التعايش بين الاديان في ضوء السنة
النبوية
النصوص
التي تدل على مشروعية التعايش مع غير المسلمين المسالمين، والتي جاءت مضامينها في
السنة النبوية فمن أبرزها ما يأتي:-
1.
ما جاء في النهي عن ظلم
المعاهدين والذميين، حيث ثبت[1] أن النبي r قال: من آذى ذميا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله وفي رواية:
ألا من ظلم معاهدا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا
حجيجه يوم القيامة.
2.
عيادة مرضاهم لحديث أنس
t أنه قال: كان غلام يهودي[2] يخدم النبي
e فمرض، فأتاه النبي e يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: اسلم. فنظر إلى أبيه وهو عنده،
فقال له: أطع أبا القاسم. فأسلم ، فخرج النبيe وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار[3].
وقد قيد بعض
العلماء مشروعية عيادة غير المسلمين بما إذا كان يرجى منها إسلامهم، و الإ فلا
تشرع عيادتهم، قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ: والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف المقاصد،
فقد يقع بعيادته مصلحة أخرى.
3.
قبول هدايا غير
المسلمين لحديث أبي هريرة ـ t ـ أنه قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله e شاة فيها سم. رواه البخاري[4].
و جاء في
رواية أن الهدية قدمتها زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم وهي امرأة يهودية، وقد
قبل النبي e هديتها.
ومن شواهد
مشروعية قبول هدايا غير المسلمين ـ أيضاً ـ ما تقدم[5] في قصة أسماء
بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنها ـ مع أمها المشركة، وأمر النبي e لها بقبول هديتها .
4.
التعامل مع غير
المسلمين بالاستدانة منهم، لحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: توفي رسول
الله e ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير. رواه البخاري[6].
5.
الحث على إكرام الموتى،
سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، لحديث
جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: مر بنا جنازة فقام لها النبي e فقمنا معه. فقلنا يا رسول الله: إنها جنازة يهودي. قال: إذا رأيتم
الجنازة فقوموا. رواه البخاري[7] .
ولحديث عبد
الرحمن بن أبي ليلى قال: كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، فمروا
عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض ـ أي من أهل الذمة ـ فقالا: إن
النبي r مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي. فقال: أليست نفسا.
رواه البخاري[8]
[1]
رواه ابوداود السنن 3/170 حديث رقم 3052 عن عدد من أبناء الصحابة عن آبائهم،
والحديث سكت عنه أبوداود، وقواه السخاوي في المقاصد الحسنة في بيان كثير من
الأحاديث المشتهرة على الألسنة ص 392 حيث قال:
وسنده لابأس به، ولا يضره جهالة من لم يسم من أبناء الصحابة، فإنهم عدد
ينجبر بهم جهالتهم، ولذا سكت عليه أبوداود.
[2] اسم
هذا الغلام غير معروف، كما قال ابن حجر في فتح الباري 3/221: لم أقف في شي من الطرق الموصولة على تسميته،
الإ أن ابن بشكوال ذكر أن صاحب العتبية حكى عن زياد شيطون أن اسم هذا الغلام عبد
القدوس، قال: وهو غريب، وما وجدته عند غيره.
[3] صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 3/219 حديث رقم
1356.
[4] صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 7/497 حديث رقم
4249.
[5] انظر الكلام عن قول الله تعالى لَا يَنْهَاكُمُ
اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ الذي تقدم قريبا في هذه
الدراسة.
[6]
صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 6/99 حديث رقم 2916.
[7]
صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 3/180 حديث رقم1331
[8]
صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 3/180 حديث رقم1312
ووفقكم الله
ردحذف