صفات الله وتاثيرها على السلوك والوجدانية
تتجلى فضيلة الصفات فيما تحمله من المعاني و المؤمن
كتسب ما يمكنه من تلك الصفات لتخل بها و تحلى بمحاسنها حتى يصير عبدا ربانيا فيصلح
بذلك حاله و ماله .
و لصفات الله عز وجل أثار عديدة في سلوك الفرد وواقع
الجماعة ومؤسسات الدولة :
- فالفرد : توجهه الصفات الإلهية إلى اكتساب قيم ومواقف من خلال تخله نفسه
صفات العيب و النقصالمؤدية للموت القلب.
و الجماعة : تسعى لتوحيد وجهتها و اهدافها وفق ما
تدل عليه الصفات .
ثر الايمان بالصفات الالهية على السلوك الانساني
لا يكتمل ايمان الانسان بالله حتى يومن بصفاته
- فكل اسم من اسماء الله الحسنى او صفة من صفاته تعالى عندما يستحضرها المومن
في ذهنه وقلبه وينفعل بها ' تووجه الى تغيير سلوكه حتى ينسجم قدر المستطاع مع مدلولها
' ويتمتل في واقعة حقيقة الايمان بها
ومن التغيرات السلوكية الناتجة عن الايمان بصفات
الله واسمائه الحسنى :
- 1 التخلق بالاخلاق الحسنة:
فالمومن بالله يسعى الى الاتصاف بالصفات الطيبة
التي يستمدها من صفات الله العلية تحببا وتقربا اليه سبحانه
2 - المسارعة الى العمل الصالح:
فمن صفات الله تعالى انه عليم وسميع وبصير وثواب
ومكرم والايمان بهذه الصفات الالهية ينشئ في النفس الانسانية يقينا قويا على ان الله
بصير بافعال العباد غير غافل عنها ولا مضيع لاجرها
3- الاحساس بمراقبة الله:
ان الانسان عندما يشعر بان الله مطلع على ماتكنه
نفسه وما تفعله جوارحه ' وانه سيمثل بين يديه للحساب يوم القيامة يتخلى عن المعاصي
والاثام الخفية والظاهرة الان ربه رقيب ' خبير ' عليم ومنتقم
وقد ذكر في كتاب مدارج السالكين :" والمراقبة"
هي التعبد باسمه ( الرقيب ' الحفيظ ' العليم ' السميع ' البصير) فمن عقل هذه الاسماء
وتعبد بمقتضاها حصلت له المراقبة
لكل صفة من صفات الله أثر في قلب المؤمن وقد يظن
الذين يدّعون العلم، وممن لاحظّ لهم من علوم الشريعة، أن معرفه أسماء الله وصفاته لا
تؤثر في الإيمان بالله من حيث الزيادة والنقصان ولا تؤثر في القلوب، ولذلك لا فائدة
من معرفتها أو جهلها أو إثباتها أو إنكارها، وقد توسع في هذا الجانب الفلاسفة الذين
وصفوا الله تعالى بصفات من عند أنفسهم، وأنكروا وجحدوا ما وصف الله به نفسه ووصفه به
رسوله؛ فانحرفوا عن منهج الوسطيّة، ووقعوا في الإفراط والتفريط، وابتعدوا عن الصراط
المستقيم ومنهج الاعتدال الذي يبيّنه القرآن.
ومما لا ريب فيه أنه ليست هناك صفة لله في القرآن
أو في السنة إلا وقد ساقها الله تعالى لحكمة ومنفعة وغاية، ولولا ذلك لما ساقها، ولما
ذكرها؛ لإن كلامه وكلام رسوله ينزه عن العبث واللغو والحشو، ومن ظن أن الله يحشو كلامه
بما لا فائدة في ذكره، أو لا غاية من ورائه، أولا أهمية له فقد اتهم الله بالنقص واللغو.
ولبيان أن لكل صفة من صفات الله أثراً في قلب المؤمن
سنبين ذلك ببعض التفاصيل من حيث إن لكل صفة في القلب أثراً يتضح ذلك ويخرج في السلوك
البشري, فلا توجد صفة من صفات الله إلا ولها أثر وفائدة، وإنما الذي ينكر الأثر هم
الجهلة والجاحدون، أما علماء أهل السنة والجماعة فبينوا ذلك الأمر بياناً أوضح من الشمس
في رابعة النهار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق