الخميس، 20 مارس 2014

انتقاض الوضوء بزوال العقل و اختلف العلماء في نقض الوضوء بالنوم



انتقاض الوضوء بزوال العقل:اختلف العلماء في نقض الوضوء بالنوم:
فقيل: لا ينقض الوضوء بالنوم مطلقًا، وهو مذهب أبي موسى - رضي الله عنه - وسعيد بن المسيب، وأبي مجلز، وحميد الأعرج، ومن أدلتهمما ما رواه أحمد، قال: ثنا وكيع، عن شعبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا وضوء إلا من صوت أو ريح))
وقيل: النوم حدث ناقض للوضوء مطلقًا، وهو مذهب إسحاق، وأبي عبيد القاسم بن سلام والمزني، واستدلوا بأدلة كثيرة:ما رواه أحمد، قال: حدثنا علي بن بحر، حدثنا بقية بن الوليد الحمصي، حدثني الوضين بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبدالرحمن بن عائذ الأزدي، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن السَّهَ وكاء العين، فمن نام فليتوضأ))
وقيل: إن نام مستلقيًا أو مضطجعًا انتقض، وإلا فلا، وهذا مذهب أبي حنيفة، ودليلهم:ما رواه أحمد، قال: حدثنا عبدالله بن محمد - وقال عبدالله بن أحمد: وسمعته أنا من عبدالله بن محمد - حدثنا عبدالسلام بن حرب، عن يزيد بن عبدالرحمن، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على من نام ساجدًا وضوء حتى يضطجع؛ فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله))وقيل: النوم الثقيل ناقض مطلقًا، قصر أم طال، والنوم الخفيف لا ينقض مطلقًا قصر أم طال، لكن إن طال استحب منه الوضوء.
وقيل: إن نام ممكنًا مقعده من الأرض أو نحوها لم ينتقض على أي هيئة كان في الصلاة أو في غيرها، وهو المشهور من مذهب الشافعية.
وقيل: لا ينقض النوم اليسير من قاعد أو قائم، وهو المشهور من مذهب الحنابلة.
وقيل: لا ينقض النوم في الصلاة على أي هيئة كان، وهو قول للشافعي في القديم.
والراجح في مسألة النوم أن مداره على الإحساس، فإن فقد الإحساس بحيث لو أحدث لم يشعر، انتقض وضوءه، وإن كان إحساسه معه لكن معه مقدمات النوم، ويشعر بالأصوات من حوله، ولا يميزها من النعاس، فإن طهارته باقية بذلك؛ لأن النوم ليس حدثًا في نفسه.قال ابن تيمية: ويدل على هذا ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام حتى ينفخ، ثم يقوم، فيصلي، ولا يتوضأ لأنه كانت تنام عيناه، ولا ينام قلبه، فكان يقظان، فلو خرج منه شيء لشعر به، وهذا يبين أن النوم ليس حدثًا في نفسه؛ إذ لو كان حدثًا لم يكن فيه فرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين غيره كما في البول والغائط وغيرهما من الأحداث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق