الأربعاء، 26 فبراير 2014

الندرة والاختيار وتكلفة الفرصة البديلة الموارد الانتاجية


الندرة والاختيار وتكلفة الفرصة البديلة
تتميز الموارد الانتاجية بأن استخداماتها بديلة متعددة .فالأرض يمكن أن تستخدم في الزراعة أو في بناء المشروعات أو في تشييد المساكن. وحتى اذا قررنا استخدامها في الزراعة فاننا يمكن أن نزرعها
قمحا أو شعيرا أو قطنا . وهكذا يمكن تصور وجود العديد من الاستخدامات البديلة (المتنافسة) لكل عنصر انتاجي .وتعرف عملية توزيع الموارد الانتاجية على استخداماتها المختلفة باسم مشكلة تخصيص الموارد
وحيث أن موارد الانتاج تتميز بصفة عامة بأنها نادرة ومحدودة فان أي مجتمع سوف يحاول دائما الوصول الى ذلك التخصيص الأمثل لموارده المحدودة .ونقصد بالتخصيص الأمثل للموارد ذلك الشكل أو النمط الذي تكون فيه الموارد الانتاجية الموظفة قد استخدمت بأفضل طريقة ممكنة تؤدي
الى الحصول على أقصى قدر ممكن من الانتاج وبحيث أن أي نمط اخر خلافه لا بد
أن يترتب عليه انخفاض حجم الناتج المتحصل عليه.غير أن ندرة الموارد لا
تملي فقط ضرورة الاستخدام الكامل والأمثل لهذه الموارد,بل تؤدي الى ضرورة
الاختياربين الرغبات المتعددة لأفراد المجتمع لتحديد ما يتعين انتاجه منها
على ضوء القدر المحدود المتاح من الموارد.أي أن الندرة هي التي تولد
الاختيار وعند القيام بعملية اختيار هدف أو أهداف معينة لا بد أن نضحي
بهدف أو أهداف أخرى في مقابل ذلك.فدائما لا بد أن تحل شئ محل شيئ اخر
طالما أن مواردنا نادرة ومستخدمة بالكامل.
وبالطبع لا بد أن هناك عددا كبيرا من الاختيارات يتعين
على المجتمع القيام بها عندما يقرر تخصيص موارده المتاحة النادرة لانتاج
ما يرغبه من طيبات الحياة.حيث تقترن التضحية بالاختبار والتضحية المترتبة
على اختيار بديل معين تمثل في الحقيقة تكلفة هذا الاختيار. فعندما نريد
معرفة التكلفة التي يتحملها المجتمع بصدد تنفيذ قرار معين, فاننا نحسبها
بما يساوي ما ترتب عليه من التضحية بعدم تنفيذ قرار اخر.
ان وجود قدر معين من الموارد الاقتصادية يعني وجود فرص
لانتاج كميات مختلفة من بعض السلع و الخدمات المختلفة ومن ثم فان تكلفة
انتاج قدر معين من أحد المنتجات البديلة الممكنة تساوي أقصى قدر ممكن
انتاجه من منتج أو متجات أخرى باستخدام نفس القدر من الموارد و تعرف
التكلفة المحتسبة باسم تكلفة الفرصة البديلة.

  منحنى امكانيات الانتاج
يمكننا تفهم حقيقة المشكلة الاقتصادية وكيفية الاجابة على التساؤلات ماذا وكيف و لمن؟
من خلال ما يعرف بمنحنى امكانيات (حدود) الانتاج كما هو موضح بالشكل التالي:
السلعة (1)
د 5
ج 4
ب 3
2
1
السلعة (2) أ 5 4 3 2 1
منحنى تكاليف الانتاج

ويعبر هذا المنحنى عن الحقيقة الاساسية الأتية:المجتمع
الذي يوظف أو يشغل موارده تشغيلا كاملا لا بد أن يتنازل أو يضحي بانتاج
سلعة ما عندما يقرر القيام بانتاج سلعة اخرى.
وهذه الحقيقة تفترض أنه من يمكن تحويل المواردمن انتاج السلعة الاولى الى انتاج سلعة أخرى.
ومنحنى امكانيات الانتاج يمثل ما هو متاحا للمجتمع
للاختيار.وتمثل النقاط داخل المنحنى "على اليسار" حالة عدم اكتمال تشغيل
موارد المجتمع بالكامل.
وفي هذه الحالة " حالة تعطيل بعض موارد المجتمع
الانتاجية" يمكن زيادة ما ينتجه هذا المجتمع عن طريق تشغيل هذه الموارد
وبالتالي الانتقال على نقطة منحنى امكانيات الانتاج و هذا ما تهتم به
نظرية التشغيل والتوظيف والدخل.
أما الانتقال بمنحنى امكانية الانتاج الى وضع أعلى
فيكون عن طريق تنمية الموارد بالقدر الذي يمكن المجتمع من انتاج أكبر في
كلا النوعين سلعة (1) وسلعة (2) وهذا ما تهتم به نظرية النمو الاقتصادي.
ويمكن تفهم حقيقة المشكلة الاقتصادية من الرسم السابق
لمنحنى امكانيات الانتاج.فحقيقة ندرة الموارد تتضح من عدم القدرة على
انتاج خارج المنحنى أ ب ج د كما يمكن تفهم مشكلة الاختيار من كون منحنى
الامكانيات ينحدر من أعلى الى أسفل جهة اليمين وذا ميل سالب .أي ضرورة
التضحية بانتاج سلعة على حساب انتاج سلعة أخرى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق