الحكمة من تحريم الميتة والدم ولحم
الخنزير
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقال جلَّ في بهاه: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ..}.
إذاً فلقد حرَّم تعالى الميتة: لأن ميكروبها فيها، فالميكروب أو العامل الممرض أو غيره من السموم التي أدت لموتها باقية فيها مستقرة في لحومها لعدم خروج دمها منها.. إن أكلْتها مرضتَ.. إحذر أن تأكل منها فكلّها جراثيم، إنها مرتع خصيب للميكروبات المرضية التي تسبب أمراضاً فتَّاكة بالإنسان، ومن هذه الميكروبات ما ينتج سموماً تُودي بصحة الإنسان، ومن ميزات بعض هذه الذيفانات الضارة التي تولِّدها تلك الميكروبات أنها لا يخربها الطهي حتى بالدرجات المرتفعة من الحرارة.
أما عن تحريمه تعالى للدم: فالدم من أفضل الأوساط ملائمةً لنمو الجراثيم وتكاثرها، وقد أسلفنا عن استخداماته في مختبرات الجراثيم علماً أنه يحوي نسبة من منتجات الاستقلاب السامَّة. ومن هنا كان وجوب ذكر اسم الله على الذبيحة، إذ أن وجود الدم في جسم الحيوان الميت يساعد على نمو الميكروبات فيه ويسرِّع من فساد لحمه. كما أن تناول الإنسان لكمية منه عن طريقٍ ما يؤدي لتكوين مركبات نشادرية تؤثِّر على المخ وما فيه من مراكز عصبية مؤدية لإحداث تغيرات قد تُوصل أحياناً إلى الغيبوبة وفقدان الوعي.
أما عن لحم الخنزير: نذكر طرفاً من الحكمة الإلهية في تحريمه والطرف الأهم نتعرَّض له فيما بعد بالمكان المناسب. ولنأتِ على ذكر بعض أنواع الطفيليات التي يحويها لحمه:
فلقد تبيَّن بعلم الطب والأطباء منذ مدة ليست ببعيدة أن لحمه ودمه وأمعاءه تحتوي على دودةٍ شديدة الخطورة ألا وهي الدودة الشريطية المسلحة Tinea soleam تتخذ من الخنزير عائلاً وسيطاً تستقر في عضلاته بشكل أكياس، فإذا ما تناولها الإنسان أصبحت دودة كاملة تسكن بأمعائه بطول يتراوح ما بين (2-4) أمتار. وقد تؤدي به لداءٍ خطير (داء الأكياس المذنبة) حيث تستقر هذه الأكياس (منتقلة من جدار الأمعاء الدقيقة في الإنسان إلى الدوران الدموي) تحت الجلد، في العين، في العضلات، في الجهاز العصبي والتي لا علاج لها إلاَّ العمل الجراحي. ومن صفات هذه الدودة المسلحة أن لها كلاليب (محاجم) تستطيع بها أن تتمسَّك بجدار الأمعاء وذلك عندما يتناول الإنسان المصاب الدواء المخدر لإزالتها بإرشاد الطبيب فيؤثِّر عليها فيخدرها لتسقط من جسم الإنسان، غيرها من الديدان يخرج خارجاً بالتبرُّز بعد أن يخدره الدواء، أما هذا النوع Tinea soleam (الشريطية المسلحة بكلاليب) فيبقى متعلِّقاً بكلاليبه (محاجمه) بجدار الأمعاء حتى ينتهي مفعول الدواء (ذي التأثير المخدِّر)، عندها تنشط الدودة (الطفيلية) ممارسةً فعاليتها الضارة بالتطفل على التغذية من غذاء الإنسان وحرمانه من منفعة وفائدة الطعام عدا عن بقية الآثار السلبية من عصبيةٍ لهضميةٍ وغيرها من الأضرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق