التدخين من الناحية اللغوية هو مصدر للفعل دخّن وهو ما يقوم الإ،سان عندما
يشعل سيجارة ثم يضعها بين شفتيه وتخرج دخانا ابيضا من فمه وأنفه
التدخين ظاهرة من الظواهر التي انتشرت في كثير من دول العالم, ثم اتسعت
دائرة هذه الظاهرة لتشمل ملايين الأفراد من مختلف المستويات الاجتماعية ومختلف الأعمار.
و بدأ الإنسان في ممارسة التدخين في عام 1492م ,
وقد انتشرت عادة التدخين في القرن
الخامس عشر حيث انتقلت هذه العادة من المكسيك إلى المكتشفين الأسبانيين, وبعد انتصار
أسبانيا في القرن السادس عشر ازداد انتشار التدخين حيث أقبل الناس عليه للتغلب على
الجوع والتعب والبرد مما أدي إلى إدمان العديد من الأفراد للتدخين
تاريخ التدخين
في أوائل القرن السادس عشر ادخل مكتشفوا أمريكا عادة التدخين إلى الحضارة
الأوروبية، ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون
نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة
الوعي وعلاج الكثير من الأمراض.
وحتى منذ هذه البداية لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته
وخصوصا (جيمس الأول) في كتابه "مقاومة التبغ" حيث اعتبر التدخين
وسيلة هدامة
للصحة. أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام
1870م.
يرجع تاريخ التدخين إلى عام 5000 قبل الميلاد في الطقوس الشامانية.[2]
وقد قامت الكثير من الحضارات مثل الحضارة البابلية والهندية والصينية بحرق البخور كجزء
من الطقوس الدينية، وكذلك قام بنو إسرائيل ولاحقا الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذوكسية
بالفعل نفسه. ويرجع ظهور التدخين في الأمريكتين إلى الاحتفالات التي كان يقيمها كهنة
الشامان ويحرقون فيها البخور، ولكن فيما بعد تمت ممارسة هذه العادة من أجل المتعة أو
كوسيلة للتواصل الاجتماعي.[3] كما كان يُستخدم تدخين التبغ وغيره من المخدرات المسببة
للهلوسة من أجل إحداث حالة من الغيبوبة أو للتواصل مع عالم الأرواح.
ويرجع تاريخ استخدام مواد مثل الحشيش، الزبد المصفى (السمن)، أحشاء السمك،
جلود الثعابين المجففة، وغيرها من المعاجين التي تُلف وتُشكل حول أعواد البخور إلى
2000 عام على الأقل. وقد كان يوصف التبخير
(dhupa) وقرابين النار (homa) في طب أيورفيدا لأغراض طبية وتمت ممارسة
هذه العادات لمدة لا تقل عن 3000 سنة، بينما التدخين
(dhumrapana) (ويعني حرفيًا "شرب الدخان") فتمت
ممارسة لمدة لا تقل عن 2000 سنة. فقبل العصر الحديث، كانت تُستهلك هذه المواد من خلال
أنابيب، وقصبة مختلفة الأطوال أو chillums [4].
وكان تدخين الحشيش رائجًا في الشرق الأوسط قبل وصول التبغ، وكان شائعًا
قديما كنشاط اجتماعي تَمركز حول تدخين نوع من أنابيب التدخين المائية الذي يطلق عليه
"شيشة". وبعد دخول التبغ أصبح التدخين مكونًا أساسيًأ في المجتمع والثقافة
الشرقية، وأصبح ملازما لتقاليد هامة مثل الأفراح والجنائز حيث تمثل ذلك في العمارة
والملابس والأدب والشعر.[5]
دخل تدخين الحشيش إلى جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا من خلال إثيوبيا
وساحل إفريقيا الشرقي عن طريق التجار الهنود والعرب في القرن الثالث عشر أو ربما قبل
ذلك. وقد انتشر على طرق التجارة نفسها التي كانت تسلكها القوافل المحملة بالبن والتي
ظهرت في مرتفعات أثيوبيا.[6] حيث تم تدخينه في أنابيب تدخين مائية تصنع من اليقطين
مع جزء مجوف مصنوع من الطين المحروق لوضع الحشيش، ويبدو جليًا أن هذا اختراع أثيوبي
وتم نقله فيما بعد إلى شرق وشمال ووسط إفريقيا.
تاريخ دخول التدخين للمغرب
في سنة إحدى وألف أُتِيَ بالفِيَلة من بلاد السودان إلى المنصور ـ أي
السلطان أحمد المنصور الذهبي السعدي ـ، وكان يوم دخولها لمراكش يوما مشهوداً، برز لرؤيتها
كل من بالمدينة من رجال ونساء وشيوخ وصبيان، ثم حملت إلى فاس في رمضان سنة سبع وألف.
قال في "نشر المثاني": كان دخول الفيل إلى فاس يوم الاثنين سادس عشر رمضان
سنة سبع وألف، وبعث المنصور مع الفيل إلى ولده المأمون بهدية سنية فيها تحف وأموال
عريضة، وخرج أهل فاس في ذلك اليوم للقاء الفيل بنحو مائة ألف نفس.
قال بعضهم: وبسبب دخول هذه الفِيَلة إلى المغرب، ظهرت هذه العشبة الخبيثة
المسماة بتابغ؛ لأن أهل السودان الذين قدموا بالفِيَلة يسوسونها، قدموا بها معهم يشربونها
ويزعمون أن فيها منافع، فشاعت منهم في بلاد درعة ومراكش وغيرهما من بقاع المغرب، وتعارضت
فيها فتاوى العلماء رضوان الله عليهم، فمن قائل بالتحريم، ومن قائل بالتحليل، ومتوقف،
والعلم فيها عند الله سبحانه قاله اليفرني.
قلت: من تأمل أدنى تأمل في قواعد الشريعة وآدابها علم يقينا أن تناول
هذه العشبة حرام، لأنها من الخبائث التي حرمها الله تعالى على هذه الأمة المطهرة، وبذلك
وصفها في الكتب السالفة إذ قال تعالى: ﴿الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه
مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات
ويحرم عليهم الخبائث﴾ (الأعراف 157).
تطور نسبة التدخين في المغرب
في المغرب، يقدر انتشار التدخين بنسبة 18%لدى المغاربة البالغين 15 سنة
فما فوق، وبنسبة 41%تقريبا لدى الساكنة التي تتعرض للتدخين السلبي.
ويعد المغرب أحد أكبر مستهلكي الدخان في المنطقة المتوسطية، حيث يستهلك
ما يزيد عن 15 مليار سيجارة في العام.
على المستوى الوطني، ليست هناك إحصائيات عن عدد الوفيات المرتبطة بالتدخين.
إلا أن سرطان الرئة يؤدي إلى مفعول مدمر، في بلدنا، الذي يدخن فيه 31.5%من الرجال و3.3%من
النساء، حيث أن 90 %من حالات سرطان الرئة ناجمة عن التدخين. كما أن التدخين يعد
"مسؤولا عن 25%من حالات القصور التاجي، من ضمنها الجلطات القلبية".
ويتبين من تحقيق وطني حول عادات وسلوك المدخنين صدر سنة 2008، أن المدخن
المغربي يصرف في المتوسط 22 درهما يوميا لشراء الدخان (30%من الحد الأدنى للأجور).
منذ سنة 1996، يتوفر المغرب على قانون مناهض للتدخين (رقم 15-91) يمنع التدخين في بعض
الأماكن العمومية، ويمنع الدعاية والإشهار لفائدة الدخان.
اضرار التدخين
مضار التدخين على المراهقين والشباب:
يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والسرطان؛ 80 – 90% من حالات سرطان الرئة
ناتجة عن التدخين.
يؤدي إلى ارتفاع تركيز غاز أول أكسيد الكربون في الدم.
يؤذي الأسنان واللثة ويسبب رائحة فم كريهة مع اصفرار الأسنان.
يضر العضلات والدم والجلد.
يقلل من كفاءة الرئتين.
يؤدي إلى العقم.
انبعاث روائح كريهة من الملابس، مما يؤدي إلى نفور الناس من حول المدخن.
محفظة فارغة.
مضار التدخين على النساء، والأمهات والحوامل:
يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسرطانات خصوصا سرطان
الثدي.
يؤدي إلى زيادة احتمالية حدوث الإجهاض وحالات النزف وانزلاق المشيمة والولادة
المبكرة وتسمم الحمل.
يؤدي إلى تناقص وزن الجنين.
يحدث تغيراً في نبرة الصوت ويزيد تجاعيد الوجه ويؤثر على نضارة الوجه.
انبعاث روائح كريهة من الفم والملابس.
يزيد من إمكانية حدوث هشاشة العظام.
حكم التدخين في الاسلام
الدخان حرام، والدليل قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم}، وقوله
تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقوله: {وَلا تُؤْتُوا
السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً}، وقد ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن إضاعة المال، وثبت من الناحية الطبية أن الدخان ضار
وربما أدى إلى الموت، فتناوله سبب لقتل شاربه لنفسه، وشاربه ملق بنفسه إلى التهلكة،
وشاربه مفسد لماله حيث صرفه في غير ما جعله الله له، فإن الله جعله قياماً للناس، تقوم
به مصالح دينهم ودنياهم، والدخان ليس مما تقوم به مصالح الدين ولا الدنيا، فصرف المال
فيه إضاعة له، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق