الاثنين، 24 مارس 2014

بحث شامل حول الجليل



الجليل  : كانت تسمية الجليل في الماضي تشمل ما هو اليوم السلسلة الغربية المسايرة لساحل الشام حتى خط عرض حمص (ياقوت الجليل) ، في حين تعنى جبال الجليل في الوقت الحاضر مرتفعات شمال فلسطين حتى عامل في جنوب لبنان، وهي تغطي المنطقة الشمالية من فلسطين التى تضم أقضية صفد، طبريا ، بيسان ، وعكا، وتعرف بلواء الجليل .
حدود الجبال :  تتألف منطقة (لواء) الجليل من مساحات سهلية وتليه وأخرى هضبية وجبلية ، يحدها البحر المتوسط غرباً ، وحدود فلسطين مع لبنان شمالاً، والحدود السورية- الأردنية مع فلسطين شرقاً .
أما جنوباً فيرسم خط المنخفضات المتتالية عبر وادي نهر الجالود ، سهل مرج ابن عامر ، ووادي نهر المتقطع، حدود منطقة الجليل .
وتشغل المرتفعات الجبلية والهضبية معظم أجزاء المنطقة ، وتحتل منها أقسامها الوسطى والشمالية.
وهي محاطة بوحدات جغرافية طبيعية ، هي في الشرق الجزاء الشمالية من غور الانهدامي في فلسطين المؤلفة من سهل الحولة ، بحيرة طبريا ، ووادي الأردن بين غور بيسان وبحيرة طبريا .
وتنتهي مرتفعات وجبال الجليل من جهة الغرب بسهل عكا- حيفا ، أما من الشمال ومن الجنوب فحدود المرتفعات والجبال هي نفسها حدود منطقة الجليل الانفة الذكر ، ويبلغ العرض المتوسط للجبال بين وادي الأردن والسهول الساحلية نحو 40 كيلومتر في حين يصل طولها الى 60 كم.
جغرافيا جبال الجليل :- في جبال الجليل وحدتا تضاريستين بارزتان هما : جبال الجليل الأعلى , وجبال الجليل الأدنى وتمتد الحدود الفاصلة بين هاتين الوحدتين شرقا بغرب مسايرة لطريق السيارات الخارجية من مدينة عكا إلى منطقة صفد عبر الجبال .
ويتفق محور الطريق مع محور الأودية والمنخفضات الواقعة عند أقدام سلسلة من الجروف الصخرية والجبال العالية , 750-1000م , يشغلها مجرى سيل مجد الكروم وسهل الرامة , وأحد الروافد الغربية لوادي عمود في الشرق.
أولاً –الجليل الأعلى : إلى الشمال من الحد الفاصل بين الجبلين تبرز كتلة جبال الجليل الأعلى مكونة من هضبة ترتفع أكثر من 800م فوق سطح البحر في الوسط الشرقي , وأقل من 700م بين وادي الأردن والسهول الساحلية .
وتتميز في الشرق والجنوب بحدود واضحة ترسمها الجروف والسفوح الجبلية شديدة الإنحدار على أرض سهل الحولة وسهل شمالي غرب طبريا في الشرق , وعلى أودية و منخفضات الحد الفاصل بين الجليل الأعلى والجليل الادنى في الجنوب . مع كتلة جبل عامل في لبنان أما في الغرب فإن سفوح الكتلة تنحدر بإنخفاض , وبشكل تدريجي , حتى تندمج نهايتها ومهاميزها التلية بمنبسطات السهول الساحلية دون أي انقطاع في الانحداراللطيف نسبيا .
ويقسم الجليل الأعلى إلى ثلاثة أقسام رئيسية :
1- الجليل الأعلى الغربي : وهو مبني من سلاسل جبلية تنحدر نحو الشمال الغربي , وتتخللها مروج ضيقة نتيجة الإنكسارات العرضية , وصخور هذه المنطقة جيرية صلبة في الغالب , أما التقعرات فنجد صخورا جيرية رخوة وعند تحللها تتحول إلى تربة رندزينا , وتسهل فلاحتها ولذلك كثرت فيها القرى والأراضي الزراعية .
2- الجليل الأعلى الأوسط : منطقة تفصل بين الجليل الأعلى الغربي والجليل الأعلى الشرقي , ويرتفع في مركز هذه المنطقة جبل الجرمق إلى ارتفاع 1208 م وهو بقايا تحدب كبير وأثرت عليه القوى الخلعية , فرفعته وأفقدته المبنى التحدبي . ونتيجة للانخلاع الكبير في مرج مجد الكروم , وأصبح الجليل الأعلى كتلة مائلة نحو الشمال الغربي .
3- الجليل الأعلى الشرقي : وله مبنى يختلف تمام الإختلاف عن الجليل الأعلى الغربي , ويمكن تقسيمها إلى قسمين ثانويين , أحدهما القعور الجيولوجية المبنية من صخر جيري رخو , ( مثل هضبة دوبا في الشمال , والثاني قعر جبل صفد الذي اتخذ شكل هورست بعد الإنكسارات من حوله وأصبح عكس البروز ) .
أما القسم الثاني والواقع بين امتداد جبال صفد جبال راميم في الشمال فهو حدبة صغيرة رافقتها عمليات انفجارات بركانية , كونت هضاب بازلتية تنخفض نحو الشمال وهي : هضبة دلتون بإرتفاع 820م تليها إلى الشمال هضبة علمة بارتفاع 680م , وهبة يرؤن وهي جيرية بارتفاع 660م .
مناخ الجليل هو مناخ البحر الابيض المتوسط, ولارتفاع المنطقة تاثير عليه . ففي الصيف ترتفع درجات الحرارة في الليل . ودرجات الحرارة في الشتاء منخفضة جدا . وليالي الصقيع كثيرة , ويحدث أن يكون فيها عدد من الأيام المثلجة في السنة . وتصل الأمطار فيه 600-800 ملم وفي القسم المرتفع تصل إلى 1000 ملم كما هي الحال في جبل الجرمق .
ثانياً- الجليل الأدنى : يمتد إلى الجنوب من نطاق الأودية و المنخفضات الفاصلة بين الجبلين , من الخط الواصل بين سهل عكا – حيفا في الغرب وبحيرة طبريا وغور الأردن في الشرق , حتى سلسلة منخفضات وادي جالود وسهل مرج ابن عامر ووادي نهر المقطع جنوبا .
وهو يختلف عن كتلة جبال الجليل الأعلى المرتفعة المشرفة بحافات جبالها وجروفها الصخرية على النطاق الفاصل بين الجليلين. وتسمية هذا الجزء بالأدنى منطقة على واقع جغرافي يتميز بانخفاض واضح للمنطقة .
إذ تقع أعلى قمم الجليل الأدنى في حدود 500 -550 م فوق مستوى سطح البحر . أما الإرتفاع المتوسط فلا يتجاوز 300 -350 م إذا أخذت المنخفضات والسهول في الحسبان .
أما من الناحية الاستيطانية فهو أفضل بكثير من الإستيطان في الجليل الأعلى , وذلك لتوفر الأراضي الزراعية في المروج العريضة بين الجبال , وكذلك تستغل هذه المروج للمواصلات , مما يسهل الإستيطان , ولذلك كان الجليل الأسفل أكثر سكانا من الجليل الأعلى .
وهناك ميزة خاصة لقرى الجليل الأسفل وهي أن عدد سكان القرية الواحدة وفي الجليل الأسفل يفوق بكثير عدد سكان قرية ما في الجليل الأعلى , وذلك لأن إمكانيات الإستغلال الزراعي في الجليل الأسفل أكثر وأفضل , مما يسمح بإزدحام أكبر , ويقلل الهجرة الداخلية من القرية إلى المدينة .
تعتمد الزراعة العربية في هذه المنطقة على الزراعات التقليدية , كالحبوب والزيتون , الفواكه والخضروات , ولطبيعة هذه المنطقة كان بالامكان استعمال الماكنات الزراعية الحديثة .
مناخ الجليل الأسفل :
هو مناخ البحر الابيض المتوسط , مع تأثيرات قارية بسيطة خاصة في السفح الشرقي . وتصل كميات الأمطار فيه إلى 600 ملم تقل كلما اتجهنا شرقا . وبالإضافة إلى قلتها في الشرق فإن التربة البازلتية هناك لا تمتص المياه بكميات كبيرة . لذلك تتحول مياه الأمطار إلى جريان سطحي يؤدي إلى انجرافها وبالتالي إلى القحط بسبب قلة الإمتصاص .
الوديان والجداول :
تخترق جداول ووديان عميقة  جبال الجليل الأعلى ومعظمها وقتية الجريان ، بعضها يجري غرباً الى البحر الأبيض المتوسط والبعض الاخر يجري نحو غور الحولة او بحيرة طبريا . وأهم هذه الجداول:
جدول الفعنون- جدول كزيب – وادي بصت –وادي العمود –وادي ديشون –وادي الحمام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق