الأحد، 23 فبراير 2014

أهمية دور المال في الإسلام



أهمية المال في الإسلام
المال معناه: كلمة مأخوذة من الحيل والميلان وهو كل ما تصيل إليه النفس، وترغب فيه، والنفس البشرية مطبوعة على حب المال، قال تعالى: " وتاكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما ". وقوله تعالى: " وإنه لحب الخير لشديد ". وعند الفقهاء: المال هو كل ما يمكن حيازته والانتفاع به على وجه معتاد، كالنقود والحيوان والعقار، وكل المنقولات.
والإسلام يعطي أهمية قصوا للمال، لأنه وسيلة لإقامة الحياة وقيام العمران البشري، وأداء العبادة لذا نراه يقنن له طرفا مشروعة لاكتسابه واستهلاكه:
أ- الطرق المشروعة لتحصيله: حض الإسلام على العمل واكتسابه بطرق الحلال، حيث حث على فلاحة الأرض واستثمارها واستخراج ما فيها من رزق، لقوله عليه السلام، في حديث منه مقال: " أطلبوا الرزق من خبايا الأرض، كما أمر بتحصيله عن طريق التجارة والصناعة وكل المهن الشريفة، وبغض التواكل وعدم الاعتماد على النفس، واكتساب الأموال بالمضاربات الربوية وألوانها من الرشوة والسرقة والغصب والاحتكار، وفرض على العاملين قيودا تضمن طاهرة النفس وشرف الوسيلة ونبل المقصد، وذلك بتفادي الأساليب الالتوائية من سلوك احتيالي للحق والعدل مما يضرب بالفرد والمجتمع.
ب- الطرق المشروعة للاستهلاك: أعطى الإسلام للفرد الحرية في إنفاق المال بأي وجه كان، شريطة أن يخل بالسلوك الإعتدالي المبتعد عن الإسراف والتبذير، ففسح المجال أمام أضرب الإنفاق، مبيحا الاستمتاع بما لذ وطاب، في نطاق الحلال.
وحرصا على المال من الضياع والإتلاف، دعما الإسلام إلى الحجر على السفهاء، والصغار القاصري، وأسند أمرهم إلى من يقوم بشؤونهم، فقال تعالى: " ولا توتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما " كما كره الترف المفرط ولو في المباح، قال تعالى: ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ".
من خلال ما سبقا نلخصه إلى ما يلي:
1. دعوة الإسلام إلى تفتيت المال وتوزيع دائرة الانتفاع به
2.
حد الإسلام من الطغيان المادي المستبد بصاحبه المفضي إلى الجشع والتسلط والاستغلال
3.
دعوة الإسلام إلى التخفيف من وطأة الفقر المدقع.
4.
خلو الإسلام وسلامته من التعامل الربوي.
5.
تقنين المال في الإسلام بشروط تربوية.
أما أهم وأبرز المبادئ التي أكدها الرسول (ص) وأوصى أمته بها في هذه الخطبة هي :
1- الإعلان عن حقوق المسلم، وأنه محرم الدم والمال والعرض .
2-
الإعلان عن حقوق النساء والأمر بالاعتراف بها وأدائها وكذا حقوق الزوج على زوجته .
3-
تحريم الوصية للوارث وتقرير قانون التوارث كما في القران الكريم .
4-
الإعتصام بالكتاب والسنة .
5-
إلغاء التفاضل بين الناس إلا بالتقوى .
6-
العدل والمساواة وحقن الدماء.
وهذه الخطبة أعظم وثيقة رائدة في مجال حقوق الإنسان التي شهدها الدهر العقيم، ولم يظفر منه بشيء الجسد السقيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق