(جبال)الجليل :
كانت تسمية الجليل في الماضي تشمل ما يسمى اليوم السلسلة الغربية المسايرة لساحل
الشام حتى خط عرض حمص (ياقوت الجليل) ، في حين تعنى جبال الجليل في الوقت الحاضر
مرتفعات شمال فلسطين حتى عامل في جنوب لبنان، وهي تغطي المنطقة الشمالية من فلسطين
التى تضم أقضية صفد، طبريا ، بيسان ، وعكا، وتعرف بلواء الجليل .
حدود
الجبال : تتألف منطقة (لواء) الجليل من مساحات سهلية
وتليه وأخرى هضبية وجبلية ، يحدها البحر المتوسط غرباً ، وحدود فلسطين مع لبنان
شمالاً، والحدود السورية- الأردنية مع فلسطين شرقاً .
أما
جنوباً فيرسم خط المنخفضات المتتالية عبر وادي نهر الجالود ، سهل مرج ابن عامر ،
ووادي نهر المتقطع، حدود منطقة الجليل .
وتشغل
المرتفعات الجبلية والهضبية معظم أجزاء المنطقة ، وتحتل منها أقسامها الوسطى
والشمالية.
وهي
محاطة بوحدات جغرافية طبيعية ، هي في الشرق الجزاء الشمالية من غور الانهدامي في
فلسطين المؤلفة من سهل الحولة ، بحيرة طبريا ، ووادي الأردن بين غور بيسان وبحيرة
طبريا .
وتنتهي
مرتفعات وجبال الجليل من جهة الغرب بسهل عكا- حيفا ، أما من الشمال ومن الجنوب
فحدود المرتفعات والجبال هي نفسها حدود منطقة الجليل الانفة الذكر ، ويبلغ العرض
المتوسط للجبال بين وادي الأردن والسهول الساحلية نحو 40 كيلومتر في حين يصل طولها
الى 60 كم.
جغرافيا
جبال الجليل :- في جبال الجليل وحدتا
تضاريستين بارزتان هما : جبال الجليل الأعلى , وجبال الجليل الأدنى وتمتد الحدود
الفاصلة بين هاتين الوحدتين شرقا بغرب مسايرة لطريق السيارات الخارجية من مدينة
عكا إلى منطقة صفد عبر الجبال .
ويتفق
محور الطريق مع محور الأودية والمنخفضات الواقعة عند أقدام سلسلة من الجروف
الصخرية والجبال العالية , 750-1000م , يشغلها مجرى سيل مجد الكروم وسهل الرامة ,
وأحد الروافد الغربية لوادي عمود في الشرق.
أولاً
–الجليل الأعلى : إلى الشمال من
الحد الفاصل بين الجبلين تبرز
كتلة جبال الجليل الأعلى مكونة من هضبة ترتفع أكثر
من 800م فوق سطح البحر في الوسط الشرقي , وأقل من 700م بين وادي الأردن والسهول
الساحلية .
وتتميز
في الشرق والجنوب بحدود واضحة ترسمها الجروف والسفوح الجبلية شديدة الإنحدار على
أرض سهل الحولة وسهل شمالي غرب طبريا في الشرق , وعلى أودية و منخفضات الحد الفاصل
بين الجليل الأعلى والجليل الادنى في الجنوب . مع كتلة جبل عامل في لبنان أما في
الغرب فإن سفوح الكتلة تنحدر بإنخفاض , وبشكل تدريجي , حتى تندمج نهايتها
ومهاميزها التلية بمنبسطات السهول الساحلية دون أي انقطاع في الانحداراللطيف نسبيا
.
ويقسم
الجليل الأعلى إلى ثلاثة أقسام رئيسية :
1-
الجليل الأعلى الغربي : وهو مبني من سلاسل جبلية تنحدر نحو الشمال الغربي ,
وتتخللها مروج ضيقة نتيجة الإنكسارات العرضية , وصخور هذه المنطقة جيرية صلبة في
الغالب , أما التقعرات فنجد صخورا جيرية رخوة وعند تحللها تتحول إلى تربة رندزينا
, وتسهل فلاحتها ولذلك كثرت فيها القرى والأراضي الزراعية .
2-
الجليل الأعلى الأوسط : منطقة تفصل بين الجليل الأعلى الغربي والجليل
الأعلى الشرقي , ويرتفع في مركز هذه المنطقة جبل الجرمق إلى ارتفاع 1208 م وهو
بقايا تحدب كبير وأثرت عليه القوى الخلعية , فرفعته وأفقدته المبنى التحدبي .
ونتيجة للانخلاع الكبير في مرج
مجد الكروم , وأصبح الجليل الأعلى كتلة مائلة نحو
الشمال الغربي .
3-
الجليل الأعلى الشرقي : وله مبنى يختلف تمام الإختلاف عن الجليل الأعلى الغربي
, ويمكن تقسيمها إلى قسمين ثانويين , أحدهما القعور الجيولوجية المبنية من صخر
جيري رخو , ( مثل هضبة دوبا في الشمال , والثاني قعر جبل صفد الذي اتخذ شكل هورست
بعد الإنكسارات من حوله وأصبح عكس البروز ) .
أما
القسم الثاني والواقع بين امتداد جبال صفد جبال راميم في الشمال فهو حدبة صغيرة
رافقتها عمليات انفجارات بركانية , كونت هضاب بازلتية تنخفض نحو الشمال وهي : هضبة
دلتون بإرتفاع 820م تليها إلى الشمال هضبة علمة بارتفاع 680م , وهبة يرؤن وهي
جيرية بارتفاع 660م .
مناخ
الجليل هو مناخ البحر الابيض المتوسط, ولارتفاع المنطقة تاثير عليه . ففي الصيف
ترتفع درجات الحرارة في الليل . ودرجات الحرارة في الشتاء منخفضة جدا . وليالي
الصقيع كثيرة , ويحدث أن يكون فيها عدد من الأيام المثلجة في السنة . وتصل الأمطار
فيه 600-800 ملم وفي القسم المرتفع تصل إلى 1000 ملم كما هي الحال في جبل الجرمق .
ثانياً-
الجليل الأدنى : يمتد إلى الجنوب من
نطاق الأودية و المنخفضات الفاصلة بين الجبلين , من الخط الواصل بين سهل عكا –
حيفا في الغرب وبحيرة طبريا وغور الأردن في الشرق , حتى سلسلة منخفضات وادي جالود
وسهل مرج ابن عامر ووادي نهر المقطع جنوبا .
وهو
يختلف عن كتلة جبال الجليل الأعلى المرتفعة المشرفة بحافات جبالها وجروفها الصخرية
على النطاق الفاصل بين الجليلين. وتسمية هذا الجزء بالأدنى منطقة على واقع جغرافي
يتميز بانخفاض واضح للمنطقة .
إذ
تقع أعلى قمم الجليل الأدنى في حدود 500 -550 م فوق مستوى سطح البحر . أما
الإرتفاع المتوسط فلا يتجاوز 300 -350 م إذا أخذت المنخفضات والسهول في الحسبان .
أما
من الناحية الاستيطانية فهو أفضل بكثير من الإستيطان في الجليل الأعلى , وذلك
لتوفر الأراضي الزراعية في المروج العريضة بين الجبال , وكذلك تستغل هذه المروج
للمواصلات , مما يسهل الإستيطان , ولذلك كان الجليل الأسفل أكثر سكانا من الجليل
الأعلى .
وهناك
ميزة خاصة لقرى الجليل الأسفل وهي أن عدد سكان القرية الواحدة وفي الجليل الأسفل
يفوق بكثير عدد سكان قرية ما في الجليل الأعلى , وذلك لأن إمكانيات الإستغلال الزراعي
في الجليل الأسفل أكثر وأفضل , مما يسمح بإزدحام أكبر , ويقلل الهجرة الداخلية من
القرية إلى المدينة .
تعتمد
الزراعة العربية في هذه المنطقة على الزراعات التقليدية , كالحبوب والزيتون ,
الفواكه والخضروات , ولطبيعة هذه المنطقة كان بالامكان استعمال الماكنات الزراعية
الحديثة .
مناخ
الجليل الأسفل :
هو
مناخ البحر الابيض المتوسط , مع تأثيرات قارية بسيطة خاصة في السفح الشرقي . وتصل
كميات الأمطار فيه إلى 600 ملم تقل كلما اتجهنا شرقا . وبالإضافة إلى قلتها في
الشرق فإن التربة البازلتية هناك لا تمتص المياه بكميات كبيرة . لذلك تتحول مياه
الأمطار إلى جريان سطحي يؤدي إلى انجرافها وبالتالي إلى القحط بسبب قلة الإمتصاص .
الوديان
والجداول :
تخترق
جداول ووديان عميقة جبال الجليل الأعلى
ومعظمها وقتية الجريان ، بعضها يجري غرباً الى البحر الأبيض المتوسط والبعض الاخر
يجري نحو غور الحولة او بحيرة طبريا . وأهم هذه الجداول:
جدول الفعنون- جدول
كزيب – وادي بصت –وادي العمود –وادي ديشون –وادي الحمام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق