الخميس، 20 فبراير 2014

نيقولا ميكافيلي Nicolss Mackiavel



نيكولا مكيافيلى: مكيافيل
         ولد نيقولا ميكافيلي Nicolss Mackiavel في فلورنسا من اسرة متوسطة الثراء . ولا يكاد الباحثون يعرفون شيئاً ذا غناء عن نشأته الأولى , غير أن القسط الذي حصل عليه ميكافيلي من التعليم قد أهله ليتدرج في الوظائف الحكومية في فلورنسا حتى وقع عليه اختيار مجلس الثمانين ليكون أميناً لمجلس العدلية , وهو منصب خطير , لأن هذا المجلس – وقوامه عشرة أعضاء فقط – كان يخطط للسياسة الخارجية التي تسير عليها فلورنسا . وقد أوفد المجلس مكيافيلي في بعثات سياسية متلاحقة كان بعضها إلى خارج إيطاليا , والبعض الآخر إلى الإمارات المختلفة في شبه الجزيرة الإيطالية لتنفيذ السياسة : خير الكثير من خفايا السياسة الدولية , ولمس عن كتب أخلاق رجال السياسة , وأضاف إلى حصيلته العلمية مزيداً من المعلومات والآراء السياسية . وقد اعترف مكيافيلي في رسائله أن المناصب السياسية تتواءم مع ملكاته لأنه لا يفقه كثيراً ولا قليلاً في شئون الاقتصاد , وليس له ميل فطري للفنون .
وكان من بين الآراء التي خرج بها من تجاربه أن اعتماد دولة ما على دولة أجنبية في الدفاع عن أراضيها يعتبر نكبة تؤدي إلى ضياع الدولة الأولى . ولذلك رأى أن سلامة فلورنسا تتطلب إنشاء جيش وطني قوي بدلاً من الاعتماد على الجنود المرتزقة , وكان أمراً مألوفاً في تلك العصور استخدام الجنود المرتزقة في الدفاع عن المدن الإيطالية وفي تكوين الجيوش الأوربية عامة . وقد بذل مكيافيلي جهداً مضيئاً في إنشاء جيش قوي لفلورنسا دل صدق وطنيته ورغبته في حماية مدينته.
وحدث أن أراد البابا جيل الثاني إجلاء الفرنسيين عن إيطاليا , وكان على فلورنسا أن تختار بين صداقة البابا الطموح وبين صداقة حليفتها فرنسا . واختارت فلورنسا لإبلاغه استمساك فلورنسا بتحالفها مع فرنسا , واشتعلت الحرب بين فرنسا وبين البابا جيل الثاني واستطاع إجلاء الفرنسيين عن إيطاليا , ولكنه استبدل النفوذ الإسباني بالنفود الفرنسي , وكان من نتائج هذه الأحداث أن أسقطت الجمهورية الفلورنسية وعادت أسرة مدتشي إلى الحكم وطرد مكيافيلي من منصبه , وأصبحت فلورنسا خاضعة خضوعاً تاماً للأسرة ممثلة في الكاردينال جيوفاني مدتشي . ومع ذلك فقد عرض مكيافيلي خدماته على أسرة مدتشي أملا في استرداد وظيفة . ولعله كان يعتقد أن رجلا مثله لا يمكن أن تستغني عنه الحكومة الجديدة , وأن خبراته السابقة تجعل وجوده في منصبه أمراً لا غناء عنه ولكنه سرعان ما أفاق على الحقيقة المؤلمة , فلم تقتنع الحكومة الجديدة بعزله , بل أمرت بنفيه مدة عام على أن يبقى في حدود دولة فلورنسا , ولما لم تسفر مساعيه في العودة إلى منصبه عن النتيجة التي كان يبتغيها رأى أن ينتقل بمواهبه وخبراته من ميدان السياسة إلى عالم التأليف . وفي منفاه في سان كاشيانا شرع يؤلف كتاب ( الأمير ) وقدمه لأسرة مدتشي , ثم وضع كتاباً ثانياً بعنوان
( مطارحات ) , وأتبعه بكتاب ثالث ( تاريخ فلورنسا ) ثم بكتاب رابع ( فن الحرب)
تلك أبرز ملامح أوروبا في عصر النهضة لتبدأ حقبة جديدة هي تاريخها في العصر الحديث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق