تعريف مفهوم المشروع:
هناك عدة تعاريف لمفهوم "المشروع" تنطلق من مقاربات متباينة،
وتعتمد على منطلقات متمايزة، وتتأسس على منظورات فلسفية ومعرفية مختلفة.
إن هذا المفهوم خضع لعملية التحويل حيت تمت إعارته من حقل الهندسة المعمارية
والمقاولات الصناعية والتجارية والخدماتية إلى المجال التعليمي التربوي[1].
و مفهوم "المشروع" مستمد من كلمة ""projet المحدثة في الثقافة الفرنسية، والتي لم تتبلور دلالتها الاصطلاحية إلا
في منتصف القرن العشرين[2]. فالاشتقاق اللغوي لهذه الكلمة في اللغة اللاتينية تؤدي
معنى إلقاء أو رمي موضوع أو شيء ما إلى الأمام[3] (projection).
من حيث الدلالة اللغوية العربية لكلمة "المشروع" فالمنجد في
اللغة والأعلام[4] ذكر ثلاثة معان مختلفة:
أ- المشروع: ما سوغه الشرع، من الفعل شرع بمعنى سن شريعة.
ب- المشروع: المسدد، من الفعل شرع بمعنى شرعت الرماح، أي سددها وصوبها
فتسددت وتصوبت.
ت- المشروع: ما بدأت بعمله، من الفعل شرع أيضا.
اهداف المشروع
هو أهم فقرة في وثيقة المشروع, من خلاله يتم إبراز الهدف الرئيسي الأهداف
الثانوية, الأنشطة, مؤشرات النجاح وبرنامج الإنجاز, ويجب دائما احترام التسلسل المنطقي
لهذه المراحل.
1- الهدف الرئيسي
الهدف الرئيسي يتناول التحول الذي من المفروض أن يقع من خلال أنشطة المشروع,
الهدف العام هو حل للوضعية التي تم تفصيلها في مرحلة تحديد المشروع, وهو كذلك مرحلة
يتم التلميح فيها للمرحلة القادمة وهي الأهداف الثانوية.
2- الأهداف الثانوية
المشروع هو حل لمشكل معين, وهذا الأخير هو نتيجة حتمية لمجموعة من الأسباب,
بمعنى أن المشروع هو مجهود لحل هذه الأسباب, وذلك عن طريق الأهداف الثانوية, وهذه الأخيرة
تحدد لنا الظروف الواجب توفرها من أجل حل أسباب المشكل.
بمعنى آخر, تحقيق الأهداف سبيل للوصول للنتائج المتوخاة من المشروع, يجب
أن تقدم الأهداف بشكل واضح وسهل من ناحية التقييم, يسهل علينا بذلك تحديد الأنشطة المبرمجة
لتحقيق الأهداف ذاتها, هناك قاعدة هامة يتم أتباعها في تحديد الأهداف وتتشكل من أربعة
عناصر, بحيث يجب أن يكون الهدف:
واضحا
يمكن التحقق منه
خاص بمجال معين/مكان معين
ممكن تحقيقه خلال مدة معينة
تقنيات انجاز مشروع
إن ما يجب الاتفاق عليه في هذا الصدد هو أن ما سينجز في مشروع معين هو
اتفاق بين الفئات المعينة بالمشروع ذاته, لذلك نعيد التركيز على أنه على مستوى الواقع,
تمر فكرة المشروع بثلاث مراحلة كبرى:
- إنجاز وثيقة المشروع والتي تتكون من المعلومات
الخاصة بالمشروع تحليلها وربطها ببعضها.
- البحث والموافقة على التمويل
- الإنجاز أو التنفيد.
في هذا الصدد, تجدر الإشارة إلى أن التنفيد هو ربط بين عملية تخطيط المشروع
كما أدرجناها سالفا, والإنجازات والنتائج المتوخاة, خلال هذه المرحلة يجب البحث عن
الوسائل الكفيلة بتشجيع القدرات البشرية المحلية والمعنية أولا وأخيرا بالمشروع.
يجب التأكيد على أنه يمر بمرحلتين أساسيتين وهما:
1- البرمجة التي تؤدي مباشرة إلى إنجاز برنامج
العمل.
2- الإنجاز الفعلي الأنشطة المشروع والذي يقودنا
إلى إنجاز يومية الإنجاز.
3-
عملية البرمجة:
ماهي البرمجة؟ سؤال وجيه عل اعتبار أن الوضع الزمني للمشروع منذ الفكرة,
ثم التمويل, والإنجاز, يحتم نوعا من التركيز خلال البرمجة, لأن العديد من المشاريع
لم ينجح إنجازها, رغم الحصول على التمويل لمسائل تتعلق بالبرمجة.
مميزات المشروع
تتميز طريقة المشروع بالانتقال بالذهن من مرحلة التفكير والإشكال إلى
الافتراض ثم التجريب ثم إصدار الحكم ثم العلاج .
إن التسلسل المنهجي الذي يتميز به أي عمل ينجز في شكل مشروع في أي مجال
لاشك أنه ينتمي القدرة على التفكير المنطقي والترسب لما سيحدث في حالة ما.... وعليه
فإن لطريقة المشروع مزايا فكرية ومزايا علمية:
المزايا التربوية: وأهمها تحقيق
مبدأ التربية الحديثة وهو النشاط الذاتي ، وحرية الاختيار وانتقاء مراعاة للفروق الفردية
للتلاميذ.
المزايا النفسية: تتمثل في تحقيق مبدأ النمو الطبيعي للطفل إذ يعتبر الطفل
محور العملية التربوية ، التي تراعي حاجاته .
المزايا الاجتماعية: وتتمثل في مبدأ التعاون والاعتماد على النفس وتعمل
مسؤولية نتائج العمل ، وتتحقق هذا المبدأ من خلال المشاريع التربوية المنجزة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق