اسهامات العلماء العرب والمسلمون في علوم الرياضيات والطب والفلك
في الرياضيات
اكتشاف علم الجبر (الخوارزمي – ق 9 م). وهو أول
من استخدم الأرقام الهندية العشرية وعن طريق ترجمة كتابه "في الجبر والمقابلة"
إلى اللاتينية انتشر مصطلح الجبر إلى كافة لغات العالم
وكذلك مصطلح ألغوريتم (الخوارزمية)
وهي غير اللوغاريتم. وهو أول من استخدم المجهول ( الجذر – الشيء ) والمال (المربع)
والمفرد هو العدد الثابت وأول من صنف المعادلات الجبرية إلى ستة أنواع من الدرجة الثانية
وأعطى حلولها بطرق مختلفة منها جبرية ومنها هندسية وانتبه للحلول التخيلية للمعادلة
وقال أن المسألة مستحيلة.
- حساب المثلثات أصبح علماً مستقلاً بفضل العلماء
العرب مثل البتاني (ق 9-10) وأبو الوفاء البوزجاني (ق10) ونصير الدين الطوسي (ق
12) وغيرهم. فقد اكتشف العرب دالة الظل وظل التمام وبرهنوا نظريات الجيوب وجيوب التمام
وغيرها. والبتاني من أعظم علماء الفلك على مر التاريخ وهو من حران شمال سورية. - قدم
العرب اسهامات كبيرة
في دراسة المسلمة الخامسة لإقليدس وحاولوا برهانها وأعطوا أفكاراً
جوهرية مهدت لاكتشاف النظريات اللاإقليدية (نظرية لوباتشيفسكي الزائدية ونظرية ريمان
الناقصية وغيرها). ومن أهمهم الجوهري وثابت بن قره والطوسي. وقد ترجمت أعمال الطوسي
مثلاً إلى الروسية واطلع عليها لوباتشيفسكي (ترجمة كاظم بك). وقد كان الطوسي أول من
اقترح الشكل الرباعي الذي استخدمه العلماء الأوروبيون في ابحاثهم وسموه رباعي ساكيرا
(الإيطالي).
- اكتشف العرب الكسور العشرية في القرن 12 م (السموأل
وقد يكون الإقليدسي قبله) وليس الكاشي من القرن 15 أو ليس لمؤلفين غربيين مثل ستيفن
(1585) أو بونفيس (1352).
- مهد العرب لظهور عملية التكامل وذلك من قبل ابن
الهيثم وثابت بن قره وغيرهم ، حيث حسبوا مساحات وأحجام دورانية بطرق تقريبية تشبه تماماً
تعريف التكامل المعاصر.
- استخدم شرف االدين الطوسي (ق 12 م ) فكرة المشتق
في دراسة جذور كثيرات الحدود ولكنه لم يسميه باسمه.*
- وتوصل العلماء العرب
والمسلمين إلى مفهوم الحل العددي التقريبي للمعادلات الجبرية. فمثلاً قام البيروني
بحل المعادلة التكعيبية :x
3 = 1 + 3x في النظام الستيني والتي نتجت عن مسألة إنشاء مضلع
منتظم ذي عشرة أضلاع. كما أعطى الكاشي طريقة عبقرية تعتمد على الاستكمال الخطي لحل
المعادلة التكعيبية: x3
+ Q = px وهي طريقة متطورة لا تقل دقة عن الطرق التي ظهرت
في أوروبا بعد فييت الفرنسي.
الطب
قدم الأطباء المسلمون مساهمات متميزة كثيرة في الطب،
وذلك في التشريح والطب التجريبي وطب العيون والأمراض والعلوم الصيدلانية والفيزيولوجيا
والجراحة، الخ.
كما أنشؤوا أوائل المستشفيات المتخصصة، بما في ذلك
أول مدارس طبية ومستشفيات للأمراض النفسية.
وقد كتب الكندي "رسالة في معرفة قوى الأدوية
المركبة"، والذي أظهر أول تطبيق للقياس الكمي والرياضيات في الطب والصيدلة، مثل
المقياس الرياضي لقياس قوة الأدوية والتنبؤ بأخطر أيام المرض لدى الشخص المصاب.
واكتشف الرازي الحصبة والجدري، وفي كتابه
"شكوك حول جالينوس"، أثبت خطأ نظرية جالينوس للأخلاط.
ساعد أبو القاسم في إرساء أسس الجراحة الحديثة،
وذلك في "كتاب التصريف"، والذي اخترع فيه العديد من الأدوات الجراحية، بما
في ذلك الأدوات الأولى التي تخص المرأة، فضلا عن الاستخدامات الجراحية للخيوط الجراحية
والملقط والضمد والإبر الجراحية والمشرط والمجرفة والضام والملعقة الجراحية والصوت
والخطاف الجراحي والقضيب الجراحي والمناظير ونشر العظام.
وأحدث ابن الهيثم تقدما هاما في جراحة العيون، كما
شرح بشكل صحيح وللمرة الأولى عملية الإبصار والإدراك البصري وذلك في كتابه "كتاب
البصريات".
وقدم العالم الفارسي ابن سينا الطب التجريبي واكتشف
الأمراض المعدية وابتكر الحجر الصحي وتجربة الأدوية، ووصف العديد من مواد التخدير والعقاقير
الطبية والعلاجية، وذلك في كتابه "القانون في الطب".
ساعد ابن سينا في إرساء أسس الطب الحديث وذلك من
خلال كتابه "القانون في الطب"، والذي كان مسؤولا عن إدخال التجريب المنظم
والكمي في علم وظائف الأعضاء، واكتشاف الأمراض المعدية وإدخال الحجر الصحي للحد من
انتشارها، وإدخال الطب التجريبي، والعلاج المبني على الأدلة، وتجربة الأدوية، والتجارب
العشوائية المحكومة، واختبارات الفعالية، والصيدلة السريرية، والوصف الأول للبكتيريا
والكائنات الفيروسية، والتمييز بين التهاب الأنسجة الصدرية والتهاب الغشاء الرئوي،
والطبيعة المعدية لمرض السل، وانتشار الأمراض عن طريق المياه والتربة، والاضطرابات
الجلدية، والأمراض المنقولة جنسيا، والانحرافات، والأمراض العصبية، واستخدام الثلج
لعلاج الحمى، والفصل بين الطب وبين علم الصيدلة.
وكان ابن زهر أول جراح تجريبي معروف، فقد كان مسؤولاً
عن إدخال الأسلوب التجريبي في الجراحة وذلك في القرن الثاني عشر. كما أنه كان أول من
قام بالاختبارات على الحيوانات لتجربة العمليات الجراحية قبل تطبيقها على المرضى من
البشر.
كما أجرى أول تشريح للجثة بعد الوفاة وذلك على البشر
والحيوانات.
وضع ابن النفيس أسس علم وظائف الأعضاء الدوري، كما
أنه كان أول من وصف الدورة الدموية الرئوية والدورة الدموية للشريان التاجي، والتي
تشكل الأساس لنظام الدورة الدموية، والذي اعتبر بسببه "أعظم فيزيولوجي في العصور
الوسطى". كما وصف أيضاً المفهوم المبكر لعملية الأيض، ووضع نظم جديدة للفيزيولوجيا
وعلم النفس لتحل محل نظم ابن سينا وجالينوس ونقد العديد من نظرياتهما الخاطئة بشأن
الخلاط والنبض والعظام والعضلات والامعاء والحواس والقنوات الصفراوية والمريء والمعدة،
الخ.
ورفض ابن اللبودي نظرية الخلاط، واكتشف أن الجسم
والحفاظ عليه يعتمد حصرياً على الدم، وأن المرأة لا يمكنها إنتاج الحيوانات المنوية،
وأن حركة الشرايين لا تعتمد على حركة القلب، وأن القلب هو أول عضو يتم تشكله في جسم
الجنين، وأن العظام المكونة للجمجمة يمكن أن تتحول إلى أورام.
كما اكتشف ابن خاتيمة وابن الخطيب أن الأمراض المعدية
تسببها الكائنات الحية الدقيقة التي تدخل جسم الإنسان.
وقام منصور بن الياس برسم مخططات شاملة لهيكل الجسم،
والجهاز العصبي والدورة الدموية.
علم الفلك
عرف العلماء المسلمون علم الفللك وتعمقوا فيه وطوروه،
فعرفوا المواقيت الزمانية والمكانية، وحددوا جهة القبلة ومواقع البلاد الإسلامية حسب
خطوط الطول ودوائر العرض.
انتشرت المراصدُ في معظم مدن وأمصار البلاد الإسلامية؛
مما أسفر عن تقدُّمٍ هائل في علم الفلك، وبلوغِه مستوى رفيعًا، تحقق من جرَّائها تعيينُ
انحراف سمت الشمس تعيينًا نهائيًّا بالمقدار 23 و33 و52؛ أي: ما يعدِل - كما يذكر غوستاف
لوبون - الرقم في الوقت الحاضر.
وعن طريق الأرصاد قِيستْ - كذلك - عروضُ بعض المدن،
نذكر منها عَرض مدينة بغداد، الذي وجد أنه يساوي 33 و20؛ أي: يقلُّ عن الرقم الصحيح
بعشر ثوانٍ تقريبًا.
ويحسن أن يُذكر - بهذه المناسبة - أن أبا الحسن
المرَّاكشي (ت 660هـ/ 1262م)، قد عيَّن - كما يذكر غوستاف لوبون - بضبطٍ لم يسبِقْه
إليه أحدٌ العَرضَ والطولَ لإحدى وأربعين مدينة إفريقية، واقعة بين مرَّاكش والقاهرة؛
أي: ما مسافته 900 فرسخ، وأنه قيَّد مشاهداتِه في كتاب بعنوان: "جامع المبادئ
والغايات في علم الميقات" يتضمَّن - فيما يتضمن كذلك - معارفَ ثمينة لآلات الرَّصد
العربية، وقد قام سيديو بترجمة بعضه.
ومن أَجَلِّ أعمال العلماء المسلمين في الفَلك
- كما يذكر نلِّينو - قياسُهم قوسًا من دائرة نصف النهار في أيام الخليفة المأمون العباسي
(ت 218هـ/ 833م)، وقد ذُكر هذا القياس في عدة كتب، منها: "الزيج الكبير"
لابن يونس المصري (ت 398هـ/ 1007م)، وفي كتاب "وَفَيَات الأعيان" لابن خَلِّكان،
وفي كتاب "الزيج في النجوم" لـ: حسين المنجِّم، الذي ذكر عن خالد بن عبدالملك
المروزي وغيره - وقد كانوا رصدوا الشمس لأمير المؤمنين المأمون في برية سنجار من بلاد
ربيعة - أن الذين قاموا بهذا القياسِ وجدوا أن مقدارَ درجة واحدة من وجه الأرض يبلغ
ستة وخمسين ميلاً، وأنه إذا ما ضُرب مقدارُ درجة واحدة في ثلاثمائة وستين، فإنه يُعطي
دور كرة الأرض المحيطة بالبَرِّ والبحر، ومقداره عشرون ألف ميل[2] ومائة وستون ميلاً...
وقد استنبط نلِّينو من هذا أن طولَ الدرجة يبلغ
عند فلكيِّي المأمون 111815 مترًا، وطول جميع محيط الأرض 41248 كلم، وهو قريبٌ من الحقيقة،
دالٌّ على ما كان للعرب من الباع الطويل في الأرصاد وأعمال المساحة، بل يُعَدُّ أولَ
قياس حقيقيٍّ لمحيط الأرض.
ومن أعمال فلكيِّي مدرسة بغداد - كذلك - التقاويمُ
لأمكنة الكواكب السيَّارة، وتعيينهم بالضبط مبادرة الاعتدالين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق