمين بالشهادة.
غزوة الخندق
تسمي غزوة الأحزاب أيضاً وسببها أن طائفة من يهود (المدينة) كرهوا جوار المسلمين لهم فسعوا إلي (قريش) في (مكة) وحرضــوها علـي قتال مُحمد - صلي الله عليه وسلم- وضمنوا لهم أن يعاونهم (بنو قريظة) من يهود (المدينة).
وتشجعت (قريش) وتحالفت مع قبائل (سليم) و(عطفان) وغيرهما ثم خرجوا إلي (المدينة) في عدد كثيف لم تعرفه أرض العرب من قبل إذ بلغوا عشرة آلاف مقاتل امتلأت بهم الأرض حول (المدينة) من ناحية الشرق, ولكنهم فوجئوا عند وصولهم بخندق عظيم يحتمي المسلمون وراءه, وكان الخندق قد حُفر بإشارة من(سلمان الفارسي)- رضي الله عنه- كخط دفاعي إذ سأل رسول الله - صلي الله عليه وسلم- عن رأيهم في الموقف حين بلغهم تحالف الأحزاب وخروجها فقال(سلمان): كنا في فارس نخندق حولنا.
صلح الحديبية
فـي شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة خرج رســول الله - صلي الله عليه وسلم- إلي (مكة) معتمراً, زائراً يسوق الهدي إلي البيت الحرام وعلي طريق (مكة) بلغه - عليه السلام- أن (قريشاً) قد استنفرت واحتشدت تريد أن تمنعه من دخول (مكة) وقد تعاهد أن لا يدخل عليهم (مكة) عنوة أبداً.
وبدأت المفاوضات والمشاورات بين الطرفين وأرسلت (قريش) أكثر من شخص إلي رسول الله - صلي الله عليه وسلم- لإقناعه بالعودة.
وفي نهاية المفاوضات اتفق الطرفين علي:
1)
تكون هدنة بينهما مدتها عشر سنوات
2)
من أراد أن يدخل في حلف (قريش) فليدخل ومن أراد أن يدخل في حلف محمد فليدخل.
3)
من أتي (مُحمداً) هارباً من (قريش) رده إليهم ومن أتي هارباً مرتداً إلي (قريش) لا يردوه.
4)
يأتي المسلمون في العام المقبل إلي (مكة) وقد اخلتها (قريش) لهم فيقيموا فيها ثلاثة أيام معتمرين
فتح (مكة)
وكان (بنو خزاعة) قد دخلوا بعد صلح الحديبية في حلف رسول الله - صلي الله عليه وسلم- كما دخلت (بنو بكر) في حلف (قريش). وتنازع (خزاعة) و(بكر) فأعانت (قريش) (بكراً) حتي أنهم قتلوا من (خزاعة) مقتلة عظيمة.
خرج رسول الله - صلي الله عليه وسلم- إلي (مكة) في جيش كثيف وأقام معسكراً بمر الظهران استعداداً للتحرك نحو (مكة) ودخل الرسول مكة في العشرين من رمضان في السنة السابعة للهجرة.
حجة الوداع
قام الرسول بالحج إلي البيت الحرام بمكة في السنة العاشرة للهجرة ولم يحج غيرها - صلي الله عليه وسلم- وتعرف بحجة الوداع لأن بعدها توفي الرسول - صلي الله عليه وسلم- ولقد شرع فيها كثيراً من الأحكام المتعلقة بالحج وأركانه ومناسكه. وفيها نزل قوله تعالي:
"
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً".
وفاته - صلي الله عليه وسلم-
ثم مرض - عليه الصلاة والسلام- بالحمي ولزم فراشه وتجمع المسلمون حوله بقلوب واجفة داعية حتي لحق بالرفيق الأعلي في السنة العاشرة للهجرة وفاضت روحه الشريفة إلي خالقها وكان(عمر بن الخطــاب) مـــن أكـثر الناس حزنــاً لوفــاته - صلــي الله عليه وسلــم
وكان (أبو بكر) أكثر الثابتين وخــرج ليقول للناس: "أيها الناس مـن كــان يعبد (مُحمداً) فــإن (مُحمداً) قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت". 
الخاتمة
صلي الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله وجزاك عن أمة الإسلام خيراً، كفاء ما أتيتهم به من الهدي والحق والفضل وألحقنا بك في الصالحين من عباده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق