الاثنين، 16 ديسمبر 2013

اثر الربانبة في علاقة التلميذ بنفسه وعلاقة التلميذ بالغير في المؤسسة



اثر الربانبة في علاقة التلميذ بنفسه وعلاقة التلميذ بالغير في المؤسسة
فإن من أثر الربانية في العلاقة بالنفس أن يصلح الرباني نفسه بالعلم الإلهي والعمل الموافق لشرع الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والسعي في إصلاح غيره، ومواصلة جهاد نفسه في تحقيق ذلك حتى يربيها على الإيمان ويزكيها، وراجعي الفتوى
فالرباني هو: العالم العامل المعلم المتمسك بدين الله وطاعته، البصير في سياسة الناس.
ويمكن للعبد أن يكون عبدا ربانيا إذا اتصف بهذه الصفات من العلم والحلم والحكمة والزهد والعبادة وتعليم الناس الخير. والسبيل إلى ذلك كله هو تقوية الإيمان بالله تعالى، وكمال التصديق بوعده ووعيده
أن التلميذ الرباني يؤثر على غيره من الطلبة ويستفيدون منه ويتأثرون من سمته وهديه وأخلاقه ويقتدون به، وينال هو أجر من اقتدى به في أعمال الخير، ويدل لهذا ما في حديث أبي داود: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
فإن من أثر الربانية في العلاقة بالنفس أن يصلح الرباني نفسه بالعلم الإلهي والعمل الموافق لشرع الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والسعي في إصلاح غيره، ومواصلة جهاد نفسه في تحقيق ذلك حتى يربيها على الإيمان ويزكيها،
الرباني الذي يربُّ العلم ويَربُّ الناسَ به أي يعلمهم ويصلحهم، وعلى قوله فالرباني من رب يرب رباً؛ أي يربيه فهو منسوب إلى التربية، ويربي علمه ليكمل ويتم بقيامه عليه وتعاهده إياه كما يربي صاحب المال ماله، ويربي الناس به كما يربي الأطفال أولياؤهم، وليس هذا من قوله: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ)، فالربيون هنا الجماعات بإجماع المفسرين، قيل إنه من الربة بكسر الراء وهي الجماعة، قال الجوهري الربي واحد الربيين، وهم الألوف من الناس، قال تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [آل عمران: 146]، ولا يوصف العالم بكونه ربانيا حتى يكون عاملاً بعمله معلماً له"[12].
وقال في موضع آخر: "معنى الرباني في اللغة الرفيع الدرجة في العلم، العالي المنزلة فيه، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى: (لولا ينهاهم الربانيون)، وقوله: (كونوا ربانيين)، قال ابن عباس: حكماء فقهاء، وقال أبو رزين: فقهاء علماء.
والرباني من اجتمعت فيه هذه المقومات.
فمن كان عاملاً داعياً لكنه ضعيف البصيرة فليس برباني.
ومن كان عالماً عاملاً لكنه منقطع عن الناس، غير معلم لهم فليس برباني، بل الرباني أعلى مرتبة منه، كما قال مجاهد: هم فوق الأحبار[15]. قلت ولعل هذه من نكات تقديمهم في قوله تعالى: (لو لا ينهاهم الربانيون والأحبار) [المائدة: 63]، والعطف يدل على مغايرة أو اختصاص بأوصاف للربانيين غير العلم.
ولابد من اجتماع هذه الثلاثة، ليكون الحبر ربانياً، وبحسب تقصيره فيها يكون قصوره.
وقد أشار ابن جرير إلى بعض ذلك بقوله: الربانيون جمع رباني، وهم العلماء الحكماء البصراء بسياسة الناس وتدبير أمورهم والقيام بمصالحهم، والأحبار هم العلماء[16].
وقد مر قول أبي عمر الزاهد: سالت ثعلباً عن هذا الحرف؛ وهو الرَّباني فقال: سألت ابن الأعرابي فقال: "إذا كان الرجل عالماً عاملاً مُعلماً قيل له هذا ربَّانيّ، فإن خرم عن خصلة منها لم نقل له ربَّانيّ".
ثم الربَّانيون مراتب، فمن حقق العلم الواجب والعمل الواجب والدعوة الواجبة عليه، بلغ المرتبة الدنيا، أما المرتبة العليا فهي مرتبة النبيين وأعلاها الوسيلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق