حي بن يقظان
أسطورة تحكي قصة شخص يدعى حي بن يقظان نشأ في جزيرة وحده،
وترمز للإنسان، وعلاقته بالكون والدين،
كما تحتوي على العديد من القصص والأساطير الفرعية،
أنشأها فلاسفة، واحتوت مضامين فلسفية.
أول منشيء لقصة حي بن يقظان هو الفيلسوف ابن سينا، وفعل ذلك أثناء سجنه، ثم أعاد بناءها شهاب الدين السهروردي، وبعدها كتبها
الفيلسوف الأندلسي ابن طفيل، ثم كانت آخر رواية للقصة من قبل ابن النفيس الذي تنبه إلى بعض المضامين الأصلية
الخاصة بابن سينا، والتي لم تكن توافق مذهبه، فأعاد صياغتها لتكون رواية حي بن
يقظان عن صالح بن كامل. أشهر مؤلف من بين هؤلاء الأربعة التصقت القصة باسمه هو ابن طفيل. ومن شهرة هذه الرواية الفلسفية، فإن قصصا غربية مثل
قصة روبنسون كروزو وطرزان
قد استوحيت من هذه القصة.
القصة
إن ولادة حي بن يقظان تبقى لغزا، ومع ذلك فإن الرواية السائدة تقول أن حي بن يقظان قد ولد تولدا جسديا مألوفا من أم هي شقيقة ملك إحدى الجزر الهندية، ومن أب هو قريب لها اسمه يقظان، كانت شقيقة الملك قد تزوجته
خفية عن شقيقها الذي منعها من الزواج،
وعندما وضعت المرأة طفلها خشيت من
نقمة شقيقها الملك، فوضعت الطفل في تابوت وألقته في البحر. حملت الأمواج
التابوت
حتى ألقته على ساحل جزيرة مجاورة هي جزيرة الواقواق. وصادف أن مرت في
المكان الذي استقر فيه التابوت ظبية كانت تبحث عن ابنها الذي فقدته فسمعت صوت بكاء الطفل فاتجهت نحوه، وكان
أن عثرت على حي الوليد فأرضعته وحضنته.[1]
يكبر حي بن يقظان وتمر حياته في سبع مراحل. أما الأولى فهي إرضاع
الظبية
لحي وحضانتها ورعايتها له حتى جيل سبع سنوات. ثم بعد ذلك
وفاة الظبية
وتشريحها من قبل حي لمعرفة سبب الوفاة، وهنا بدأت
تتكون عند حي المعرفة عن طريق الحواس
والتجربة. أما المرحلة الثالثة فكانت في اكتشاف النار.
أما المرحلة الرابعة فكانت في تصفحه لجميع الأجسام التي
كانت موجودة حوله، فكن بذلك يكتشف الوحدة والكثرة، في الجسم والروح، واكتشف تشابه
الكائنات في المادة واختلافها في الصور. أما المرحلة الخامسة فكانت في
اكتشاف الفضاء وهذا شجعه إلى الخروج من رصده إلى معارف في العالم بقدمه وحدوثه. عند بلوغه الخامسة والثلاثين من عمره، بدأ حي مرحلته السادسة وهي الاستنتاج بعد التفكير، فتوصل إلى أن النفس منفصلة عن
الجسد
وفي التوق إلى الموجِد واجب الوجود. وأخيرا، يصر حي بن
يقظان، في المرحلة السابعة على أن سعادته تكون في ديمومة
المشاهدة لهذا الموجِد الواجب الوجود ورغبته في
البقاء داخل حياة رسمها هو لنفسه.[1]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق