العمارة الحديثة ونشوء
الطراز الدولـي
وتبين كيفية ولادة جيل الرواد
الاوائل والتي معهم ولدت المبادئ التي قامت عليها العمارة الحديثة مع نهاية القرن
التاسع عشر, امثال رايت، ميس, كروبيوس ولوكوربوزيه، حيث رفضوا جميعهم الاقتباس من
الماضي على اعتبار
ان عمارة الماضي هي عمارة حققت رغبات اهلها بما تتناسب مع عصرها
ووقتها. وبذل كل معماري منهم جهدا كبيرا في للوصول الى حلول مقبولة فتركوا بذلك
بصمات واضحة على عمارتهم كل على طريقته الفردية. وبالرغم من ذلك فان هؤلاء
المعماريين لم يخلقوا طرازا جديدا يمكن ان يتبع وانما تركوا من خلفهم طريقة جديدة
لللتفكير وحلول متميزة فرية. وساعد على هذا تطور مواد البناء الجديدة وظهور
استعمالات مستحدثة للصلب والزجاج والخرسانة واستخدام الالات الحديثة محل العمل
اليدوي وانتشار العلم والتطور التكنولوجي, ولا يمكن القول بان هؤلاء الرواد قد
بدأوا من فراغ وانما استقى كل منهم من تجارب الاسبقين وطور فكرهم, بما اضاف على
عبقرية كل منهم مذاقا خاصا واتجاها فرديا. فعلى سبيل المثال كان لسالفان تاثير
كبير على فرانك لويد رايت كما كان لبهرنز التاثير على ميس وكروبيوس ولوكوربوزيه.
International Styleالطراز
الدولي
مع
بدايه العشرينات من القرن العشرين وفي نفس الفترة الزمنية التي انتشرت فيها
النظرية الوظيفية ظهر طراز مميز سمي في ما بعد الطرز الدولي International Styleوهو
طراز عم معظم الدول الاوربية وحول العمارة من مجموعه عمارات متميزة كل يعبر عن
مجتمعها وبيئتها وظروفها المعنيه الى طراز عام لنموذج واحد يحتذى به يمكن تطبيقه
في معظم الدول.
وهم ما تميزت به عمارة الطراز الدولي هو
استخدام الاشكال الهندسيه المكعبه المجردة بشكل شديد النقاء. وكان هذا ناتجا من
سوء فهم مفهوم البساطة في العمارة. فاصبحت البساطة هي تجريد المبنى من كل بروزات حتى
اصبحت الجدران ملساء والمساقط الافقية ذات اشكال هندسية صريحة مربع او مستطيل
وبشكل عام اصبحت الكتله مجرد مجسم ذات ثلاث ابعاد وبذلك تماشت مع مفهوم الفنون
التشكيلية في ذلك الوقت الذي ظهر فيه نظريات التكعيبية والنقاء والتشكيلات
الجديدة. وهي قواعد جامدة ومجرد شعارات اتبعها المعماريون الذين طبقوا الطراز
الدولي كما اسخدمت الفتحات الزجاجيه التي اظهرت المبنى ظعيفا وشفافا .
وعلى عكس مفهوم الوظيفية التي جعلت الوظيفة
هي نقطة البداية التي ينطلق منها التسلسل الفكري للتصميم المعماري اصبح الطراز
الدولي بتشكيلاته الجامدة غير المرنة مجرد تكوينات معمارية تبتعد عن وظيفة المبنى
التي من اجلها انشئ ومن
ثم صارت المباني مجرد تشكيلات فقط لا تمتد لجوهر الفكر
المعماري. وادى تشابه القواعد التي قام عليها الطراز الدولي الى تشابه المباني حتى
انه من الصعب تفريقتها عن بعضها وبذلك اختفت العمارة الاقليمية واختفى تاثير
البيئة والظروف الاجتماعيه والمناخ على العمارة التي تحولت الى عمارة جامدة غير
مرنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق