مكانة المسجد عند المسلمين
يقول
الله عز وجل: "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ
اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ"([1]).
ويقول
عز وجل: "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا"([2]).
فإن
المسجد كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر مكانٍ في الذاكرة المسلمةٍ
حضوراً لكثرة الأعمال التي تتم فيه، وتنطلق منه فهو مكان العبادة، والتعليم،
والصل
بين الناس، واستقبال الوفود، والدعوة، وتجهيز الجيش، وتدريب المقاتلين،
والمشورة، والإفتاء، والقضاء، وأعمال كثيرة أخرى.
بل
إننا نستطيع أن نقول أن جميع الأعمال التي تنفع الأمة والأسرة والجماعة والفرد
كانت تقام فيه ما عدا استثناءات محدودة لا تتناسب مع رسالة المسجد والأصل الذي ينبت
من أجله فقد نهى عن استخدام المسجد للبيع والشراء لما يحصل من استحناء ونسيان
الآخرة.
وللمسجد
وظائف عديدة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، منها وظائف
تعليمية، ووظائف اجتماعية، وسياسية، وعسكرية، هذا إضافة الى أعظم وظائفه وهي وظيفة
العبادة وذكر الله سبحانه وتعالى من إقامة الصلوات وقراءة القرآن والاعتكاف لكن
الملاحظ أن المسجد بدأ يخف دوره بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وكثره
اهتماماتها، فقد بنيت مباني خاصة للقضاء وهيأت ميادين خاصة للتدريب وجهزت أمكنة
خاصة لاستقبال الوفود، فلم يعد المسجد مكاناً لاستقبال الوفود ومقراً للحكومة كما
كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده.
وقد
كان الخلفاء
هم الذين يؤمون الناس في المسجد وهم الذين يخطبون الجمعة، وقد كان
المسجد هو المنطلق الأساسي لجميع الأعمال والمشاورات التي تهم الدولة والأمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق