الاثنين، 10 مارس 2014

قصبة المهدية



قصبة المهديـة
تقع المهدية على يسار ضفة نهر سبو، حوالي 30 كلم شمال شرق مدينة سلا. المدينة بنيت فوق منحدر صخري و لا زالت أطلال أسوارها بارزة لحد الآن على الساحل الأطلنتي و ذلك من أجل التحكم في هذه المنطقة الساحلية و حمايتها.
تاريخ هذه المدينة لا زال يلفه الغموض. بعض المؤرخين اعتبروا الموقع ثغرا قرطاجيا يرجع إلى القرن الخامس ق م، البعض الآخر يرجع تاريخ تأسيسها إلى بني يفرن، ما عدا هذا، فالمدينة أو منطقة المعمورة لم يرد ذكرها إلا في عهد الموحدين خلال القرن الثاني عشر الميلادي حيث قام عبد المومن ببناء 120 مركبا في هذه المنطقة. منذ هذه الفترة، انتقلت المدينة إلى مكان تبادل تجاري صغير حيث تتم الإتفاقات و المبادلات التجارية مع الأوروبيين.
هذا التطور لم يدم طويلا حيث تم تدمير المدينة خلال النزاع الذي نشب بين السعيد و أبو سعيد عثمان المريني. في سنة 1515، نزلت القوات البرتغالية بالمنطقة من أجل بناء قصبة عند مصب نهر سبو و قد تمكن محمد البرتغالي السعدي من محاصرة المدينة و طرد البرتغاليين.
في سنة 1614، تمكن الإسبان من استعمار المدينة مــدة 67 سنــة وأطلقوا عليها اسم " سان ميكيل د أولترامار". وبعد عدة محاولات تمكن السلطان العلوي المولى إسماعيل من الدخول إلى المدينة و هكذا و منذ ذلك التاريخ ستعرف هذه القصبة بالمهدية و كان يحكمها القائد علي الريفي الذي بنى بابا كبيرا و مسجدا و قصرا و حماما و سجنا و عدة بنايات.
حاليا هناك مجموعة من البنايات لا زالت بارزة داخل القصبة و التي تجسد أهمية الموقع، نذكر بالخصوص السور ثم بوابتين، ويعتبر الباب الواقع ناحية الشرق الأهم على المستوى الهندسي، حيث تم بناؤه بالحجر بطريقة متناسقة و يذكرنا بأبواب مدينة سلا وأبواب مدينة الرباط الكبيرة مثلا " العلو" و باب زعير و التي ترجع إلى الفترة الموحدية. بالإضافة إلى هذه البنايات، تضم القصبة بعض البنايات الأخرى ذات الطابع الهندسي المتميز و نذكر منها منزل القائد الريفي و الذي بني خلال القرن السابع عشر الميلادي و حمام خاص ذو نمط إسباني – موريسكي، و مخازن مياه تم سجنا و مسجدا و كذلك مجموعة من الفنادق و المحلات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق