الاثنين، 24 فبراير 2014

آداب الدعاء العدمية والحكمة من منع الدعاء بالعدمية او العدم


آداب الدعاء : ( عدمية أو ثبوتية )

الآداب العدمية :

1. عدم الاعتداء في الدعاء ومن صوره :
أ. الشرك بالله في الدعاء فإن أعظم العدوان هو الشرك ، فصرف الدعاء الذي هو من أهم العبادات التي يتقرب بها إلى الله تعالى إلى التقرب به لعبد فقير لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فهذا الصرف من أعظم الاعتداء والعدوان والذي والهوان .
ب. ومن الاعتداء الابتداع في الدعاء .
ج. ومن الاعتداء سؤال الله مالا يجوز سؤاله مثل:
ـ سؤاله مالا يليق به مثل منازل الأنبياء .

ـ التنطع في الدعاء فهذا عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال : أي بني ، سل الله الجنة وتعوذ بالله من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(سيكون أقوام في هذه الأمة يعتدون في الطهور والدعاء ) رواه أحمد .

ـ سؤال الله المعونة على الحرام : فالله لا يحب الحرام ولا الفحشاء فكيف يطلب معاونته على ذلك ؟ قال صلى الله عليه وسلم ( لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل ...)

ـ. ومنها الدعاء على المؤمنين فيما لا يحل ومنها الدعاء على النفس والمال قال صلى الله عليه وسلم ( لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقون من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) رواه مسلم .

ومنها التحجير في رحمة الله وتضييقها ( اللهم ارحمني ومحمدا ...) لقد حجرت واسعا .

ومنها الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا فقد روى مسلم أنه النبي صلى الله عليه وسلم عاد مريضا قد صار كالفرخ من الضعف فسأله ( هل كنت تدعو بشيء ) فقال نعم : كنت أقول ( اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا ) قال صلى الله عليه وسلم ( سبحان الله إنك لا تطيقه . أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )

ومنها الدعاء على النفس بالموت .

ومن الاعتداء أن يدعو الله بما يناقض حكمته أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره وإليك بعض صوره.:
1. الدعاء
بالمحال كدعاء بدخول إبليس وأبي جهل الجنة .
2. الدعاء
بما لا مطمع فيه كمن يدعو بالخلود في الدنيا أو رفع حاجة الطعام والشراب .
3. الدعاء
أن لا يقيم الله الساعة .

ومن الاعتداء سوء الأدب في خطابه مع الله عز وجل ومناجاته : ومن صوره :
1.
رفع الصوت بالدعاء والنداء في الدعاء والصياح .أما ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جهر في أدعية فإما خطبة الجمعة أو الاستغاثة أو التعليم .
2.
دعاء الله بدون تضرع في دعائه وخطابه كأنه مستغني ومدل على ربه وهذا من أعظم الاعتداء لمنافاته دعاء الذليل فمن لم يسأل مسألة مسكين متضرع خائف فهو معتد .
3.
تكثير الكلام الذي لا حاجة إليه .
4.
تكلف السجع في الدعاء وتكلف صنعة الكلام له . قال ابن عباس ( فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب ) .

وينقل كلام ابن الهمام الحنفي ( ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح والاشتهار لتحريرات النغم إظهارا للصناعة النغمية لا إقامة للعبودية فإنه لا يقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الرد وهذا معلوم إن كان قصده إعجاب الناس فكأنه قال : اعجبوا من حسن صوتي وتحريري ولا أدري أن تحرير النغم في الدعاء كما يفعله القراء في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى الدعاء والسؤال وماذاك إلا نوع لعب فإنه لو قدر في الشاهد سائل في حاجة من ملك أو لى سؤاله وطلبه بتحرير النغم فيه من الخفض والرفع والترطيب والترجيع كالتغني نسب البتة إلى قصد السخرية واللعب إذ مقام طلب الحاجة التضرع لا التغني فاستبان أن ذاك من مقتضيات الخيبة والحرمان .

2. عدم التلبس بالحرام :
من أهم آداب الدعاء أن يكون الداعي مجتنبا للتلبس بالحرام أكلا وشربا ولبساوتغذية فلهذا ينبغي له أن يتحرى ويجتهد إذا أراد أن يكون مجاب الدعوة فللحلال سر عجيب في قبول الأعمال عند الله تعالى والحرام له منع وسد وشؤم على متناوله فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) وقال ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك )

وقال في الحديث ( وأطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة )

3. عدم الاستعجال :

فلا يستعجل الداعي في دعوته فيستحسر ويسأم ويترك الدعاء واللائق بالعبد أن يلازم الطلب ولا ييأس ولا يستعجل فإن العبد لا يعرف المصلحة هل هي في وقوع المطلوب أو في غيرها أو تأجيله في الآخرة وادخار الأجر له في الآخرة ومع هذا فالدعاء عبادة عظيمة ، قال صلى الله عليه وسلم ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ) وفي لفظ لمسلم ( لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل قيل يارسول الله مال الاستعجال ؟ قال يقول : قد دعوت وقد دعوت فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ) .

والحكمة من المنع  الدعاء بالعدمية او العدم :
1.
هذا يدل على تضجر قائله وملله فينقطع عن الدعاء ويتركه وفي ذلك ترك لأهم العبادات .
2.
فيه اتهام لله وتبخيل للكريم وتنقيص للجواد .
3.
الاستعجال والتضجر من التأخر فعل من له حق عند آخر يقتضيه وليس لأحد حق عند الله حاصل متأخر عنه فيستعجل به وإن إجابة الدعاء فضل من الله تعالى على العبد الداعي يعطيه إذا شاء تفضلا وتكرما.

4. عدم التعليق :
فعلى العبد أن يعزم في الدعاء ويجد ويجتهد ويلح في الطلب من غير ضعف ولا تردد . قال صلى الله عليه وسلم ( لا يقولن أحدكم : اللهم اغفرلي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له )

قال ابن عيينة ( لا يمنعن أحدا من الدعاء ما يعلم في نفسه من التقصير فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه وهو إبليس حين قال ( رب أنظرني إلى يوم يبعثون ) الحكمة والسر في النهي عن التعليق هو أن عدم العزم في السؤال لا يليق بالبائس الفقير ذي الحاجة الشديدة وإنما يليق بمن يمكنه الاستغناء له ، ولا أحد يستغني عن فضل الله وجوده وكرمه وأما المضطر فإنه يجزم ويسأل سؤال الفقير المضطر إلى ما سأله ) والداعي إلا لم يكن جازما لم يكن رجاؤه صادقا قويا لأن الباعث على الدعاء هو الرجاء .

5. عدم الغفلة والتكاسل :

فالدعاء دواء نافع مزيل للداء ولكن غفلة القلب تبطله قال صلى الله عليه وسلم ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق