الحضارة بين الفلسفة والعلم
مقدمة :
لقد أتت كلمة فلسفة من الكلمة اللاتينية Philosophy وهي مركبة من كلمتين :
Philos وتعني محب و Sophia وتعني الحكمة .
وهذا ما يقودنا بشكل أو بآخر لتعريف معنى الحكمة ... لقد بدأ الحديث عند الثقافة الغربية في هذا الموضوع ، في القرن السادس قبل الميلاد بين مجموعة من المفكرين عرفت فيما بعد باسم (ما قبل سقراط) .
ومن أهم أولئك المفكرين فيثاغورث ، الذي ركز اهتمامه إلى جانب مفكرين آخرين ، على معرفة كيفية تطور نظام الكون وعلى استكشاف مكوناته ، فكانت الحكمة بالنسبة لأولئك المفكرين هي فهم الطبيعة.
أما بالنسبة لسقراط الذي عاش في آثينا بعد حوالي القرن ، فقد كانت الحكمة بالنسبة له معرفة أنه لا يعرف .
أما بالنسبة للهنود ، فكانت الحكمة تعني الوصول إلى معرفة الذات .
وهنا يظهر بشكل واضح اتجاهات ثلاثة رئيسية برزت لبحث الإنسان عن إجابات للتساؤلات التي يثيرها عقله باتجاهه تارة لفهم الكون والطبيعة من حوله وتارة للغوص في أعماقه وفهم ذاته وتارة أخرى لتثبيت مبدأ عدم الوثوق بأحكام العقل البديهية (1) .
وإذا نظرنا بعين التاريخ الفلسفي تارة وبعين الفلسفة الحديثة (الغربية) تارة أخرى أصبحنا ملزمين بالبحث عن تعريف للفلسفة جامع يصف هذا المنهج بشكل لا لبس فيه ويصف شتى المذاهب والطرائق المتبعة داخل هذا المنهج في وضع النظريات والطروحات المختلفة ، سيما أن العلم منذ عصر النهضة في أوروبا (2) ، قد انفصل وخرج من تحت عباءة الفلسفة بعد أن كان ملازماً لها ، ومن هنا نرى أن الفلسفة كانت الأساس البنائي للعلم في العصور القديمة كون الفلاسفة كانوا نفسهم من يهتم بالفلك والرياضيات ...إلخ ، ولكن يبقى السؤال مطروحاً بعد أن أصبح للتفكير العلمي أسسه ومنهجه هل بقيت الفلسفة على ارتباط ولو بشكل ما مع العلم وهل هذا الارتباط يشبه الرباط القديم أم أنه أصبح له شكل آخر يتوافق مع طبيعة دور كل منهما ؟
هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور القادمة ..
تعريف الفلسفة (3):
الحقيقة يوجد إشكالية في تعريف الفلسفة فهناك عدة تعريفات لكننا نميل إلى تبني التعريف الذي يقول أن الفلسفة محاولة عقلانية لفهم الوجود وصياغته ، وللإجابة على الأسئلة المتعلقة به .
وتتصف الفلسفة بأنها نشاط أكثر منها مجموعة تعاليم ، والفلاسفة معنيون بصياغة الأسئلة وفهمها قبل محاولة الإجابة عليها .
طبعاً لو نظرنا نظرة سريعة على الفروع الرئيسية في الفلسفة التي صاغتها التساؤلات الرئيسية لعرفنا لماذا من الصعب وضع تعريف واحد للفلسفة ، وهنا تبرز بعض الفروع مثل الميتافيزيقيا (Metaphysics ) التي تحاول الإجابة عن سؤال "ما هو حقيقي ؟" وهي دراسة الماورائيات أو ما وراء الطبيعة ، ويوجد لدينا أيضاً الابستومولجيا (Epistemology) وتحاول الإجابة عن سؤال "ما هي المعرفة وما الحقيقة ؟" وتعرف أيضاً بنظرية المعرفة ، ولدينا الأكسولوجيا (Axiology) وتعنى بدراسة القيم والتمييز بين القيم والحقائق وتعرف أيضاً بعلم القيم ويستند هذا الفرع إلى علمين رئيسيين هما علم الأخلاق(ethics) وعلم الجمال (aesthetics) .
هذا بالنسبة للفروع أما إذا تكلمنا عن تشعب المذاهب الفلسفية وتبني الفلاسفة كلٌ لمذهب يراه مناسباً فسنقع في حيرة من أمرنا فلدينا الواقعية والمثالية والتجريبية والعقلانية ودون كبير شرح عن كل مذهب سوف نستنتج أن الواقعية والمثالية مختلفتان اختلافاً جذرياً ، فمثلاً الواقعية تتكلم عن أن بعض الأشياء مستقلة عن عقولنا والمثالية تذهب في أن كل شيء يعتمد على العقل ، وكذلك العقلانية والتجريبية هناك اختلاف بينهما في منهج التفكير وطرح المشكلات ، طبعاً لن ننسى أن ضمن المذهب الواحد ممكن أن نجد مدارس عدة ....
إذا من كل مما سبق نرى أن وضع تعريف جامع للفلسفة بما تتحتويه من مذاهبها ومدارسها ... أمر صعب لذلك تبنينا التعريف الذي يقول أن الفلسفة هي المحاولة العقلانية لفهم الوجود وصياغته ...
ميزات التفكير الفلسفي :
إن أهم ميزات الفكر الفلسفي ثلاثة : الشك – النقد – محاولة وضع وصياغة الإجابات المناسبة .
الشك : ينقسم الشك إلى ثلاثة أقسام :
شك الحس السليم : الشك في بعض الأمور في وقت ما أو في وقت آخر .
الشك المنهجي : هو نوع الشك الذي يظهر لدى بعض الفلاسفة والعلماء خلال بحثهم عن الحقيقة .
الشك المطلق : الشك في إمكانية المعرفة بحد ذاتها .
إن أهم خطوة للبدء بطريق الحقيقة هو الشك ... الشك فيما هو موجود بين يدينا من معارف وخبرات ومعلومات ، ولأن التسليم بما هو موجود بين يدينا كمطلق أو صحيح يثنينا عن محاولة البحث عن أجوبة للأسئلة المستعصية التي قد تواجهنا (4) كان لا بد من انتهاج الشك كخطوة أولى على طريق المعرفة ، وهنا تقفز إلى الذهن بعض التساؤلات التي لا بد من البحث عن إجابات لها من مثل هل ثمة معتقدات أو معارف مطلقة خارج حدود الشك؟
هل يمكن أن يكون الشك منهجية منسجمة للمعرفة ؟
هل يمكن التمييز حقيقة وبشكل أصيل بين المظهر والواقع ؟
هل هناك أي معتقدات يمكن أن تكون أساس لمعتقدات أو استنتاجات أخرى ؟
هل يمكن التخلي عن الشك بعد الاعتراف بامكانيته ؟
ما هي نوع المعرفة التي يمكن أن نأسسها بناء على الشك كمنهج مستمر وهل يمكن وصفها بالمعرفة حقاً ؟ (5)
يعد رينيه ديكارت (1596-1650) من رواد مدرسة الشك المنهجي وقد عرف على أنه أبو الفلسفة الحديثة .
كان أحد أهم المبادئ التي نادى بها ديكارت واستند إليها في تفكيره الفلسفي هو "أننا يجب أن نشك ونتساءل وأن نرفض كل ما نعتقد بصحته حتى وجودنا"، كذلك كان هيوم من أتباع مدرسة الشك المحدود ، وطبعاً لا يخفى علينا أن سقراط قد سبقهما إلى ذلك ، فهو لم يكن يقبل التعاريف البديهية أو الفهم البديهي للمصطلحات والتعاريف وقد ورد مثال في أحد الهوامش على ذلك .
النقد (6): لا يستطيع الفيلسوف أن يقدم إجابات صحيحة ما لم ينظر إلى القضايا التي يحاول معالجتها أو الأسئلة التي يحاول الإجابة عليها بعين الشك وإن اعتماد الشك كمنهجية بأحد أشكالها يؤدي بالضرورة إلى امتلاك الحس الناقد للأمور والنقد يأتي كمرحلة لاحقة بعد تفحص القضية المراد درسها ليؤدي بدوره إلى تعريتها وكشف الوجه الحقيقي دون رتوش للإشكالية المطروحة ، ولعل من أعظم الأمثلة التي نستطيع إيرادها حول هذا الاتجاه هو الفيلسوف إيمانويل كانط وكتابه نقد العقل الخالص (أو المحض ) (7).
محاولة وضع وصياغة الإجابات المناسبة : بعد إخضاع القضية للشك ومن ثم النقد لا بد من وضع مفاهيم شاملة وموضوعية تؤسس لفهم وحل القضية أو الإشكالية المطروحة مثل قانون عدم التناقض لأرسطو " لا يمكن أن تكون القضية صحيحة وخاطئة في الوقت نفسه " .
ولربما من أكثر القضايا صعوبة هي إيجاد الأجوبة الصحيحة والمقبولة لدى الجميع لأنها تستند في أساسها إلى الفرضيات التي انطلق منها الفيلسوف نحو صياغة أجوبته .
تعريف العلم :
هناك عدة تعاريف مطروحة للعلم منها :
- مجموعة الخبرات الإنسانية التي تجعل الإنسان قادراً على ربط الأسباب بالمسببات .
- مجموعة من المعارف الإنسانية تساعد الإنسان على صراعه في معركة البقاء .
وإذا ما اتجهنا نحو التعاريف الموجودة في القواميس سنجد :
- قاموس ويبستر : العلم هو المعرفة المنسقة التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب (8).
- قاموس أوكسفورد : هو ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق بحقائق ثابتة تحكمها قوانين عامة .
إن العلم يضم كل بحث عن الحقيقة ، يجري منزهاً عن الأهواء والأغراض ، يعرض الحقيقة صادقة ، بمنهج يرتكز على دعائم أساسية .
ولعلنا أميل إلى تعريف قاموس أوكسفورد للعلم من غيره ... ولعله أكثر تعبيراً عن النظرتين اللتين تسودان نحو العلم النظرة السكونية التي ترى أن العلم فاعلية تسهم في المعرفة النظامية للعالم .
والنظرة الديناميكية التي تعطي أهمية للنظريات والمخططات التي تساعد على الاكتشاف وتشدد على دور العالم في هذا المجال .
خصائص التفكير العلمي :
التخلي عن المعلومات المسبقة : أي أن يقف الباحث من الموضوع الذي يدرسه موقف الجاهل أو المتجاهل بغية عدم تأثير المعلومات المسبقة على وجهة وسير بحثه ...
الملاحظة الحسية كمصدر وحيد للحقائق : يراد بالملاحظة توجيه الذهن والحواس إلى ظاهرة حسية بغية الكشف عن خصائصها ، توصلاً إلى كسب المعرفة الجديدة .
نزوح التفكير العملي الحديث إلى التكميم : وهو تحويل الكيفيات إلى كميات والتعبير عن وقائع الحس بالأرقام العددية .وترجمة الظاهرات المشاهدة إلى رسوم بيانية وجداول إحصائية .
نزاهة الباحث : ويقصد بها إقصاء الذات ، وتجرد الباحث من الأهواء والميول والرغبات ، وإبعاد المصالح الذاتية والاختبارات الشخصية ، وإزاحة كل ما يعوق تقصي الحقائق من طلب شهرة أو مجد أو استغلال للثراء ..إلخ .
الموضوعية : الحرص على معرفة الوقائع كما هي في الواقع وليس كما تبدو في تمنيات الباحث . وهذا ما جعل العلم ينتهي إلى نتائج واحدة في دراسة الظواهر مختلفاً عن الفن والأدب مثلاً كونها خبرات ذاتية ...
الاعتقاد بمبدأ الحتمية : لكل ظاهرة علة ولكل علة معلول .
توافر الثقافة الواسعة : وهو الابتعاد عن التخصص الضيق حيث أن المعرفة في موضوعات مرتبطة قد يساعد الباحث على دراسة موضوعاته وفهمها أكثر .
نقاط الاختلاف والتلاقي بين العلم والفلسفة والأسباب المؤدية :
إن نقاط التلاقي بين العلم والفلسفة كثيرة ومما لا شك فيه أن العلم الحديث هو الابن الشرعي للفكر الفلسفي وتطوره الحتمي فنجد مثلاً أن أرسطو وهيوم قد قالا بأن العلة حادثة سابقة للظاهرة وهذا مبدأ أساسي في التفكير العملي .أيضاً نادى فرانسيس بيكون بتطهير العقل قبل بدء البحث ، وقال ديكارت بالشك المنهجي والتحرر من كل سلطة إلا سلطة العقل وهو ما جسد مبدأ التخلي عن المعلومات المسبقة في البحث العلمي ، ومن يدقق النظر أكثر يجد أن إتباع منهج الشك والنقد والتجربة ووضع الفرضيات ما هي إلا مبادئ فلسفية أصيلة أفضت إلى جعل العلم على صورته الراهنة وتركت بصمتها الواضحة على طريقة التفكير العلمي رغم خروجه من تحت عباءة الفلسفة . إلا أن العلم بصورته الراهنة ما كان ليكون لولا تمايزه أيضاً عن الفلسفة أو نستطيع القول بالأحرى أنه انتهج أساليب خاصة به مثل النزوح للتكميم فهذا المبدأ غير قابل للتطبيق في الفلسفة لأن فروع الفلسفة أصلاً تتصل بما يختص بالإنسان ، القيم والجمال والأخلاقيات وإلى ما هنالك وهذه العلوم غير قابلة للتكميم وغير قابلة لإقصاء الخبرة الذاتية في بعضها مثل علم الجمال .... ونحن إذ نرى اقتراب الفلسفة من العلم في الطبيعيات أكثر نرى الافتراق الواضح في علم الجمال والأخلاق مثلاً ...
دور الفلسفة في مقابل انتشار العلم والتكنولوجيا :
اليوم بعد أن رسم العلم ملامح حضارتنا ، و انتشار التكنولوجيا وغزوها لمفاصل حياتنا اليومية يطرح السؤال التالي نفسه علينا بإلحاح ...
هل بقي دور الفلسفة كما كان من قبل أم أنها أخلت الساحة للعلم وتراجعت إلى الخلف ؟
قد يعتقد البعض فعلاً أن الفلسفة تراجعت أمام العلم الحديث ... لكن القفزة الخارقة التي حققها العلم بالنظرية النسبية ومن بعدها تطور فهم الفيزياء الكمومية وكشف حقائق المادة أصابت العلماء بالذهول أجبرت البعض منهم على القول أن الفلسفة قد بدأ دورها فعلاً حتى أن بعض الفلاسفة استعان بالمفاهيم العلمية الحديثة لإثبات وجهة نظره حول مفاهيم ماورائية كان قد اعتنقها وقد قال بعضهم "المادة في القرن العشرين قد اقتربت من عالم الفكر المجرد بل دخلته وأصبحت في تقدير الثقات عملية رياضية أو نسبة من النسب التي تقاس بمعادلات الحساب "(9) .
هذا على صعيد العلم الأكاديمي أما على صعيد التكنولوجيا فإن عصر المادة الذي نعيشه ما هو إلا ابن شرعي وبامتياز للفلسفات بدءاً من المادية ومروراً بالبراجماتية وصولاً إلى الوجودية التي بلورت ملامح هذا العصر .
فمن المؤكد أن الفلسفة قد فعلت فعلها ماضياً وحاضراً ولها في كل مفصل من الحياة الإنسانية وتطورها على الصعيد الحضاري بمقوماته المختلفة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وجودها الظاهر تارة والخفي تارة أخرى ...
الخاتمة :
لربما استنفذنا ما نريد أن نقوله حول الفلسفة والعلم في هذه العُجالة ولم يبقى لنا إلا أن نؤكد أن النهضة ما كنت لتتم في أوروبا لولا أنها كانت شاملة والفلسفة وتراكمات الفكر الفلسفي في التفكير الغربي كانت من ضمنها وهي عصبها الأساسي والقادح الذي أدى إلى هذه النتائج التي نعيشها اليوم ... ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه علينا بحكم الواقع المعاش في دولنا ، دول العالم الثالث عموماً والعربية خصوصاً منها وهو :
هل من الممكن أن نتطور نحو قيم حضارية وحضارة حقيقية ونحن نحارب الفلسفة ونعتبرها مجرد هرطقات أو منهج تفكير ثانوي لا قيمة له في بناء الحضارة ...؟!!
سؤال نضعه برسمكم ورسم كل من يقرأ هذا البحث ... ولكم الجواب ...
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الهوامش :
1- يسأل سقراط بطريقته الماكرة سيفالوس ، ماذا يقصد بكلمة العدالة التي بنى على أساسها حكمه ، وهنا يطلق سراح كلاب الحرب الفلسفية ، إذ لا شيء أصعب من التعريف ولا شيء أشد في فحص الصفاء العقلي من محاولة تعريف الأشياء وتحديد المقصود منها .
2- بدأت اليقظة بروجر بيكون (توفي عام 1294) وكبرت وترعرعت مع ليوناردو (1452-1519) وبلغت كمالها في فلك كوبرنيكوس (1473-1543) وجاليليو (1564-1642) وفي أبحاث جلبرت (1544-1603) في المغناطيسية والكهربائية ، وابحاث فاسيليوس (1514-1564) في علم التشريح وأبحاث هارفي (1578-1657) في الدورة الدموية .
3- لا شيء أصعب من التعريف ولا شيء أشد في فحص الصفاء العقلي من محاولة تعريف الأشياء وتحديد المقصود منها .
4- خير مثال على ذلك هي المفاهيم الدينية التي تنادي بالمطلق .
5- هذا السؤال كان أول ما خطر على ذهني عندما أقررت بالشك كمنهجية لا بد منها ...!!
6- قد يختلط على البعض مفهوم النقد كونها كلمة تعبر عن مفهوم سلبي في اللغة العربية ولكنها في المفهوم الغربي تعني الدرس والتحليل .
7- ما هو المقصود من هذا العنوان (نقد العقل الخالص) إن كانط لا يعني مجرد النقد ، ولكنه يريد النقد التحليلي ، فهو لم يهاجم العقل الخالص بل كان يرجو أن يظهر إمكانياته ، ويرفعه ويضعه فوق المعرفة غير النقية التي تأتي إلينا عن طريق المعرفة المشوهة التي تنقلها الحواس . لأن العقل الخالص في نظره يعني المعرفة التي لا تأتي عن طريق الحواس ، لكنها تجربة مستقلة عن كل أنواع التجربة أو الحواس . هنا لا بد لي من ملاحظة سريعة أن كانط كتب كتابه هذا في محاول واضحة للرد على لوك والمدرسة الإنجليزية وأجاب على فكر هيوم الذي يعتبر الحواس هي المصدر الوحيد للمعرفة .
8- نستطيع أن نعتبر بناءاً إلى هذا التعريف أن صفة العلم تنسحب على الطباخ وصانع النبيذ إلى عالم الرياضيات والفلك ...!!
9- عقائد المفكرين في القرن العشرين .
المراجع التي استند إليها البحث:
1- قصة الفلسفة ول ديورانت .
2- عقائد المفكرين في القرن العشرين .
3- الوجود والعدم بحث في الأنطولوجيا الظاهراتية – جان بول سارتر
4- الإنسان روح لا جسد – رءوف عبيد .
5- مدخل إلى الفلسفة .
مقدمة :
لقد أتت كلمة فلسفة من الكلمة اللاتينية Philosophy وهي مركبة من كلمتين :
Philos وتعني محب و Sophia وتعني الحكمة .
وهذا ما يقودنا بشكل أو بآخر لتعريف معنى الحكمة ... لقد بدأ الحديث عند الثقافة الغربية في هذا الموضوع ، في القرن السادس قبل الميلاد بين مجموعة من المفكرين عرفت فيما بعد باسم (ما قبل سقراط) .
ومن أهم أولئك المفكرين فيثاغورث ، الذي ركز اهتمامه إلى جانب مفكرين آخرين ، على معرفة كيفية تطور نظام الكون وعلى استكشاف مكوناته ، فكانت الحكمة بالنسبة لأولئك المفكرين هي فهم الطبيعة.
أما بالنسبة لسقراط الذي عاش في آثينا بعد حوالي القرن ، فقد كانت الحكمة بالنسبة له معرفة أنه لا يعرف .
أما بالنسبة للهنود ، فكانت الحكمة تعني الوصول إلى معرفة الذات .
وهنا يظهر بشكل واضح اتجاهات ثلاثة رئيسية برزت لبحث الإنسان عن إجابات للتساؤلات التي يثيرها عقله باتجاهه تارة لفهم الكون والطبيعة من حوله وتارة للغوص في أعماقه وفهم ذاته وتارة أخرى لتثبيت مبدأ عدم الوثوق بأحكام العقل البديهية (1) .
وإذا نظرنا بعين التاريخ الفلسفي تارة وبعين الفلسفة الحديثة (الغربية) تارة أخرى أصبحنا ملزمين بالبحث عن تعريف للفلسفة جامع يصف هذا المنهج بشكل لا لبس فيه ويصف شتى المذاهب والطرائق المتبعة داخل هذا المنهج في وضع النظريات والطروحات المختلفة ، سيما أن العلم منذ عصر النهضة في أوروبا (2) ، قد انفصل وخرج من تحت عباءة الفلسفة بعد أن كان ملازماً لها ، ومن هنا نرى أن الفلسفة كانت الأساس البنائي للعلم في العصور القديمة كون الفلاسفة كانوا نفسهم من يهتم بالفلك والرياضيات ...إلخ ، ولكن يبقى السؤال مطروحاً بعد أن أصبح للتفكير العلمي أسسه ومنهجه هل بقيت الفلسفة على ارتباط ولو بشكل ما مع العلم وهل هذا الارتباط يشبه الرباط القديم أم أنه أصبح له شكل آخر يتوافق مع طبيعة دور كل منهما ؟
هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور القادمة ..
تعريف الفلسفة (3):
الحقيقة يوجد إشكالية في تعريف الفلسفة فهناك عدة تعريفات لكننا نميل إلى تبني التعريف الذي يقول أن الفلسفة محاولة عقلانية لفهم الوجود وصياغته ، وللإجابة على الأسئلة المتعلقة به .
وتتصف الفلسفة بأنها نشاط أكثر منها مجموعة تعاليم ، والفلاسفة معنيون بصياغة الأسئلة وفهمها قبل محاولة الإجابة عليها .
طبعاً لو نظرنا نظرة سريعة على الفروع الرئيسية في الفلسفة التي صاغتها التساؤلات الرئيسية لعرفنا لماذا من الصعب وضع تعريف واحد للفلسفة ، وهنا تبرز بعض الفروع مثل الميتافيزيقيا (Metaphysics ) التي تحاول الإجابة عن سؤال "ما هو حقيقي ؟" وهي دراسة الماورائيات أو ما وراء الطبيعة ، ويوجد لدينا أيضاً الابستومولجيا (Epistemology) وتحاول الإجابة عن سؤال "ما هي المعرفة وما الحقيقة ؟" وتعرف أيضاً بنظرية المعرفة ، ولدينا الأكسولوجيا (Axiology) وتعنى بدراسة القيم والتمييز بين القيم والحقائق وتعرف أيضاً بعلم القيم ويستند هذا الفرع إلى علمين رئيسيين هما علم الأخلاق(ethics) وعلم الجمال (aesthetics) .
هذا بالنسبة للفروع أما إذا تكلمنا عن تشعب المذاهب الفلسفية وتبني الفلاسفة كلٌ لمذهب يراه مناسباً فسنقع في حيرة من أمرنا فلدينا الواقعية والمثالية والتجريبية والعقلانية ودون كبير شرح عن كل مذهب سوف نستنتج أن الواقعية والمثالية مختلفتان اختلافاً جذرياً ، فمثلاً الواقعية تتكلم عن أن بعض الأشياء مستقلة عن عقولنا والمثالية تذهب في أن كل شيء يعتمد على العقل ، وكذلك العقلانية والتجريبية هناك اختلاف بينهما في منهج التفكير وطرح المشكلات ، طبعاً لن ننسى أن ضمن المذهب الواحد ممكن أن نجد مدارس عدة ....
إذا من كل مما سبق نرى أن وضع تعريف جامع للفلسفة بما تتحتويه من مذاهبها ومدارسها ... أمر صعب لذلك تبنينا التعريف الذي يقول أن الفلسفة هي المحاولة العقلانية لفهم الوجود وصياغته ...
ميزات التفكير الفلسفي :
إن أهم ميزات الفكر الفلسفي ثلاثة : الشك – النقد – محاولة وضع وصياغة الإجابات المناسبة .
الشك : ينقسم الشك إلى ثلاثة أقسام :
شك الحس السليم : الشك في بعض الأمور في وقت ما أو في وقت آخر .
الشك المنهجي : هو نوع الشك الذي يظهر لدى بعض الفلاسفة والعلماء خلال بحثهم عن الحقيقة .
الشك المطلق : الشك في إمكانية المعرفة بحد ذاتها .
إن أهم خطوة للبدء بطريق الحقيقة هو الشك ... الشك فيما هو موجود بين يدينا من معارف وخبرات ومعلومات ، ولأن التسليم بما هو موجود بين يدينا كمطلق أو صحيح يثنينا عن محاولة البحث عن أجوبة للأسئلة المستعصية التي قد تواجهنا (4) كان لا بد من انتهاج الشك كخطوة أولى على طريق المعرفة ، وهنا تقفز إلى الذهن بعض التساؤلات التي لا بد من البحث عن إجابات لها من مثل هل ثمة معتقدات أو معارف مطلقة خارج حدود الشك؟
هل يمكن أن يكون الشك منهجية منسجمة للمعرفة ؟
هل يمكن التمييز حقيقة وبشكل أصيل بين المظهر والواقع ؟
هل هناك أي معتقدات يمكن أن تكون أساس لمعتقدات أو استنتاجات أخرى ؟
هل يمكن التخلي عن الشك بعد الاعتراف بامكانيته ؟
ما هي نوع المعرفة التي يمكن أن نأسسها بناء على الشك كمنهج مستمر وهل يمكن وصفها بالمعرفة حقاً ؟ (5)
يعد رينيه ديكارت (1596-1650) من رواد مدرسة الشك المنهجي وقد عرف على أنه أبو الفلسفة الحديثة .
كان أحد أهم المبادئ التي نادى بها ديكارت واستند إليها في تفكيره الفلسفي هو "أننا يجب أن نشك ونتساءل وأن نرفض كل ما نعتقد بصحته حتى وجودنا"، كذلك كان هيوم من أتباع مدرسة الشك المحدود ، وطبعاً لا يخفى علينا أن سقراط قد سبقهما إلى ذلك ، فهو لم يكن يقبل التعاريف البديهية أو الفهم البديهي للمصطلحات والتعاريف وقد ورد مثال في أحد الهوامش على ذلك .
النقد (6): لا يستطيع الفيلسوف أن يقدم إجابات صحيحة ما لم ينظر إلى القضايا التي يحاول معالجتها أو الأسئلة التي يحاول الإجابة عليها بعين الشك وإن اعتماد الشك كمنهجية بأحد أشكالها يؤدي بالضرورة إلى امتلاك الحس الناقد للأمور والنقد يأتي كمرحلة لاحقة بعد تفحص القضية المراد درسها ليؤدي بدوره إلى تعريتها وكشف الوجه الحقيقي دون رتوش للإشكالية المطروحة ، ولعل من أعظم الأمثلة التي نستطيع إيرادها حول هذا الاتجاه هو الفيلسوف إيمانويل كانط وكتابه نقد العقل الخالص (أو المحض ) (7).
محاولة وضع وصياغة الإجابات المناسبة : بعد إخضاع القضية للشك ومن ثم النقد لا بد من وضع مفاهيم شاملة وموضوعية تؤسس لفهم وحل القضية أو الإشكالية المطروحة مثل قانون عدم التناقض لأرسطو " لا يمكن أن تكون القضية صحيحة وخاطئة في الوقت نفسه " .
ولربما من أكثر القضايا صعوبة هي إيجاد الأجوبة الصحيحة والمقبولة لدى الجميع لأنها تستند في أساسها إلى الفرضيات التي انطلق منها الفيلسوف نحو صياغة أجوبته .
تعريف العلم :
هناك عدة تعاريف مطروحة للعلم منها :
- مجموعة الخبرات الإنسانية التي تجعل الإنسان قادراً على ربط الأسباب بالمسببات .
- مجموعة من المعارف الإنسانية تساعد الإنسان على صراعه في معركة البقاء .
وإذا ما اتجهنا نحو التعاريف الموجودة في القواميس سنجد :
- قاموس ويبستر : العلم هو المعرفة المنسقة التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب (8).
- قاموس أوكسفورد : هو ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق بحقائق ثابتة تحكمها قوانين عامة .
إن العلم يضم كل بحث عن الحقيقة ، يجري منزهاً عن الأهواء والأغراض ، يعرض الحقيقة صادقة ، بمنهج يرتكز على دعائم أساسية .
ولعلنا أميل إلى تعريف قاموس أوكسفورد للعلم من غيره ... ولعله أكثر تعبيراً عن النظرتين اللتين تسودان نحو العلم النظرة السكونية التي ترى أن العلم فاعلية تسهم في المعرفة النظامية للعالم .
والنظرة الديناميكية التي تعطي أهمية للنظريات والمخططات التي تساعد على الاكتشاف وتشدد على دور العالم في هذا المجال .
خصائص التفكير العلمي :
التخلي عن المعلومات المسبقة : أي أن يقف الباحث من الموضوع الذي يدرسه موقف الجاهل أو المتجاهل بغية عدم تأثير المعلومات المسبقة على وجهة وسير بحثه ...
الملاحظة الحسية كمصدر وحيد للحقائق : يراد بالملاحظة توجيه الذهن والحواس إلى ظاهرة حسية بغية الكشف عن خصائصها ، توصلاً إلى كسب المعرفة الجديدة .
نزوح التفكير العملي الحديث إلى التكميم : وهو تحويل الكيفيات إلى كميات والتعبير عن وقائع الحس بالأرقام العددية .وترجمة الظاهرات المشاهدة إلى رسوم بيانية وجداول إحصائية .
نزاهة الباحث : ويقصد بها إقصاء الذات ، وتجرد الباحث من الأهواء والميول والرغبات ، وإبعاد المصالح الذاتية والاختبارات الشخصية ، وإزاحة كل ما يعوق تقصي الحقائق من طلب شهرة أو مجد أو استغلال للثراء ..إلخ .
الموضوعية : الحرص على معرفة الوقائع كما هي في الواقع وليس كما تبدو في تمنيات الباحث . وهذا ما جعل العلم ينتهي إلى نتائج واحدة في دراسة الظواهر مختلفاً عن الفن والأدب مثلاً كونها خبرات ذاتية ...
الاعتقاد بمبدأ الحتمية : لكل ظاهرة علة ولكل علة معلول .
توافر الثقافة الواسعة : وهو الابتعاد عن التخصص الضيق حيث أن المعرفة في موضوعات مرتبطة قد يساعد الباحث على دراسة موضوعاته وفهمها أكثر .
نقاط الاختلاف والتلاقي بين العلم والفلسفة والأسباب المؤدية :
إن نقاط التلاقي بين العلم والفلسفة كثيرة ومما لا شك فيه أن العلم الحديث هو الابن الشرعي للفكر الفلسفي وتطوره الحتمي فنجد مثلاً أن أرسطو وهيوم قد قالا بأن العلة حادثة سابقة للظاهرة وهذا مبدأ أساسي في التفكير العملي .أيضاً نادى فرانسيس بيكون بتطهير العقل قبل بدء البحث ، وقال ديكارت بالشك المنهجي والتحرر من كل سلطة إلا سلطة العقل وهو ما جسد مبدأ التخلي عن المعلومات المسبقة في البحث العلمي ، ومن يدقق النظر أكثر يجد أن إتباع منهج الشك والنقد والتجربة ووضع الفرضيات ما هي إلا مبادئ فلسفية أصيلة أفضت إلى جعل العلم على صورته الراهنة وتركت بصمتها الواضحة على طريقة التفكير العلمي رغم خروجه من تحت عباءة الفلسفة . إلا أن العلم بصورته الراهنة ما كان ليكون لولا تمايزه أيضاً عن الفلسفة أو نستطيع القول بالأحرى أنه انتهج أساليب خاصة به مثل النزوح للتكميم فهذا المبدأ غير قابل للتطبيق في الفلسفة لأن فروع الفلسفة أصلاً تتصل بما يختص بالإنسان ، القيم والجمال والأخلاقيات وإلى ما هنالك وهذه العلوم غير قابلة للتكميم وغير قابلة لإقصاء الخبرة الذاتية في بعضها مثل علم الجمال .... ونحن إذ نرى اقتراب الفلسفة من العلم في الطبيعيات أكثر نرى الافتراق الواضح في علم الجمال والأخلاق مثلاً ...
دور الفلسفة في مقابل انتشار العلم والتكنولوجيا :
اليوم بعد أن رسم العلم ملامح حضارتنا ، و انتشار التكنولوجيا وغزوها لمفاصل حياتنا اليومية يطرح السؤال التالي نفسه علينا بإلحاح ...
هل بقي دور الفلسفة كما كان من قبل أم أنها أخلت الساحة للعلم وتراجعت إلى الخلف ؟
قد يعتقد البعض فعلاً أن الفلسفة تراجعت أمام العلم الحديث ... لكن القفزة الخارقة التي حققها العلم بالنظرية النسبية ومن بعدها تطور فهم الفيزياء الكمومية وكشف حقائق المادة أصابت العلماء بالذهول أجبرت البعض منهم على القول أن الفلسفة قد بدأ دورها فعلاً حتى أن بعض الفلاسفة استعان بالمفاهيم العلمية الحديثة لإثبات وجهة نظره حول مفاهيم ماورائية كان قد اعتنقها وقد قال بعضهم "المادة في القرن العشرين قد اقتربت من عالم الفكر المجرد بل دخلته وأصبحت في تقدير الثقات عملية رياضية أو نسبة من النسب التي تقاس بمعادلات الحساب "(9) .
هذا على صعيد العلم الأكاديمي أما على صعيد التكنولوجيا فإن عصر المادة الذي نعيشه ما هو إلا ابن شرعي وبامتياز للفلسفات بدءاً من المادية ومروراً بالبراجماتية وصولاً إلى الوجودية التي بلورت ملامح هذا العصر .
فمن المؤكد أن الفلسفة قد فعلت فعلها ماضياً وحاضراً ولها في كل مفصل من الحياة الإنسانية وتطورها على الصعيد الحضاري بمقوماته المختلفة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وجودها الظاهر تارة والخفي تارة أخرى ...
الخاتمة :
لربما استنفذنا ما نريد أن نقوله حول الفلسفة والعلم في هذه العُجالة ولم يبقى لنا إلا أن نؤكد أن النهضة ما كنت لتتم في أوروبا لولا أنها كانت شاملة والفلسفة وتراكمات الفكر الفلسفي في التفكير الغربي كانت من ضمنها وهي عصبها الأساسي والقادح الذي أدى إلى هذه النتائج التي نعيشها اليوم ... ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه علينا بحكم الواقع المعاش في دولنا ، دول العالم الثالث عموماً والعربية خصوصاً منها وهو :
هل من الممكن أن نتطور نحو قيم حضارية وحضارة حقيقية ونحن نحارب الفلسفة ونعتبرها مجرد هرطقات أو منهج تفكير ثانوي لا قيمة له في بناء الحضارة ...؟!!
سؤال نضعه برسمكم ورسم كل من يقرأ هذا البحث ... ولكم الجواب ...
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الهوامش :
1- يسأل سقراط بطريقته الماكرة سيفالوس ، ماذا يقصد بكلمة العدالة التي بنى على أساسها حكمه ، وهنا يطلق سراح كلاب الحرب الفلسفية ، إذ لا شيء أصعب من التعريف ولا شيء أشد في فحص الصفاء العقلي من محاولة تعريف الأشياء وتحديد المقصود منها .
2- بدأت اليقظة بروجر بيكون (توفي عام 1294) وكبرت وترعرعت مع ليوناردو (1452-1519) وبلغت كمالها في فلك كوبرنيكوس (1473-1543) وجاليليو (1564-1642) وفي أبحاث جلبرت (1544-1603) في المغناطيسية والكهربائية ، وابحاث فاسيليوس (1514-1564) في علم التشريح وأبحاث هارفي (1578-1657) في الدورة الدموية .
3- لا شيء أصعب من التعريف ولا شيء أشد في فحص الصفاء العقلي من محاولة تعريف الأشياء وتحديد المقصود منها .
4- خير مثال على ذلك هي المفاهيم الدينية التي تنادي بالمطلق .
5- هذا السؤال كان أول ما خطر على ذهني عندما أقررت بالشك كمنهجية لا بد منها ...!!
6- قد يختلط على البعض مفهوم النقد كونها كلمة تعبر عن مفهوم سلبي في اللغة العربية ولكنها في المفهوم الغربي تعني الدرس والتحليل .
7- ما هو المقصود من هذا العنوان (نقد العقل الخالص) إن كانط لا يعني مجرد النقد ، ولكنه يريد النقد التحليلي ، فهو لم يهاجم العقل الخالص بل كان يرجو أن يظهر إمكانياته ، ويرفعه ويضعه فوق المعرفة غير النقية التي تأتي إلينا عن طريق المعرفة المشوهة التي تنقلها الحواس . لأن العقل الخالص في نظره يعني المعرفة التي لا تأتي عن طريق الحواس ، لكنها تجربة مستقلة عن كل أنواع التجربة أو الحواس . هنا لا بد لي من ملاحظة سريعة أن كانط كتب كتابه هذا في محاول واضحة للرد على لوك والمدرسة الإنجليزية وأجاب على فكر هيوم الذي يعتبر الحواس هي المصدر الوحيد للمعرفة .
8- نستطيع أن نعتبر بناءاً إلى هذا التعريف أن صفة العلم تنسحب على الطباخ وصانع النبيذ إلى عالم الرياضيات والفلك ...!!
9- عقائد المفكرين في القرن العشرين .
المراجع التي استند إليها البحث:
1- قصة الفلسفة ول ديورانت .
2- عقائد المفكرين في القرن العشرين .
3- الوجود والعدم بحث في الأنطولوجيا الظاهراتية – جان بول سارتر
4- الإنسان روح لا جسد – رءوف عبيد .
5- مدخل إلى الفلسفة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق