يرى
الكندي أن أشرف العلوم مرتبة هو علم الفلسفة، التي يعتبرها صناعة عقلية و
فكرية تستهدف العلم بحقائق الأشياء، و بحسب ما تستطيعه الطاقة العقلية
للإنسان.
- يحدد
الكندي هدفين أساسية للممارسة الفكرية للفيلسوف : هدف نظري يتمثل في
المعرفة المجردة بحقائق الأشياء و جواهرها، أي تكوين أحكام عقلية مطابقة
لحقيقة الشيء، وهدف عملي يتمثل في أن يسلك الفيلسوف و يتصرف وفقا للقيم
الأخلاقية الحقة التي يحددها العقل العملي. و هذا التقسيم الذي نجده عند
الكندي يعود إلى تقليد معروف في فلسفة أفلاطون و أرسطو، و هو تقسيم الفلسفة
إلى قسمين : فلسفة نظرية و فلسفة عملية.
- يبدو
أن الأهداف التي يحددها الكندي للفلسفة، و المتمثلة في معرفة الحق و العمل
به، هي أهداف تتوافق مع الغاية الأساسية من وجود الدين. و هكذا نلاحظ لدى
الكندي نزعة توفيقية واضحة حاول من خلالها المصالحة بين الفلسفة و الدين و البحث عن خيوط مشتركة بينهما.
- إن علم العلة عند الكندي هو العلم الذي يهدف إلى معرفة السبب الأول ( الله) باعتباره أصل كل الموجودات الأخرى ،إنه علم ميتافيزيقي أو هو الفلسفة الأولى التي تبحث في المبادئ الأولى للوجود،
و التي بمعرفتها نحيط علما بكل الموجودات. لذلك اعتبر الكندي أن علم العلة
أو السبب هو أشرف من علم المعلول الذي هو مجرد نتيجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق