-
لكن زوجتي لا
تخرج من المنزل.
-
لكن يجب عليها
أن تأتي اليوم بالذات كي تساعدنا. هل لديك هاتف سيد راوا.
قدمت بعد ذلك
زوجة بالة الى المستودع مع أخواتها الثلاثة :
سونيتا و بريانكا و آنجولا و في وقت وجيز حولت هؤلاء النسوة المكان الى سوق تعج به
الضوضاء و الصخب. فهذه تتكلف بتقديم الشاي و أخرى بالكعك الصغير أما الثالثة فقد
كلفت بتوزيع الحلوى ، كن يمشين هنا و هناك في جميع الأركان و حفيف ملابسهن يسمع و
هن يغنين أو بالأحرى يثغثغن.
من فرط الضجيج
الذي كان يسمع اقترب من المستودع مجموعة من الموسيقيين متسائلين عن سبب هذه الضوضاء
في حين أن النساء ضاعفن الضرب بالكف بقوة ليس لأنهن لا يسمعن بل المسألة تعني عزة
نفس و أنفة فهن آثرن الجلبة مستمتعين بها كأنهن في أجواء حفلة عرس كبيرة، فيها
يدعو كل واحد من الضيوف الآخر حتى المرضى يدخلون و هو زاحفون ناهيك عن الأطفال
الذين شغلهم غناؤهم فوق الطاولات : طق، طق طق..فأصبح بذلك يسمع دوي و طنين من
كثرة الصخب في بلد لا يحصى عدد سكانه كالهند.
ملكة اليوم،
تقةم النساء بفعل كل شيء لها فهذا يوم مميز يوم يعرض ذلك الساري الافتراضي الذي
اختير في هذا اليوم.
نظمت مع كل
ذلك ياناصيبا مجانيا الذي كان جزء كبير من عبارة عن ساري فاخر كاشيدا كاري و عملت
جاهدا كي يفوز به بونام تخت تصفيقات الجمهور.
في المساء قمت
بدعوة بالة و زوجته الصغيرة الى المطعم الفرنسي الفاخر لوبغوا. بعد ذلك قمت بأخذ
كأس آخر من حانة الفندق هذه الحانة المزعومة كانت مستوطنة من طرف شيخان ظريفان و مقطبان
و ثلال رجال أعمال ألمان و زوجان من أستراليا كانا في رحلة للحضور الى حفلة زواج
بالاضافة الى أن مئتان و ثمانية و أربعون صحفيا فرنسيا جاءوا للحضور لرؤية مسار
حكايات الجلبة التي تجري بالهند الخالد.
عندما كنت
أحاول تمهيد العقبات أمام رجال يشبه كالابرو العقبات في وجهي ثم قال بصوت
عال :
-
أنت أيها
المحتال أنت لست من المجموعة.
-
دعوني أمر -
أيها الحمقى – أنا هوبيز نيسمان . هل أنت فعلا رجل أعمال، تبدو شابا.
-
لا يهم كيف
تروني، جئت الى هنا فقط من أجل شراء 80 ساريا.
لم يكن لدي
الوقت الكافي كي أثبث أن كل هذا كان عبارة عن سوء تفاهم و أن السيد كالابرو قد بح
صوته من كثرة الصياح.
-
بيروا،
مارسيل، برنارد، هذا الرجل يبيع أثواب الساري و يبدو أنه يتكلم اللغة الفرنسية.
ها أنذا أبدو
كمحطة اهتمام الصحافة فهم يسألونني ويستفسرون
ويطلبون رأيي فأجيبهم حتى قبل أن أفتح فمي و لكي ألطف الجو ألجأ الى
الاقرار ببعض التأكيدات الغنية بالمعرفة فقد اكتسبها من خلال تأثري بالحياصة و أنا
جالس فوق أريكة السيد . ج. م رامايو.
هل رايتم
الساري من قماش مدارس ... قطع من القماش ...تساوي هذا القد ...سأريك ما يساوي أقل
ثمن... انه جد معروف ... لدي أصدقاء ...هذا اللباس جميل جدا ...لكل لون معنى
خاص...
المرأة
المتزوجة ...الأرملة....
يبدو أن
الصحافة جد مبتهجة لأن أقلامها تحلق في صفحات المذكرات.
لقد وعدني
الدكتور أمس بقماش فاخر، صعدت بد ذلك لأنام بين حزمة بضاعتي التي تغص بالكثير من
الأساطير التي قيلت عن قمش الساري في العالم.
لقد كانت
رحلتي للعودة مليئة للحركات.ففي البحرين كانت مجموعة من الكلاب الفاخرة تسقي
ببولها شحنتي في حين كنت أتفاوض مع مالكيها بفرانكفورت، تحسست كلاب الحراسة آثر
وجود كلاب أخرى قدمت من البحرين معتقة بذلك تلك الضوضاء الصاخبة.
خلافا لما
يؤكده الأصدقاء الحمقى فالتواصل بين الانسان و الكلاب لم يكتمل بعد.
بال بعض
الرجال القادمون من بلاد البحرين في حزمة البضائع فصاح الجمركيون :
هذا المشأمن
ليس بنظيف و لا سلعته بنظيفة احملوا عني كل هذا ، كل ما فعلوه يعكس غيرة ألمانية.
أمضيت ثماننية
و أربعون ساعة في غرفة مظلمة في المطار أتغذى على ساندوشات رخوة في حين أن بضاعتي
مرت لتدرس بالتفصيل. لحسن الحظ لمك يجدو في شحنتي أي شيء من الحشيش أو مخدر
الأفيون لذلك اعتذروا لي بلغة كوييت و تركوني أذهب الى باريس و هناك التقيت بتاج
الدين بين طائرتين بمتم ايرفرونس.
-
لن تصدقني يا
تاج الدين لقد سافرت الى غاية بلد الهند للقيام بمهمة من أجل البوص.
-
عن أي بوص
تتحدث القديم أم الجديد.
-
يبدو أنك لا
تعلم شيئا ؟ لقد توفي سيكار و قد تم تعيين رئيس آخر بدله لأنه رجل شاب يبدو أنه
يعلم العديد من الفنون و العلوم.
-
ثم أضاف و هو
ينظر الي بقلق :
هل قامو بعزل
لاراكي أيضا ؟
توجهت الى مطار الدار البيضلء بمتاعي المتعدد
الألوان و ظل رجال الجمارك ينظرون الي بأعين الشفقة و كأنهم على وشك البكاء من شدة
الفرح لمجرد سيقبضون من ذلك الوعاء الضخم من الشراب. لقد أنهيت بعناية أملهم.
مهمة جد سرية – سيدي الجمركي العزيز – ضع هذه
البطاقة و قل لي بماذا تفكر.
منذ أن رأى رئيسهم ذلك المستطيل السحري الذي يحل اسم المتوفي سيكار
و الذي ضيف عليه قبره حمل باصبعيه قبعته و صرخ بأعلى صوته :
كان المدير الجديد لشركة الزفت المعدني لمدينة
تادلا رجلا شابا، نشيطا و نحيفا ذو قد كبير و ابتسامة جارحة.
-
آه هذا أنت
فلان لقد حدثوني عنك كثيرا كمهندس للمناجم و كمساعد للسيد لاراكي. ثم ضغط على يدي
اليمنى كثيرا و قال :
-
ناديني :
ادريس . قل لي ماذا فعلت بنيودلهي.
-
آه يا ادريس
لقد اشتريت 80 قماشا من الساري.
-
نزع ادريس
نظارته ثم قام بمسحها بعناية ووضعها مرة أخرى ناظرا الي بابتسامة خافتة.
-
صحح لي ان قلت
بعض الأخطاء. تبدو هذه الأنواع من الساري جد مناسبة للنساء اللواتي يلتففن بها في
أي فصل من فصول السنة و خصوصا نساء باكستان.
-
هل اشتريت 80
نوع من الساري ؟
-
نعم اشتريتها
في الأحمر و الأخضر.
-
هل كان لديك
أمر هام للقيام بهذه المهمة؟
-
لا فقد كانت
همهة جد سرية.
-
اذن عزيزي يجب
عليك أن تعوض كل هذه الأنواع من الساري من مالك الخاص و سأقتطع لك أنا شخصيا من
راتبك كل شهر مبلغا معينا فأنت تعلم أني ععنيت من أجل القيام باصلاحات لصندوق
الحسابات فأنا لست هنا لألعب دور الأب نوييل.
-
اذا كنت قد
سافرت الى باكستان من أجل تلبية رغباتك فقد انتهى كل شيء الآن لم يعد للسيد لاراكي
وجود هنا فقد انتهى كل شيء.
-
فلتعلم أنك
ستعوض كل شيء على مدى سبع سنوات.
-
ان أثواب
الساري ستظل عرية يمكنك أن تحتفظ بها. لكن لا يمكننا أن نستعملها هاهنا في شركة
الزفت.
عدت الى منزلي
و أنا أحمل أمتعتي منزعجا من كل ما وقع لي. لاعبت قطتي ووضعت الماء ليغلي كي أحضر
القليل من الشاي بعد قليل سمعت رنين الباب فتحته فاذا بي أجد نفسي أمام ثلاث نساء شابات مددت لي المرأة الأكثر جرأة يدها كي تسلم
علي مائلة. أنا الزوجة الشرعية للمهندس تالسمات ثم قدمت لي الأخريات :
هذه نزهة أختي و تلك ابنتها.
-
أهلا بكن.
لقد سمعنا أنك
تبيع أثواب الساري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق