ظهور اللغات الحديثة :
كانت
اللاتينية هي لغة العلم والكتابة في العصور الوسطى دون بها العلماء ثمرات قرائهم ,
ثم تضائل استخدامها حتى أصبحت مقصورة على رجال الكنيسة فقد عمد بعض الكتاب
والآدباء المتحررين من قيود العصور الوسطى إلى الكتابة بلغة شعوبهم , فنشأت في شبه
الجزيرة الإيطالية وفرنسا وأسبانيا لهجات مستقلة تعتمد على الأصل اللاتيني . وظهرت
في شمال أوربا لهجات أخرى ترجع إلى أصل تيوتوني . وعمد علماء كل لغة إلى نحت كلمات
وعبارات جديدة والارتقاء بمستواها حتى أصبحت هذه اللغات الوليدة صالحة لتدوين
العلوم والآداب بها , وأصبح الاهتمام بهذه اللغات القومية الوليدة مظهراً من مظاهر
النزعة القومية وعاملاً هاماً ساعد على نشر الأفكار الجديدة التي أتت بها النهضة .
ففي إيطاليا كتب دانتي Dante شاعر إيطاليا وعملاقها كتابة الخالد ( الكوميديا الإلهية ) باللغة
الإيطالية , وفي فرنسا كتب مونتين Michcl de Montaigne باللغة الفرنسية رسائل رائعة في
الفلسفة والأخلاق عرفت باسم Essais . وفي أسبانيا وضع سرفنتيس Michel de Cervantes
باللغة الأسبانية قصته المشهورة ( دون كويكزوت ) Don
Qwichotte de la Manche
وفي انجلترا وضع شوسر Ceoffrey Chaucer قصص كتنتر بري Canterbury
باللغة الانجليزية ز هذا إلى غيرهم عن
ظهروا في مختلف البلاد الأوربية وكتب كل منهم بلغة شعبه . وبفضل الارتقاء الذي طرأ
على هذه اللغات الحديثة والتأليف بها أصبح لها شأن كبير في نشر العلم وتنوير
الأذهان وإعداد أفراد المجتمع لتقبل الآراء الجديدة التي جاءت بها النهضة .
الآثار:
شهد عصر
النهضة اهتماماً كبيراً بالمحافظة على الآثار الرومانية وتقدير عميقاً لقيمتها
الفنية . وكان كثير من هذه الآثار قد تعرض للتلف والضياع بسبب عبث النبلاء وغيرهم
من طبقات الشعب بها في العصور الوسطى , إذ كانوا ينتزعون الرخام والأعمدة وغير ذلك
من بعض الآثار , واستعلموا بعض المخلفات الرومانية كأنها ملك خاص لهم . فلما جاء
عصر النهضة أفاق الناس للقيمة الفنية الرائعة لهذه الآثار واعتبروها صفحة مجد
وفخار , وانطلق العلماء ينقبون عن الآثار , وبدأت دراسة علمية منظمة للآثار
الرومانية تجلت في ظهور عدد من المؤلفات والموسوعات تناولت تاريخ الآثار الرومانية
وتخطيط روما القديمة وعادات الرومان القدماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق