الأحد، 2 مارس 2014

الانحراف الفكري ور التربية في وقاية المجتمع من الانحراف المناعة الفكرية لانحراف الفكري والأمن الاجتماعي



الانحراف الفكري:
الفكر:
يعد الفكر كما هو معلوم احد جوانب الحياة الهامة فإن استقام عل جادة الحق والصواب فإن حجم فوائده ونتائجه ستفيق على الفرد والمجتمع والبشرية جميعاء..
واي تطرف وانحراف عن السواء فإنه سيخطئ ويجانبه الصواب ؟؟؟؟؟؟
ويضر ويهلك
1)      أن الامن الفكري هو عبارة عن (سكون القلب لموافقته الصواب في شبهات يتردد فيها     القلب ).
وضده الانحراف الفكري وهو عباره عن (العدول عن الصواب لتردد القلب في شبهة غير شرعية مضرة ضرراً متعدياً بصحابه المخطأ الخاطي).
2)      أن الانحراف عن طريق (الشبهة ) أخطر من الانحراف عن طريق الشهوة ..
إذا إن صاحب الشبهة يكون على ضلال ، ويظن الحق باطلاً والباطل حقاً فلا يتراجع عن شبهته إلا بعلم دافع للشبهة..
3)      أن كلاً من التطرف ، والغلو ، والإرهاب .. نتيجة من نتايج الانحراف الفكري..
4)      أن أسباب الانحراف الفكري كثيرة من أبرزها:
أ ـ الجهل وقلة الفقه في الدين ..
ب ـ عدم الرجوع الي العلماء الربانيين المحققين الموتوفين علماً وديناً ؟؟؟؟ وفقهاُ..
ج ـ إثارة الفتن من بعض المنحرفين فكرياً وتهييج العامة على ولاة الأمور..
د ـ ضعف الديانة، وقلة الامانة، وعدم الالتزام بأخلاق الاسلام وأدابه العامة والخاصة.
هـ ـالحماس والعاطفة غير المنضبطة بضوابط الشرع والدين..
وـ وجود بعض الفرق والجماعات والأحزاب التي تنتسب إلى الاسلام اسماً فقط ، وتحسب عليه .. وهم بما لديهم فرحون ويعمهون ..؟
ز ـ التطرف والتعسف في النصوص الشرعية والتترس ببعض النصوص يحملونها على غير محملها
5) أن مظاهرالانحراف الفكري كثيرة من أظهر ..
التفكير بشقيه:
الاول: تكفير الحكام والمسلمين ونزع يد الطاعة منهم وعدم الاعتراف ببيعتهم أو نقيضها..
الثاني: تكفير العامة وبخاصه كل من ينتسب وظيفياً الي الدوله ومنهم رجال الأمن البواسل الأوفياء..
ب ـ اتهام العلماء الربانيين المحققين بأنهم علماء سلطة أو سلطان أودولة أو مشايخ حكومة ونحو هذا
ج ـ عدم الدعاء لولاة الأمر على المنابر ونحوها من قبل بعض الخطباء أو الوعاظ أو الدعاة أو نحوهم..
د) الدعوة الي تنظيم المظاهرات والمسيرات ونحوها ..الوافد والدخيلة علي مجتمعنا المسلم المتماسك ..والتي هي خلاف أداب النصيحة الشرعية..
هـ ـ المنادة والدعوة الى الجهاد من غير علم وفقه بشرطه وأنواعه ،وضوابطه وأحكامه..
وـالتعرض بالإيذاء وربما القتل لغي المسلمين الذميين والمعاهدين والمستأمنين وغيرهم من المعصومين دماً
5)ـ أن ماحصل مؤخراً بخاصة من تمكين وقبض على الفئة الضالة والمنحرفة فكرياً لهو نعمة كبرى من الله تستحق شكر المنعم سبحانه وتعالى أولاً ،ثم تبرز ما تقوم به الدوله أيدها الله من اهتمام ورعاية وحسن تدبير وقيادة ؟؟؟؟ وكافة الوافدين والمقيمين على أرضيها ، واضطلاعها بالامانه على وجبها الشرعي الأكمل .. وتحكيمها لشرع الله في شتى مناحي الحياة.
فهذة الدولة محمية بحفظ الله ، ومنصورة بإذنه ، وموفقة بتوفيقه وهذا جزء من معنى قوله تعالى :( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) والتمكين من هولاء المفسدين والعابثيندليل على ذلك
5)      أن المجتمع والافراد مطلوب منهم أن ؟؟؟؟كل منهم بمسؤولياته ومهامه على الوجه الأكمل تجاه محاربة الفكر المنحرف ، وهذه الفئة الضالة والباغين..
6)      فلا بد من تضافر الجهود ودقة المتابعة والمحاسبة وعدم المداهنة أو ؟؟؟ أو التعطف مع أمثالهم ، أو السكوت أو الصمت عن أفعالهم وأعمالهم وضلالاتهم فكل مسؤول حسب مكانته وعمله ورتبته .. سواء أكان ؟؟؟؟؟؟؟؟ أو موظفان أو رجل أمن أو علماً أو عاملاً عادياً أو تاجراً أو فنياً أو وافداً اومقيماً..إلخ...
فالجميع في سفينة واحدة خرقها هلاك للجميع ،وتماسك المجتمع وتأزره نجاة للجميع
7)      أن ما اقدم عليه أوليك المفسدين والعابثين المخربين الضالين المنحرفين يعد كبيرة من كبائر الذنوب ،وعطئم المعاصي والاثم ،وخروج عن جماعة المسلمين وإمامهم ونقض للبيعة ..وهو يضاهي عمل الخوارج بل هو فعلهم وصنيعهم.
8)      أن من قتل دون وطنه مدافعاً عنه بذود عن عن حياضه وهو يدين بالاسلام فهو شهيد باذن الله..
وهو ما قرره علما الامة سلفاً وخلفناً الذين شهدوا لرجال الامن البواسل الاوفياء في هذه البالد بان ما يقومون به أعمال في مواجهة هذه الفئة الضالة المنحرفة فكرياً يعد جهاداً في سبيل الله ،بل من أعظم أنواع الجهاد ، فإذا قتلوا حينئذ فهم شهدا باذن الله لدلالة النصوص الشرعية على ذلك
9)      أن رجال الامن في هذه اليلاد المباركه لا شك أنهم على ثغرة من ثغور الاسلام عظيمة ..كيف لا ؟ وهم يدافعون عن بالد الحرمين ،مهوى الأفئدة وقبلة المسلمين ،؟؟؟؟؟ الإيمان ومن التضامن الاسلامي ،والأخوة الاسلامية، ومنطلق الدعوة الى الله..
10) أن خطر الفتوى عظيم فلا يجوز أن يتولاها الإ أهلها من ذوي العلم ؟؟؟؟ والفقه والأمانة ؟؟؟؟بالعلم ،أهل الاختصاص الموثوقين الذين يحترمون الحق والسداد والصواب...
والا يجوز أخذ ها ممن سوى ذلك من ؟؟ سناً وعلماً وعقلاً وأمانة وفقهاً ...    أو أهل الأهواء والشبه والضلال والبدع..

وبعبارة أخرى فإن تسلل ثقافة وفكر الإرهاب بيم أفراد المجتمع وما ينبني عليه ذلك وينتج عنه من فكر منحرف شاذ عن الإسلام الصحيح , عن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها وعن قواعد الدين الصحيح وثوابته . . ناهيك عن ما ينتج من ذلك من تكفير وإرهاب وافساد في الأرض , وقتل للمسلمين والمستأمنين والذميين . .
ولست ادل على ذلك من قيام المنحرفين عن الجادة في عصر الدعوة الأولى من قتل بعض الثحابة الكرام مثل عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وعلي بن ابي طالب ـ رضي الله عنه ـ وغيرهما من كرام الصحابة . . ولاشك أن هذا خروج عن الدين وأحكامه ال؟؟؟؟؟؟ . .
كما أن من آثار ذلك : حدوث الشائعات وتصديقها وما تؤدي إليه من فتن واختلاف وتفرق , وخروج عن الطاعة . . بل لا نبالغ اذا قلنا ان من ىثار انعدامه حدوث مثل هذه الفتن والقتل والحروب الطاحنة التي لاتفرق بين ظالم ومظلوم ولابين جان ولامجني عليه ـ ولاحول ولاقوه إلا بالله ـ وانتهاك للحرمات ؟؟؟؟ , وقتل وتشريد واغتصاب واعتداء . . وتفرق الأمة إلى ؟؟؟؟ وأحزاب وعصبيات قبلية وانتماءات طائفية (( كل حزب بما لديهم فرحون )) .
الانحراف الفكري :
تعريفه :
الانحراف عن الشيئ لغة هو العدول عن الصواب . .
والحرف من كل شيئ هو طرفه وشفيره يقول تعالى : (( ومن الناس من يعبد الله على حرف ))       الحج /11
أي على شك وعلى غير طمأنينة على أمره . . أي لايدخل في الدين متمكناً . .
والفكر ( أعمال النطر في الشيئ . .
أو هو : تردد القلب في الشيئ معتبراً . .
والانحراف الفكري في الاصطلاح هو :
العدول عن الصواب لتردد القلب في شبهة غير شرعية مضرة ضرراً متعدياً بصاحبها المخطئ أو الخاطئ . .
فقولنا في شبهة : احتراو عن الشهوة ذلك أن الانحراف ينشأ عن أحد أمرين لا ثالث لهما : إما الشهوة كابتباع الهوى مع العلم بالخطأ . . ومعرفة الصواب . . وذلك كحال شارب الخمر ومتعاطي المخدرات والمقترف للزنا . .
وإما الشبهة : وهي اخطر من الشهوة . .
إذ ان صاحبها يكون على ضلاض . . ويظن الححق باطلاً . . والباطل حقاُ فلا يترجع عن شبهته إلا بعلم دافع ببشبهة . .
ومثل ذلك شبهة ابليس في عدم سجوده لآدم لما أمره الله بذلك حيث قاله سبحانه وتعالى :       (( ما منعك الا تسجد إذ امرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) الأعراف / 12
فالكلام اذا ينصب على الانحراف الفكري الناشئ عن شبهة لا عن الانحراف الأخلاقي الناشئ عن شهوة . . أ . هـ ( عن إدانة الانحراف الفكري ) .
ويقابل الانحراف الفكري ( الأمن الفكري ) وهو ( سكون القلب لموافقته الصواب في شبهات يتردد فيها القلب )
يقول تعالى : (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) الأنعام/153 .
فالعاقل هو من يسعى إلى أمنه الفكري ويحذر الشبهات . . ولا يعمل قلبه ويسعى إلى البحث عن شبهات وأفكار مدعية أو ممنوعة أو مشكوك فيها فلابد أن يعي كل أنسان عاقل أنه لابد من التريث في    الأمور . . وعدم الهيجان والحماسة بمجرد العواطف الجياشة المترددة في القلب . . حتى لاتنقلب هذه العواطف ‘إلى عواصف مدمرة . . .
فعليه أن يكون في أمره ونهيه ونصحه منضبطاً بضوابط الشرع و ؟؟؟؟ إليه حتى يريح ويستريح ويكون ذلك أدعى للقبول من وأوقر له . . وأبعد عن وقوعه في الشبهات . . المهلكة والضارة في  الدين . .
ما ينتج عن الانحراف الفكري :
قد ينتج عنه :
التطرف . . الذي يعود إلى التشويه والتضليل . .
والإرهاب :
الذي هو كما عرفه وزراء الداخلية العرب والعدل .
(بأنه كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أياً كانت بواعثه وأغراضه .
يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي او جماعي ويهدف ‘لى إلقاء الرعب بين الناس .
وإلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة )
مظاهر الانحراف الفكري ك ( إجمالاً )
أولها :
التكفير : بشقيه :ـ
تكفير الحكام المسلمين ونزع يد الطاعة منهم وعدم الاعتراف ببيعتهم .
وذلك يشبه الحكم بغير ما انزل الله .
تكفير عامة الناس وبخاصة موظفي الدولة كجال الأمن البواسل الأوفياء . .
وموظفي الإدارات والوزارات والمصالح الحكومية واستباحة دمائهم بحجة أهنم أعوان للحكام كما يدعون ويقولون . .
بل منهم من يعتبر المجتمعات الإسلامية مجتمعات جاهلية . .
ويعتبر مساجد المسلمين معابد جاهلية . . ونادوا بعزل والاعتزال عن المجتمع . . واتخذا البيوت مساجد . .
من النظاهر ( من مظاهر الانحراف الفكري ) المناداة بالإمامة . . زعدم الاعتراف ببيعة الحاكم الذي لا تنطبق عليه أو فيه الشروط ال؟؟؟؟؟؟ للأمانة . .
وتنصيب امراء في كافة مناطق البلد بغير إذن ولي أمر ذلك البلد . .
واعتبار معسكر السلطان معسكر كفر . . ـ عياذاً بالله من هذا القول ـ . . كبر مقتاً عند الله . .
اتهام العلماء الربانيين يأنهم علماء سلطان ومشايخ حكومة . . ونحو هذا . .
وتلقيبهم بالقاب لا تليق ومقامهم الذي ارتضاه الله لهم . .
كما لو افتى هؤلاء بعدم إثارة لافتن . . والسمع والطاعة لولي الأمر . . وضرورة الدعاء له وطاعته وغير ذلك  مما يخالف أهواء اصحاب هذه الفكر الضال المنحرف والغريب بل العجيب ان بعض هؤلاء يدعي الانتماء لأمثال هذؤلاء العلماء . . . بل ويجعل ذلك ستاراً لتنفيذ أفكاره . . . ومن أجل ان يكون ذلك أدعى لقبول فكره عند الناس لما يدعي انه جلس وتتلمذ على هؤلاء العلماء ولاشك ان علماءنا براء من هذا الفكر وأهله . .
ومن مظاهر الانحراف الفكري :
ما نلحظ من بعض الخطباء . . من عدم الدعاة لولاء الأمر بالحفظ والنصر والتمكين والتوفيق والإعانة والسداد . .
هدى الله الجميع :
فإذا طلب منه الدعاء فربما تردد او تلكأ أو امتنع . .
بل ان بعضهم قد يدعو عليهم . .وقد يحذر البعض من اصحاب هذا الفكر الضال من الصلاة أو حضور الخطبة خلف من يعدو لولي الأمر . . هدى الله الجميع للحق . .
التعرض بالازدراء وربما القتل لغير المسلمين الأجانب المعصومي الدماء . .
سواء كانوا ذميين او مستأمنين أم معاهدين بسبب ما لدى هذه الفئة الضالة من انحراف فكري وشبهة الدين سببها الجهل بالدين وقلة الفقه فيه . . وعدم العلم بالتعامل مع الآخرين . . وعدم التحلي بسماحة الإسلام والجين . . وعدم الاهتمام بحكم هذا الدين وهذه الشريعة ال؟؟؟؟؟ و؟؟؟؟؟ ...
وما ذام الا من صفات الخائنين الغادرين . .
المناداة بالجهاد من غير علم بشروده وضوابطه وأحكامه . . وأنواعه . .
وكثير منهم يذهب ويسافر ويدعي الجهاد من غير معرفة بذلك بل من غير رضا واذن ولي الأمر والحاكم للبلد . . ومن غير رضا والديه . .
من مظاهر الانحراف الفكري :
الدعوة إلى تنظيم المظاهرات والمسيرات ونحوهما كوسيلة من وسائل الشجب والانكار . .
علماً بإن هذه الوسيلة والعادة لم تكن معروفة في بلادنا ـ حماها الله ـ بل ولا في ؟؟؟؟؟؟
وانما احدثت لدى غير المسلمين ابتداءً . . وحتى ما يسمى بالمظاهرات السلمية ينبغي عدم اعتقاد حلها وصلاحيتها لما تؤول إليه مستقبلاً من آثار سلبية . . وهي خلاف آداب النصيحة الشرعية . .
والمعلوم ان سد الذرائع مقصد شرعي . . تلك هي ابرز مظاهر الانحراف الفكري في نظري .
سبابه ( أسباب الانحراف الفكري ) :
كثيرة من أبرزها :
الجهل وقلة الفقه في الدين . .
عدم الرجوع على العلماء الربانيين . .  المخوجودين من أعضاء هيئة كبار العلماء وغيرهم المشهود لهم بسلامة الفكر والمنهج والمعتقد . . فعدم توثق الشباب  ومن في حكمهم مرجعية صحيحة في الفقه في الدين سبب من أسباب الانحراف الفكري  .
اتهام العلماء الراسخين في العلم بالخيانة ـ عياذاً بالله ـ وعدم الامانه بل وربما تكفيرهم والتقليل من شأنهم ومنزلتهم التي رفعها الله في كتابه العزيز . .
إثارة الفتن من بعضهم وتهييج الناس على ولاة الأمور لأغراض سياسية ومطامع دنيوية وغيرها . .
الحماسة والعاطفة غير المنضبطة بضوابط الدين والشرع . .
ضعف الديانة والالتزام بالاخلاق والآداب الإسلامية المرعية . .
وجود بعض الاحزاب والجماعات التي تنتمي إلى الإسلام اسماً وتتسمى باسمه وكل حزب وجماعة مما لديهم ؟؟؟؟؟ و؟؟؟؟؟؟؟ فيظلون ويظلون . . ويرون أنهم على حق وصواب من غير رجوع إلى الكتاب والسنة والتحاكم إليهما . .
الانحراف الفكري ومظاهره :
الفكر في اللغة :
يرى ابن فارس في معجم مقاييس اللغة أن مادة فكر تفيد تردد القلب في الشيء يقال إذا ردد قلبه معتبراً ورحل فكبر فكير أي كثير الفكر. ويرى صاحب القاموس المحيط أن الفكر هو إعمال النظر في الشيء، أما صاحب المصباح المثير، فإن الفكر عنده تردد القلب بالنظر والتدبر لطلب المعاني ويقال لي في الأمس فكر أي نظر رؤية.([1])
الفكر اصطلاحاً :
يفرق الأصفهاني بين الفكر والتفكير فيقول: الفكر قوة مطرفة للعلم إلى المعلوم ، والتفكر هو تلك القوة بحسب نظر العقل للإنسان دون الحيوان .. لذا روي "تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله". وعند ابن القيم" هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منها معرفة ثالثة . وقيل إن الفكر هو إعمال العقل في مشكلة من المشكلات من أجل الإحاطة بها وفهمها وطرح الحلول لها.([2])
ومما لاشك منه أن الفكر هو الوعاء الذي تخرج منه سلوك الإنسان وإذا كان الإنسان فكره سليم فسلوكه قويم وإذا كان منحرف سلوكياً فاعتقد أنه سيكون مضطرب فكرياً ومن خلال هذه المعادلة وردت كلمة فكر في القرآن الكريم في عدة مواضع.
الانحراف :
هو الميل إلى الحرف أي الطرف هو العدول عن الشيء فالانحراف هو الخروج عن جادة الصواب والبعد عن الوسط المعتدل وترك الاتزان. ويكون الانحراف الفكري باختلال في فكر الإنسان وعقله والخروج عن الوسطية والاعتدال في فهمه وتصوراته للأمور الدينية والسياسية وغير ذلك.
الانحراف الفكري في الاصطلاح:
هو الفكر الذي لا يلتزم بالقواعد الدينية والتقاليد والأعراف والنظم الاجتماعية .. أي أنه الفكر الشاذ الذي يحيد ويخالف تعاليم الإسلام.([3])والفكر المتبع قادر على الاستمرار ومناعته نابعة من طبيعته ومقوماته الذاتية ومقومات الفكر الإسلامي ليست شيئاً يصنفه الناس جرياً وراء  أهوائهم أو اجتهاداتهم الشخصية.
فالفكر لا يكون إسلامياً إلا إذا كان تكوينه في إطار تعاليم الإسلام ومقاصده العامة ولا يكون نموه صحيحاً إلا إذا كان عن طريق حبل سري متصل بالمصالح المنضبطة لأمته وبالطبيعة  البشرية " . ويرى الدكتور بكار " إن الغلو بكل سماته وأشكاله ومظاهره ومنطلقاته بشكل إحدى الآفات والعلل المزمنة والخطيرة التي طالما أصابت الفكر الإنساني والإسلامي" . ([4])
ولا شك أن الانحراف الفكري من أخطر أنواع الانحراف المهددة لأمن المجتمع واستقراره فالفكر المنحرف الذي يؤثر على الأمن هو الفكر المتطرف الذي يتخذ من الدين ستاراً لنشر فكر وترويجه في المجتمع ويبدأ بالأسرة ومظاهر خروج الفكر المنحرف منها عن طريقه سلوكيات شاذة تكون  هدفها المعارضة على المستويات الدينية والسياسية والاقتصادية والتربوية والإعلامية والأمنية.
ولقد أجمع الباحثين أن من أهم العوامل المؤدية للانحراف الفكري وتطرفه هي:
(1) نقص التربية الإيجابية المعتدلة وقلة الفقه في الدين والجهل بالكل والجزء وعدم الربط بين الفرع والأصل.
(2) عدم أخذ العلم الشرعي من أهل العلم والعلماء والاعتماد على أصحاب الأصوات المعارضة العالية .
(3) ضعف الولاء لولاة الأمر للجهل بفقه الولاية وضعف الولاء للوطن.
(4) تعدد الفتاوى الشرعية في الموضوع الواحد لدرجة تصل إلى التناقض.
(5) الجهل بفقهية النصوص الشرعية لفقه الحاكمية لله والولاء والبراء والجهاد وهو جهل شرعي ولغوي لدى المنحرفين وهو ليس جهل أو أميّة كما هو معروف وإنما هي أمته دينيته تعنى سوء الفهم الديني. ([5])
مظاهر الانحراف الفكري:
(1)       ضعف التربية الصحيحة من خلال الأسرة عن طريق:
§  قلة المتابعة والعناية والاهتمام بأفراد الأسرة من آبائهم وأمهاتهم في المجتمعات العربية والإسلامية.
§  التفكك بين أفراد الأسرة.
§  عدم مراعاة حاجات وخصائص أفراد الأسرة.
§  القصور في الأساليب التربوية والأسرية ( التدليل الزائد- القسوة والتشدد).
§  ضعف الحوار والتشاور بين أفراد الأسرة.
(2)       ضعف التربية من خلال المؤسسات التربية ( المدرسة – الجامعات).
§  التركيز على المادة العلمية وإغفال الجانب التربوي وفقدان الحوار.
§  القدوة السيئة في بعض المعلمين.
§  عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
§  ضعف دور الإرشاد الطلابي.
§  ضعف الأنشطة التي تلبي قدرات واستعدادات ورعاية الطلاب.
§  عدم التركيز على حل المشكلات النفسية والاجتماعية داخل المؤسسات التعليمية.
§  ضعف الحضانة الذاتية.
§  القصور في ربط دور البيت بدور المؤسسة التعليمية وعدم وجود آلية واحدة للتربية كل منهما يكمل الآخر ويتوحد في غرس الفكر الصحيح.
(3)       تأثير قنوات الإعلام على مبادئ وقيم الإنسان العربي ومن أكبر الآثار زعزعة العقيدة الإسلامية في نفوس النشء وشيوع الرذيلة وإثارة الغرائز وعرض السلوكيات المغلوطة في سياق جذاب والاستخفاف بالقيم وانخفاض المستوى التعليمي وزيادة التبعات الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
(4)       التقنية الحديثة وإدمان الانترنت ودخوله إلى العقول والوصول إليها بغير غاية يؤدي إلى الانحراف الفكري إن لم يتقدمه بمناعات ومعايير وضوابط على عقول الشباب في مراحل نمو تفكيره الأولى.

وفي هذا الإطار فإن الانحراف الفكري هو أخطر وأسوأ أنواع الانحراف لما يحدثه من تخريب مادي وهدم للعزائم وضياع للشخصية وذوبان للخصائص وقد تولت جهات معادية لوسائل متعددة تحاول تذويب الهوية الفكرية عن طريق "الفساد الفكري" لانتقال الحروب من دائرة السلاح الظاهر إلى دائرة الأفكار والتيارات التي تستهدف الإنسان المسلم من خلال أربعة محاور هي:
(1) إقصاء أبناء الأمة عن ثوابتها وقيمها المعتدلة والوسطية ونشر اليأس والانهزامية والكراهية بين صفوفها.
(2) تحويل الولاء إلى المزاعم الضالة والأفكار الشريرة.
(3) العمل على تفكيك وحدة العرب والمسلمين في مبادئهم وقيمهم ووحدتهم.
(4) تعريض الأمن الفكري والمادي في هذه المجتمعات للخطر من خلال إيجاد عناصر ضالة تحسب على الإسلام والإسلام منهم براء.



  ([1]) الجنحي : دور التربية في وقاية المجتمع من الانحراف.
([2])الأصفهاني  ، مفردات غريب القرآن .
([3]) الجنحي – الانحراف الفكر والأمن الاجتماعي
([4])  بكار – المناعة الفكرية ص . ، ص.  53 ، 54
([5]) الجنحي – الانحراف الفكري والأمن الاجتماعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق