أن
القرض الحسن له أثر إيجابي في تنمية مجتمعات الدول الإسلامية ، وهذا ما يتطابق مع
فرضية البحث .
2.
تطابقت
نتائج البحث مع الفرضية ، من جهة عدم إعارة أي اهتمام من قبل المصارف الإسلامية
لأداة القرض الحسن إلا بحالات خاصة معينة لا تشكل سوى جزءا يسيراً من عملها .
3.
إن
القرض عبارة عن تمليك الشيء على أن يرد بدله . وسمي بذلك لأن المقرض يقطع للمقترض
قطعة من ماله ، وهو نوع من المعاملات على غير قياسها لمصلحة لاحظها الشارع ، رفقا
بالمحاويج .
4.
القرض
الحسن عمل مشروع في الشريعة ، بالاستناد على دلالات النصوص في القرآن الكريم
والسنة النبوية الشريفة وعلى قول علماء الأمة بالإجماع .
5.
القرض
عقد تبرع غير ملزم ، أوله تبرع وآخره معاوضة ، وهو من باب الرفق والإحسان ، فثاب
من يقوم بتقديمه أحسن الثواب ولا يؤثم من تركه .
6.
لا بد
لصحة عقد القرض من توافر أركانه ولا يتم إلا بها ، وهي ثلاثة أركان الصيغة والتي
تتمثل بالإيجاب والقبول ، والعاقدان وهما المُقرض والمقترض ، والمحل أي المال
المُقرض .
7.
القرض
هو عبارة عن فعل خير محض متبادل بين طرفين ، ولهذا فهو يتمثل بجملة من الآداب
والسلوكيات والأخلاقيات تنشأ بين المُقرض والمقترض ، وتكون الحجر الصلب لتيسير
عملية الإقراض .
8.
القرض
هو معاملة مالية يتم فيها إعطاء شيء من المال بدون مقابل ، وحتى يضمن صاحب المال
حقوقه ، شرع له الإسلام توثيق ذلك الحق من خلال عدة وسائل يضمن فيه ماله من الضياع
أو التلف أو الجحود .
9.
إن
القرض المذكور في الشريعة هو القرض الحسن الخالي من الفائدة والذي تطور تطوراً
مهماً بدخوله ساحة العمل المصرفي الإسلامي ، وصارت له تطبيقات واستخدامات معينة
خدمت قضايا المجتمع .
10.
المصارف
الإسلامية عبارة عن مؤسسات مالية ومصرفية لتجميع الأموال وتوظيفها وفق نظام
الشريعة الإسلامية ، لبناء المجتمع التكافلي الرصين ، وتوفير عدالة توزيع الموارد
وضع المال في المسار الإسلامي ، وبالتالي صنع تنمية حقيقية .
11.
تحقيق
التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكلها السليم المبني على فكر الإسلام المستقيم ،
لا يتم إلا من خلال تربع المصارف الإسلامية وحلولها في الصدارة كبديل مناسب
للمصارف التجارية التي
تعتمد على مبدأ محرم كأساس في تعاملاتها .
12.
إن
التمويل بالقرض الحسن من خلال المصارف الإسلامية ، سيساهم في توفير جزء من متطلبات
الاستثمار والإنتاج في مجالات المجتمع كافة ، وبالتالي دعم العملية التنموية لشعوب
العالم الإسلامي .
13.
إن
القرض الحسن أداة فاعلة للتنمية من خلال تقديم علاج مناسب للقضاء على آفة الفائدة
في القرض والذي تتعامل به المصارف التجارية ، فقد ثبتت تأثيرات الفائدة السلبية ، فاقتصادياً
تزداد أسعار السلع التي تفرض على المستهلك ويقل الادخار ويضعف الاستثمار ،
واجتماعياً يتزايد مبدأ الظلم والاستغلال والنيل من أصحاب الحاجات الضرورية عند
لجوئهم إلى الاقتراض بفائدة وبالإضافة إلى ذلك نشوء حالة فراغ طبقية بين أفراد
المجتمع .
14.
إن
التمويل بالقرض على المستوى المصرفي ، يقتصر على تمويل المشروعات الصغيرة
والمتوسطة على الأغلب
وساهمت بعض المصارف الإسلامية في تمويل المشاريع الكبيرة
أيضاً ، وكذلك المشاركة في النشاطات الاجتماعية المختلفة من خلال توفير السيولة
اللازمة للحاجات الاجتماعية الملحة .
15.
يهدف
القرض الحسن إلى تحقيق التكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع من ناحية ، ومن ناحية
أخرى يخلق أواصر التعاون الإيجابي بين الأفراد والمصارف الإسلامية .
16.
إن
القرض الحسن يقلل من تكاليف الإنتاج ،
الذي يؤدي دوره إلى تخفيض الأسعار وزيادة قدرة المشاريع الاستثمارية على المنافسة
في الأسواق الداخلية والخارجية وزيادة أرباحها وصادراتها ، ومن ثم زيادة الادخار
والاستثمار وتحقيق عملية التنمية
17.
هناك
الكثير من العقبات والمشاكل التي تقف حائلاً أمام التمويل بالقرض الحسن في المصارف
الإسلامية ، وهذه العقبات منعت من تفعيل أداة القرض في العمل المصرفي
الإسلامي ، وأدت بالنتيجة إلى تقليص
الاهتمام بالقرض والتفكير به كحالة جدية في المشاركة في النشاطات التي تدعم عملية
التنمية
التوصيات
:
1. إجراء المزيد من البحوث والدوريات والمقالات
والدراسات عن القرض في الشريعة الإسلامية ، ونشرها في المجلات العلمية والاقتصادية
، وفي الجامعات والمعاهد لكي يتكون من خلالها صورة واضحة متكاملة عن القرض ومفهومه
وشرعيته وأحكامه وشروطه وأخلاقياته وآدابه .
2. تفعيل الإجراءات القانونية الصارمة تجاه
المقترضين الذين يحاولون التفريط بحقوق المُقرض سواء كان فرد أو مؤسسة ( مصرف) ،
والغاية هي ضمان استرداد أموالهم وعدم ضياعها ، وكذلك الحفاظ على ديمومة الإقراض
بهذه الإجراءات .
3. إنشاء صناديق للقروض الحسنة في المصارف
الإسلامية ، وتكون مصادر أموال هذه الصناديق من الجمعيات الخيرية ومن تبرعات
أثرياء المسلمين الذين يسعون لتقديم العون والإحسان ، وكذلك من أرباح المساهمين في
المصارف الإسلامية حيث يكون دعمهم لأجل تحقيق تنمية خاصة بالمصرف والمساهمة في دعم
التنمية الشاملة للمجتمع .
4. زيادة الوعي لدى إدارات المصارف ورواده وعملائه
وزواره بفكرة القرض الحسن ، من خلال توضيح فوائد ومنافع القرض الحسن ، وما ستجنيه
كل الأطراف من تفعيل ودعم ذلك الأسلوب الذي سيجلب آثار إيجابية عليهم .
5. العمل على تنسيق الجهود بين الدول الإسلامية من
خلال عقد المؤتمرات الإقليمية والدولية بينها ، والخروج بقرارات عملية واقعية تضع
الأساس لبناء نظام مصرفي إسلامي عالمي يهدف إلى توفير السيولة الكافية للتمويل
بالقروض الحسنة لمساعدة الدول الإسلامية الفقيرة والتي هي بأمس الحاجة إلى هذه
الأموال ، وإغلاق الفرصة أمام المؤسسات العالمية الربوية التي تنهش بدماء تلك
الشعوب ، ويمتلك العالم الإسلامي الإمكانية لتحقيق ذلك ، لأن فيه دول غنية بالنفط
ودول تتميز باقتصاديات متطورة .
6. التوسع في مجال القرض الحسن الإنتاجي ، وخاصة
أنه أثبت جدواه في تحقيق ميزة اقتصادية أكثر من القرض الاستهلاكي وفي عدة جوانب ،
فالقرض الإنتاجي من جانب يحقق غاية اقتصادية تنموية ويوفر فرص عمل تعطي دخل مستمر
للمُقترض ، ومن جانب آخر يعطي نسبة ضمان كبيرة لاسترداد القرض وإرجاعه بأسرع وقت
ممكن للمصرف المُقرض .
7. وضع خطة من قبل المصارف الإسلامية ، لتحديد
الأثر الفعلي للمشاريع المقدمة لديها من المستثمرين وهل تصلح أن تمول بصيغة القرض
الحسن .
8. تقديم المصارف الإسلامية مساعدة للمُقترضين في
عملية دراسة الجدوى الاقتصادية ، لتحديد المشاريع الاقتصادية التي تحقق التنمية
ودعمها من خلال القروض الحسنة ، وتفضيلها على المشروعات التي تحقق جدوى اقتصادية
أكبر لكنها لا تساهم في عملية التنمية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق