الجمعة، 14 فبراير 2014

المقال الصحفي



المقال الصحفي
 تعريف
يختلف المقال الصحفي عن باقي الفنون التي تم استعراضها من حيث أنه تعبير ذاتي وشخصي عن الأفكار والخبرات والاتجاهات, حتى لو كان هذا التعبير معارضاً في مضمونه لأفكار وخبرات واتجاهات أخرى.
وكلمة " مقال " تعني : محاولة أو خبرة أو تجربة أولية .
فالمقال الصحفي كفن تحريري يلعب دوراً كبيراً في تحقيق وظيفة الصحافة في مجال التوجيه والتنوير والإرشاد وتكوين الرأي ، ومثلما هو كذلك فهو أيضاً يعين الصحيفة على القيام بالدور الذي ينبغي أن تقوم به خدمة لقرائها ..فالقارئ لا ينتظر من الصحيفة التي اعتاد قراءتها،أن تمده بالأخبار في عالم اليوم الذي استطاعت فيه تقنيات الاتصال أن تنقل الأحداث لحظة وقوعها في أي بقعة من الكرة الأرضية،وإنما ينتظر من صحيفته أن تكون رؤية تحريرية قادرة على تفسير الأحداث وتقديم المعلومات وشرح القضايا ومسائل ما وراء الكواليس، كما ينتظر من صحيفته أن تلبي حاجته إلى المعرفة والثقافة ، وأن تمكنه من فهم ما يدور حوله من أحداث ونشاطات ووقائع وقضايا..
 والمقال مثلما هو فكرة يتلقفها الصحفي ليعالجها بأسلوبه الخاص وطابعه المتميز، هو أيضاً يشكل دعوة للقراء للتفكر والتدبر وربما التصرف تجاه الأحداث من واقع فهمها لها ، وفي ذلك تلعب مقالات الرأي والرصد والتحليل والتفسير لمختلف الموضوعات والقضايا دوراً في تحقيق الصحافة لوظيفتها في قيادة الرأي العام، فهذا النوع من المقالات ينبغي أن يكون خروجاً من دائرة وحدود ما هو كائن ومعروف ، إلى عمق وجوهر ما هو غير معروف وما يجب أن يكون، ففي هذا النوع من المقالات يكمن التوقع والاستكشاف والرؤية والدعوة والاستقطاب وما يتبع كل ذلك من إعمال للفكر واتخاذ للموقف والدعوة للتغير.
 - أنواع المقال الصحفي:
 للمقال الصحفي نوعان
 1- المقال الافتتاحي: يكتبه رئيس التحرير، وهو يستعين بالوثائق ليدعم رأيه. وهو يلتزم فيه بما يلي :
 - التحفظ والحذر في إبداء الرأي.
 - إقناع القارئ ، وطرح الموضوعات الطازجة.
 - النزوع إلى التوجيه ومخاطبة الرأي العام.
 - تناول مايهم البلاد من أحوال سياسية، داخلية وخارجية واقتصادية وجتماعية.
خطوات تحرير المقال:
 على الرغم من أن المقال وثبة عقلية لا تجري على نسق معين،إلا أن التجارب دلت على أن تحريره يمر بعدة خطوات نجملها في الآتي:
 الخطوة الأولى: الكتابة في الذهن :وهي قاعدة عامة لمختلف أنواع الكتابة الصحفية حيث تبدو الأفكار والعبارات والجمل مشرقة في ذهن الكاتب، وهي نتاج للمعايشة الصحفية المستمرة للأحداث محلياً وعالمياً.
 فالكاتب الذي لا يتمثله الحضور الذهني الصحفي قبل البدء في الكتابة،فذلك يعني أنه لم يكن موفقاً في اقتناص الفكرة التي سيكتب عنها، ومناقشته لها مع نفسه،وغالباً ما تستعصي الكتابة عليه،ويجد نفسه حائراً من أين يبدأ؟وماذا يكتب؟وماذا يترك؟
 الخطوة الثانية: تقسيم الفكرة إلى عناصر :بعد استقرار الحضور الذهني للفكرة يبدأ الكاتب في تقسيمها إلى عناصر كي يسترشد بها في تناول الفكرة، فالعناصر هي التي تحدد ما سوف يكتبه المحرر،فقد تحتاج بعض العناصر إلى معلومات معينة، أو رأي خبير أو ما إلى ذلك.
 الخطوة الثالثة: تحديد الاتجاه العام للمقال: هذا الاتجاه هو الموقف الذي ستكون عليه كتابته في ضوء المواءمة بين:رؤيته الخاصة وسياسة الصحيفة وتوقعات القراء.
 الخطوة الرابعة: تنظيم المادة: وذلك بترتيب العناصر واستبعاد الضعيف والقلق منها،وكذلك الأمر بالنسبة للمعلومات..
 الخطوة الخامسة: كتابة المقال:وتبدأ هذه الخطوة بكتابة العنوان والمقدمة وجسم المقال ثم خاتمته.. وبعض الكتاب يؤجلون كتابة العنوان إلى ما بعد الفراغ من كتابة المقال،فليس هناك قاعدة ثابتة أو طريقة معينة.. فلكل كاتب أسلوبه وطريقته الخاصة في إعداد نسيج مقاله،ولكن من المهم في ذلك أن يحافظ الكاتب على الوحدة العضوية للمقال ، والتي تجعله متماسكاً في شكله ومضمونه ولتحقيق ذلك يجب أن يتأكد الكاتب من سلامة اختياراته لعبارات الربط التي يتنقل بها من فقرة إلى أخرى،والأهم من ذلك كله،أن يحافظ على الفكرة الأساسية على طول المقال حتى لا تبعده التفاصيل عن جوهر الموضوع فتضعف المعالجة ويتيه القارئ.
 الخطوة السادسة: المراجعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق