الاثنين، 24 فبراير 2014

نماذج من جرائم الابادة في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي مذبحة العوفية غار الفراشيش مجزرة قبائل السبيعة



نماذج من جرائم الابادة في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي
    يعترف احد القادة العسكريين الفرنسيين في واحد من تقاريره قائلا " إننا دمرنا تدميرا كاملا جميع القرى و الأشجار و الحقول و الخسائر التي ألحقتها فرقنا بأولئك السكان لا تقدر "
فسر الجنرال بيجو عدم احترام الجيش الفرنسي للقواعد الإنسانية في تعامله مع الجزائريين الى احترام هذه القواعد يؤدي الى تأخير عملية احتلال الجزائر ، وهذا اعتراف صريح على ممارسة الجيش الفرنسي لأسلوب الابادة و النهب و التهجير تجاه الجزائريين .
 ومما لا شك فيه ان تلك العقلية العسكرية للجيش الفرنسي قد غلبت عليها النزعة العدوانية الوحشية الى درجة ان المرء لا يستغرب التسمية شبه الرسمية التي أطلقها القائد السفاح   montaniac " "  على جنوده و هي مشاة الموت ، كما انه لا يستغرب إذ تجد كبار الضباط و المؤرخين يطلقون على طوابير التخريب التي سلطها بيجو على الجزائر تسمية الطوابير الجهنمية .
و لا غرابة في افتخار " " saint arnaud في رسائله ، بانه محى من الوجود عدة قرى ، واقام
في طريقه جبالا من جثث القتلى . و لما لام البرلمان الفرنسي الجنرال بيجو عن الجرائم التي مارسها ضباطه  و جنوده على الجزائر ، رد على وزير حربيته قائلا : " و أنا أرى بان مراعاة القواعد الإنسانية تجعل الحرب في أفريقيا تمتد الى ما لا نهاية .
و لم تنحصر عملية ابادة الجنس البشري على منطقة محددة في الجزائر بل أصبحت هواية كل قائد عسكري ، اوكلت له مهمة بسط نفوذ فرنسا و رسالتها الحضارية . و من اشهر الابادات التي وقعت آنذاك نجد :
                                        المـطلـب الاول
                                          مذبحة العوفية
    اقترنت هذه المذبحة الفضيعة بإحدى القبائل العربية التي كانت تقطن عند وادي الحراش ، والتي تعرضت في ليلة السابع من شهر افريل 1832 الى ابادة جماعية على يد المجرم الدوق di rofigo  و قواته العسكرية ، وبحكم انه فرنسي أصيل نتدرب على القتل و وفيل لحضارته فقد قام بابادة هذه القبيلة التي تشير المصادر الى ان عدد أفرادها وصل 12000 نسمة أبيدوا عن أخرهم . كون هذا السفاح قد اشتبه فيهم وقوفهم وراء سرقة أمتعة المبعوثين الذين أرسلهم عميل الفرنسيين فرحات بن سعيد  بمنطقة الزيبان الى الدوق di rofigo ، ورغم التعرف على براءة القبيلة من التهم المنسوبة إليها إلا ان شيخ القبيلة اعدم هو الأخر و اعطيت رأسه الى الطبيب beaunafon ليجري تجارب عليها . و قد وصف حمدان بن عثمان خوجة مذبحة العوفية بقوله : " تلك الفضيحة ستكون صفحة سوداء في تاريخ الشعوب ، والتي لا يصدق الكثير وقعت في القرن التاسع عشر عهد الحرية و الحضارة الأوربية " .
                                المطلب الثاني
                            مذبحة غار الفراشيش
    جاءت هذه المذبحة بعد مشاركة قبيلة أولاد رياح في انتفاضة جبال الظهرة 1845 و التي شارك في إخمادها كل من بيجو و saint arnaud ، زيادة على العقيد bilisier . هذا الأخير تتبع هذه القبيلة فقام بتحطيم أملاكها مما دفع بالقبيلة الى الفرار ناحية غار محصن نوعا ما  ويسمى غار الفراشيش للاحتماء به ، وكان عدد أفراد القبيلة أكثر من 1000 شخص رجالا و نساءا  و اطفالا مع حيواناتهم .
حاصر bilisier و جنوده الغار من جميع الجهات و طلب من القبيلة الاستسلام  فاجابته بالرصاص، واهتدى الى خطة لإرغامها على الخروج من الغار و الاستسلام . فقد جلب أكداس الحطب و أحاط بها الغار و اخذ في إيقادها عند المداخل ، ومضى اليوم الأول يوم 17/18 جانفي دون خروج احد ، ولما حل الليل جلب bilisier تعزيزات إضافية و ضاعف من إيقاد النار . و في اليوم الثالث و قع انفجار مهول في الغار و كان ذلك إعلانا باختناق ما يزيد عن 1000 شخص في الغار الذي تحاصره النيران و الدخان منذ يومين و ليلتين ، وقد كانت الحصيلة مهولة .
و اتفق اغلب الكتاب على ان عدد المختنقين قد تجاوز الألف ، إلا ان تقرير bilisier يذكر 600. و لاحظ احدهم ان التقرير لم يأخذ في الحسبان الأطفال الرضع الذين كانوا ملتصقين بأثداء أمهاتهم و داخل ثيابهم كما انه أهمل عدد الجثث التي كانت متراكمة فوق بعضها ، كما لاحظ كاتب آخر ان الغار لم يفرغ كله من المختنقين لعدهم بل بقي بعض المخلفات البشرية .
و قد حاولت السلطات الاستعمارية إخفاء حجم الجريمة بالتكتم عن التقرير الذي أرسله bilisier و عدم نشره ، أما بيجو فقد امتدح ضابطه على ما قام به تجاه قبيلة رياح .
                               المطلب الثالث
                            مجزرة قبائل السبيعة
     اقترنت هذه المذبحة السفاح الكولونيل kaviniak الذي طبق لأول مرة طريقة جديدة هي الإعدام الجماعي في غرف الغار ، وكانت الضحية هي قبائل السبيعة التي كانت تقطن الضفة اليسرى من نهلا الشلف . ففي عام 1844 خرج الكولونيل بقوة عسكرية متوجها الى قبائل السبيعة الآمنة ، التي ما ان شعرت بالخطر حتى فرت الى إحدى المغارات و اعتصمت بها رافضة الاستسلام ، وما ان وصلت قوات الاحتلال حتى قامت بمحاصرة المغارات ، وعندها أصدر kaviniak أوامره بالهجوم على المغارات و سد مداخلها بتفجير لغم و هدمه حتى لا يتسنى لأفراد القبيلة الخروج منها ، وقد قام جنوده كذلك و بأمر منه بإشعال نار كبيرة عند المدخل ، وكان ذلك عام 1844 . وقد قال روسي عن هذه المجزرة مايلي " و في اليوم التالي اضطر المحاصرون الذين مات اغلبهم اختناقا الى الخروج ... ليجدوا رصاص kaviniak في انتظارهم .


     تعتبر هذه الجرائم موجه ضد الإنسانية  على أساس إنها جرائم تنتهك حقوق الإنسان . وقد حددت هذه الجرائم مبادئ محكمة نورنبرغ في أنها تعد جرائم دولية ترتكب عمدا ضد الإنسانية وهي بمثابة جرائم كبرى وخطيرة يعد فاعلها مجرما دوليا خطيرا .
ان من أفظع الجرائم الابادة الجماعية . ان المسؤول الأعلى عن كل ابادة جماعية هي الدولة التي وقعت تحت مسؤوليتها الجريمة و هذا ما قررته محكمة الشعوب الدائمة المنعقدة بباريس في افريل 1984 ، فما هو حظ مرتكبي الجرائم و الأعمال الوحشية و الابادة الجماعية ضد الجزائريين ؟ و هل من حقنا نحن كجزائريين ان نطالب السلطات الفرنسية الحالية بحقوق الضحايا المادية و المعنوية ، ام ننسى اننا قد خنا ذكرى هؤلاء الشهداء و لم ننصف العدالة و الحقيقة التاريخية بمحاكمتنا للمجرم ايا كان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق