الثلاثاء، 25 فبراير 2014

الشمس في المعتقدات القديمة وعند المسلمين



الشمس في المعتقدات القديمة:
         ما من شعب من شعوب الأرض إلاّ وعبد الشمس، عبر الأزمان المختلفة. فمثلاً كان المصريون والإغريق والسومريون في آسيا، والإغريق في أوروبا، والأزتكيون والمايا في أمريكا الشمالية، وبعض الهنود في أمريكا الجنوبية، وكثيرون غيرهم من القدماء، يعدّون الشمس إلهاً لهم، يعبدونه ويقدمون له القرابين ويشيدون المعابد لتقديسه. بدأت هذه المعتقدات عن الشمس عندما بدأ الإنسان يراقب تحركاتها عبر السماء.
         وكثير من المعتقدات القديمة حول الشمس كانت محاولات لتفسير حركة الشمس عبر السماء من الشرق إلى الغرب; فظن الإغريق أن إله الشمس هليوس يقود عربته عبر السماء، وظن المصريون أن إله الشمس (رع) يعبر السماء في قاربه.
         وأعتقد شعب الإسكيمو أن الشمس تبحر بقارب أثناء الليل عبر الأفق الشمالي، وتسبب حدوث ظاهرة الأضواء الشمالية. أما الماويون فكانوا يعتقدون أن أحد أبطالهم دخل في معركة مع الشمس، وانتصر عليها، وأصابها، فصارت تعرج في مشيتها عبر السماء.
         جدير بالذكر أن عبادة الشمس لا تزال موجودة عند فئات كثيرة من الناس، وهناك نسبة كبيرة من الأمريكيين والكنديين يأتون إلى مصر، للتعبد للشمس عند سفح الأهرامات، ويسمون أنفسهم " الآتونيين " أي عبدة آتون، وآتون هو قرص الشمس عند المصريين القدماء في عهد الفرعون إخناتون.
         أمّا المسلمون، فإنهم يؤمنون بأن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، ولذلك فإذا رأوا كسوف الشمس أو خسوف القمر فإنهم يفزعون إلى الصلاة لحديث الرسول (ص): إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا.
         جدير بالذكر أن الهدهد تعجب من كون ملكة سبأ وقومها يسجدون للشمس من دون الله، وذلك في قوله تعالى: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ، سورة النمل، الآيات 23 ـ 25.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق