الخميس، 20 فبراير 2014

خصائص النهضة الأوربية عصر النهضة



خصائص النهضة الأوربية :
         ظهرت النهضة واسعة شاملة , وكانت في حقيقة أمرها امتداداً لما سبقها من تيارات حضارية شهدتها أوربا في العصور الوسطى , لأنه من الثابت تاريخياً أن راكب الحضارة لم يتوقف في أوربا إبان العصور الوسطى ,  وأن هذه العصور لم تخل من وثبات حضارية ([1]). وقد تميزة النهضة الحديثة بعدة خصائص , مكنها : أنها كانت علمانية , أي لم تنشأ في رحاب الكنيسة والخروج على تعاليمها . كما جاءت النهضة بمفاهيم جديدة وآراء جديدة , وأحدثت تغيرات جذرية تسللت إلى مختلف القطاعات السياسية والدينية والثقافية والفنية والاجتماعية .
         واعتمدت النهضة في نموها وانتشارها على المركز القوي الذي سمت إليه المدن في نهاية العصور الوسطى فقد نجحت المدن في أن تصبح وحدات سياسية حرة في وسط إقطاعي متزمت , وأن تغدو مهاداً للطبقة الوسطى ونمو الشعور القومي , وأن تكون معول هدم في بنيان النظام الإقطاعي والحد من نفوذ الكنيسة . وقد تجمعت في المدن الثروات , وبخاصة الأموال السائلة , ولأن سكان المدن اعتمدوا على التجارة والصناعة وابتعدوا عن سيطرة النبلاء الإقطاعيين في إقطاعياتهم الزراعية . ولذلك فإن النهضة الأوربية قامت في لخمتها وسداها على أكتاف سكان المدن , وهم أفراد الطبقة الوسطى , وكانت هذه المدن مراكز صالحة للإشعاع الفكري والفني والقومي والحضاري , ومهاداً للنشاط الاقتصادي والسياسي في أوربا.
         ومن خصائص النهضة أن الفرد ظهر فيها متمتعاً بشخصية مستقلة له حرية الرأي والتصرف , وأصبح الخلية الأولى في بناء المجتمع , فلم يعد الفرد يذوب في جماعة أو طائفة أو نقابة ينتمي إليها , بل تعددت امامه طوال العصور الوسطى بسبب استبداد النظام الإقطاعي وصرامة تعاليم الكنيسة , ولم يكن أمام الشخص الطموح المغمور سوى الانتظام في سلك الكهنوت ابتغاء الوصول في نهاية الشوط إلى منصب كبير في الكنيسة يدر عليه مرتباً ضخماً .
         ومن خصائص النهضة أيضاً أنها لم تظهر في جميع البلاد الأوربية في وقت واحد , بل ظهرت فيها تباعاً : بدأت في مدن شبه الجزيرة الإيطالية حتى إذا اكتملت واستوى عودها تسربت أو انتقلت إلى سائر البلاد في غرب أوربا .



هناك تعليق واحد: