صفات الله تعالى الصفات الواجبة والصفات المستحيلة
مفهوم الصفات الواجبة لله تعالى :
الصفات : هي كل حلية يحلى بها الشيء وكل نعت ينعت به . والواجبة : اللازمة والثابتة له سبحانه .
والصفات الواجبة تعتبر أصلا لغيرها من الصفات ،
وهي طريق معرفة الله سبحانه ........... وإدراك حقيقة ذاته سبحانه مستحيل قال
تعالى: (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ...)). والتشابه في بعض
الأسماء والصفات بين الله وخلقه هو لا يعدو ذلك.
وكل أحد يعلم كمال الله ونقص
العبد . وفي مقابل الصفات الواجبة هناك ما يضادها من الصفات المستحيلة المنافية
لكمال الله سبحانه
وإليك بيان هذه الصفات بالتفصيل :
1) الصفات الواجبة لله تعالى وأنواعها :
تنقسم الصفات الواجبة لله إلى أربعة
أنواع :
أ-
الصفة النفسية : وهو الوجود الذاتي لله الذي لا
يقبل العدم لا أزلا ولا أبد .
ب-
الصفات السلبية : وهي تدل على سلب مالا يليق بالله سبحانه وأصولها خمسة :
1) القدم : عبارة عن سلب
العدم السابق على الوجود .
2) البقاء : عبارة عن سلب العدم اللاحق للوجود .
3) مخالفة الله للحوادث : أي مخالفة ذاته وصفاته وأفعاله للحوادث (المخلوقات).
4) الغنى المطلق : أي قيامه تعالى بنفسه ، وعدم افتقاره إلى محل ....
5) الوحدانية : أي أنه تعالى
لا نظير له في ذاته أو صفاته أو أفعاله .
ج-
صفات المعاني : وهي كل صفة
قائمة بموصوف توجب له حكما. وهي سبع صفات :
- الحياة : صفة تتيح لمن قامت به أن يتصف بالإدراك
- العلم : صفة ينكشف به المعلوم على ما هو به انكشافا لا يحتمل النقيض .
- الإرادة : صفة يتأتى بها تخصيص الممكن ببعض ما يجوز عليه .
- القدرة : صفة يتأتى بها إيجاد الممكن وإعدامه
على وفق الإرادة .
- الكلام : المعنى القائم بالذات المعبر عنه بالعبارات المختلفات ....
- السمع : صفة ينكشف بها كل موجود على ما هو به انكشافا يباين سواه ضرورة .
- البصر : صفة بها كل موجود انكشافا مخالفا لانكشاف السمع والعلم.
د-
الصفات المعنوية : وهي تشتق من
صفات المعاني للدلالة على قيامها بذاته سبحانه . فاتصافه تعالى بصفات المعاني
يستلزم كونه :
حيا عالما مريدا قادرا متكلما سميعا بصيرا، وعكس هذا صحيح . فهذان
النوعان متلازمان يدل أحدهما على الأخر والعكس .
2) الصفات المستحيلة في حق الله تعالى : وهي التي يستحيل عقلا اتصاف الله بها لأنها منافية لما ثبت لله نقلا
وعقلا من صفات واجبة تناسب عظمته. وتحدد انطلاقا من كل صفة واجبة بتعيين ضدها وذلك
كالتالي :
- العدم ≠
الوجود// الحدوث≠
القدم// الفناء≠البقاء
// المماثلة للحوادث ≠المخالفة لها // الافتقار ≠ الغنى المطلق //
نفي الوحدة ≠الوحدانية // الموت≠
الحياة // الجهل ≠العلم // الكراهة≠
الإرادة // العجز ≠ القدرة // البكم ≠
الكلام // الصمم≠السمع // العمى≠
البصر.
أما الصفات المعنوية فأضدادها واضحة من أضداد صفات
المعاني كما سبق.
3) أهمية الصفات الإلهية في حياة الفرد
والجماعة :
كل اسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته
تعالى عندما يستحضرها المسلم في ذهنه وقلبه وينفعل بها ، توجهه إلى تغيير سلوكه
حتى ينسجم قدر المستطاع مع مدلولها ويتمثل في واقعه حقيقة الإيمان بها :
ومن
الآثار والتغييرات السلوكية الناتجة عن الإيمان بذلك على مستوى الفرد والجماعة
ومؤسسات الدولة :
أ- توجيه الفرد إلى التخلق بالأخلاق الحسنة وتقويم سلوكه مع خالقه ونفسه
والكائنات المحيطة به كأخلاق الرحمة والحلم والرفق والصبر واللطف ، لأنه سبحانه
رحيم حليم لطيف ... والمسارعة إلى الأعمال الصالحة وإحساسه بمراقبة الله
تعالى لأن الله عليم خبير سميع بصير ....
ب- توجيه الجماعة لتوجيه وجهتها وأهدافها وفق ما تدل عليه صفاته تعالى
وتحقق بذلك وحدتها وتعاونها على البر والتقوى .
ج- توجيه مؤسسات الدولة إلى تربية النفوس وزجرها عن شرها وتوجيه الناس إلى
البحث والنظر والتفكير في مخلوقات الله المختلفة لاكتشاف مكوناتها واختراع ما يؤدي
إلى تنمية البلاد و تطور المجتمع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق