الخميس، 20 فبراير 2014

النهضة الاوربية عصر النهضة في أسبانيا والبرتغال والاراضي المنخفضة ايطاليا بلجيكا وروسيا ودول البلقان



 النهضة الاوربية عصر النهضة في أسبانيا والبرتغال والاراضي المنخفضة ايطاليا بلجيكا  وروسيا ودول البلقان

النهضة في أسبانيا والبرتغال ([1]):    
كان عدد من الأسبان قد زاروا شبه الجزيرة الإيطالية في القرن الخامس عشر وتقلدوا دراسات في اللغة العبرية والإغريقية واللاتينية وعادوا يحاضرون في هذه الدراسات في أشبيلية ولشبونة وغيرهما , وهكذا كانت شبه جزيرة أيبيريا في مطلع القرن السادس عشر مهيأة للدراسات الإنسانية . ولكن ما لبث أن اهتز مركز هذه الدراسات اهتزازاً عنيفاً .
اشتهر ملوك أسبانيا بأنهم مسرفون في تعصبهم للمذهب الكاثوليكي , وسنرى أن بعضاً منهم قد وضع موارد أسبانيا ومستعمراتها التي كانت لها في العالم الجديد في خدمة الكنيسة الكاثوليكية في روما لضرب البروتستانت . وكان انتشار النهضة وما أتت به من بعث الدراسات القديمة من العوامل التي أدت إلى ظهور حركة الإصلاح الديني . لقد أحس الباباوات مؤخراً ببوادر هذه الحركة المعادية للكنيسة الكاثوليكية , فوقفوا موقفاً عدائياً من الدراسات الإنسانية واستعانوا في هذا الصدد بملوك أسبانيا . وعقد البابا كلنت السابع والإمبراطور شارل الخامس ملك أسبانيا الكاثوليكي([2]) اتفاقا في بولونا استهدفا منه تصفية الحركة الإنسانية , ونجم عن هذا الاتفاق أن أصبح الدراسات الإنسانية في أسبانيا خصوم أعز نفراً وأقوى نفوذاً , واستعانوا بمحاكم التفتيش تنكل وتبطش بأصحاب الدراسات الإنسانية . وفي هذا الجو الخانق انكمشت هذه الدراسات على نفسها , ولم يكن لها تأثير عميق في المجتمع الإسباني .


النهضة في الأراضي المنخفضة:
كانت الأراضي المنخفضة – ما يسمى الآن بلجيكا وهولندا – تابعة لإسبانيا وانسحب على ممتلكات أسبانيا ذلك الحجر الذي فرض على الدراسات الإنسانية في أسبانيا , وما لبثت أن قامت الثورة في الأراضي المنخفضة هادرة تروم الاستقلال عن أسبانيا . وفي  غضون الصراع الحربي الرهيب الذي نشب بين فيليب الثاني ملك أسبانيا وشعب الأراضي المنخفضة أنشئت جامعة ليدن Leyden تخليداً لذكرى انتصار الهولنديين على الأسبان , وسرعان ما أصبحت هذه الجامعة مركزاً هاماً للدراسات الإنسانية . واهتمت بالدراسات اللاتينية وبخاصة ما يتصل منها بالتاريخ والآثار , والدراسات الإغريقية وبخاصة ما يتصل منها بالمسرحيات التي من نوع التراجيدي ( المآسي ) , كما وضعت مسرحيات باللغة اللاتينية شعراً ونثراً , وقد استهدفت الدراسات الإنسانية بوجه عام في الأراضي المنخفضة نشر ونقد المؤلفات التي وضعها رجال الدراسات الإنسانية الأوائل.

النهضة في الروسيا والبلقان:
كان أثر النهضة ضئيلاً للغاية في الروسيا وفي بلاد البلقان الخاضعة للدولة العثمانية , ولم يتعد هذا الأثر بعض مظاهر فردية لا ترقى إلى تطوير جذري مباشر أحست به الجماهير في تلك الأقاليم , ولم يطرأ أي تغيير على المجتمع أو نظم الحكم أو الفنون أو الدين أو الأدب . ومن المظاهر الفردية صورة رسمها أحد فناني مدينة البندقية للسلطان محمد الفاتح , ووضعت في قصر السلطان في الآستانة وتشيد قصر الكرملين Kremlin في موسكو , وقد اقتبس تصميمه من ميلان .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق