الخميس، 20 فبراير 2014

ديدية إرزمس أكبر داعية للنهضة خارج شبه الجزيرة الإيطاليةDidie Erasmes



أرزمس :
         يعتبر ديدية إرزمس Didie Erasmes أكبر داعية للنهضة خارج شبه الجزيرة الإيطالية , وهو عالم هولندي ولد في روتردام , طبقت شهرته دول أوربا حتى ان فرنسا وانجلترا وألمانيا كانت تدعيه لنفسها استناداً إلى انه أقام بكل منها زمناً يحاضر في اللغتين الإغريقية واللاتينية , وتجمع حوله علماء تلك البلاد وصفوة المثقفين فيها . وقد شغف بالبحث عن الكتب القديمة وجمعها والتعليق عليها ونشرها للإفادة منها , وقد وضع عدة مؤلفات باللغة اللاتينية .
         كان إرزمس يرى أن الدراسات الإنسانية وسيلة لغاية , هي إصلاح المجتمع الأوربي وتخليصه من الشرور والآثام والفضائح الخلقية التي كانت ترتكب جهاراً , وكذلك من الجهالة المتفشية فيه . وبعبارة أخرى كان يرى ان الدراسات الإنسانية يجب أن تهدف أولاً وقبل كل شيء إلى علاج الأمراض الاجتماعية والمساوئ الخلقية وكانت الناحية الدينية بارزة في إرزمس , فدراسة الإنجيل هي الدراسة المفضلة لديه . وقد نشر النسخة الإغريقية الأصلية للإنجيل وأرفقها بترجمة لاتينية سليمة وتعليقات جديدة مبسطة , وكان يريد أن يعود الناس في أوربا على المسيحية الأولى في بساطتها ونقائها . ولكنه كان يخشى أن يؤدي إحياء الدراسات الإغريقية إلى بعث الوثنية والفساد التي يحيونها , وضعف مستواهم العلمي , والاهتمام بظواهر الدين دون لبه , واعتقاد الناس في الخرافات الدينية . فكان إرزمس في طليعة الرواد الذين دعوا على الإصلاح الديني , ولكن لم تتجاوز رغبته في إنهاض الكنيسة الثورة عليها أو الخروج على روما , وقد ظهر قبيل مارتن لوتر بفترة وجيزة.
         ويختلف إرزمس عن الإنسانين الإيطاليين في أنه لم تظهر في كتاباته أية نزعة وثنية , بل كان مسيحياً متديناً مستنيراً معتدلاً , اتسمت كتاباته بالطابع الأوربي العام والبعد عن العنف . واستبدت به رغبة قوية في نشر الدراسات الإنسانية وتثقفت الناس بها حتى عقدت له الزعامة الثقافية في أوربا , وكان يرى أن التعليم أرقى مهنة . وقد توفى في مدينة بال بسويسرا حيث كان يستعد لطبع مؤلفاته . وقد أطلق عليه بعض المؤرخين : فولتر اللاتيني  Le Voltare Latin .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق