الخميس، 20 فبراير 2014

نهاية النهضة الاوربية في ايطاليا عصر النهضة



نهاية النهضة في شبه الجزيرة الإيطالية :
         على هذا النحو أصبحت المدن المتناثرة في شبه الجزيرة الإيطالية مهاداً للنهضة الأوربية ومراكز للإشعاع الفكري والثقافي , وسارت النهضة تشق طريقها قدماً في ربوعها , ولما اكتمل نموها ونضجها تعرضت لعاملين تضافرا في القضاء عليها في نهاية الأمر . والواقع أن نور النهضة أخذ يخبو وشيكا منذ أواخر القرن الخامس عشر حين بدأ ما يعرف في تاريخ أوربا الحديث باسم ( الحروب الإيطالية ) التي كانت مظهراً من مظاهر التنافس الدولي بين فرنسا وأسبانيا . وكانت شبه الجزيرة الإيطالية هي ميدان هذه الحروب في معظم أدوارها , واستمرت ما يقرب من خمس وستين سنة , وكان استيلاء قوات الدولة الرومانية المقدسة على روما إيذاناً بانهيار النهضة الإيطالية وانطفاء شعلتها ونهاية عصرها.
         أما العامل الآخر فكان الحركة الدينية الثورية التي تزعمها مارتن لوثر في ألمانيا , وكان من أهدافها التحرر من السيطرة المحكمة التي كانت تمارسها الكنيسة الكاثوليكية في روما على أفراد العالم المسيحي الكاثوليكي . وقد نقم البابوات بطبيعة الحال على هذه الحركة واعتبروها نتيجة من نتائج حركة إحياء العلوم والآداب والفنون القديمة , ومن ثم نشطوا في محاربة الحركة الإنسانية محاربة لا هوادة فيها , واستعانوا في هذا الصدد ببعض ملوك أسبانيا الكاثوليك المسرفين في تعصبهم للمذهب الكاثوليكي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق