الخميس، 27 فبراير 2014

تحليل العلاقات البحث العلمي



تحليل العلاقات :
مثل تحليل المفاهيم يبدأ بتحديد المفاهيم في نص أو مجموعة من النصوص وتذهب بطريقة تحليل العلاقات إلى ما هو أبعد من مجرد وجود المفاهيم إلى استكشاف العلاقات التي بينها ، فالمفاهيم المنفصلة لا تحمل معنى داخلها ، لكن المعنى هو نتيجة العلاقة بين المفاهيم داخل النص، والمفاهيم ينظر إليها كرموز تكتسب معناها من خلال ارتباطاتها مع الرموز الأخرى، إذاً عند حديثنا عن المفهوم وعدد تكرار المفهوم وما إلى ذلك، ولماذا استخدم هذا المفهوم، وأثر البيئة الاجتماعية والنفسية والظروف البيئية التي عاش فيها الكاتب، هذا يتعلق بقضية المفهوم، لكن ماذا عن قضية العلاقات فيما بينهما هذا هو يكون أبعد في قضية لماذا أستخدم هذا المفهوم ومدى ارتباط هذا المفهوم وعلاقة هذا المفهوم بمفهوم آخر ولماذا يكثر لدى الكاتب استخدامات مثل هذه المفاهيم ومدى علاقاتها فيما بينها، هذه تعتبر نقطة كبيرة جداً في الدراسة وفي استخدام أداة تحليل المحتوى في التعرف على مدى اكتشاف ما كان ينوي به الكاتب وما يقصد من وراء هذه المقالة أو هذا الإعلان أو ما إلى ذلك.
 فإذاً تحليل المحتوى يكون إما
أ‌.       بطريقة تحليل (الكلمات) المفاهيم
ب‌.  بطريقة تحليل العلاقات ..
تأثير النظريات على تحليل العلاقات:
 حيث يختلف نوع التحليل الذي يتبعه الباحث للعلاقات بين المفاهيم حسب اختلاف المدخل النظري،
هناك مدخلان نظريان هما الأكثر استخداماً في تحليل العلاقات وهما أولاً:
1.       المدخل اللغوي، ويركز هذا المدخل على التحليل اللغوي للنص جملةً جملة.
2.       المدخل الإدراكي ، ويركز هذا المدخل على إنشاء نماذج عقلية وخطط قرارات القصد من خطط القرارات هو التعبير عن العلاقات بين الأفكار والمعتقدات، أنماط السلوك، المعلومات المتوفرة لدى الكاتب عن كتابة النص، العلاقات يمكن التعبير عنها كمنطقية استنتاجيه أو سببية أو تسلسلية أو رياضية.
  إذاً هنا نتكلم عن مدخلين "المدخل اللغوي وهو ما يشير إلى جملة وسبب استخدام الكاتب لعبارة معينة " هذه تقريباً في ما يتعلق بقضية النص الذي أستخدمه الكاتب فيستطيع الباحث أن يستفيد من خلال تحليل المحتوى بالتعرف على ما يتعلق بالاستفادة من المدخل اللغوي في الاستفادة من مدى تراكيب الجمل ومدى استخدام الكاتب لهذه العبارات. أما المدخل الآخر "المدخل الإدراكي وهو ما يكون فيه من الاستفادة من التخصصات المرتبطة بالإدراك مثل علم النفس وهو يهتم بعقلية الكاتب" ومدى استيعابه للكثير من العلوم والمعارف عندما يستخدم مثل هذا النص ومدى ارتباطها بقضية السلوك الاجتماعي الذي يعيش فيه الكاتب، أيضاً العلاقات بين الأفكار والمعتقدات وكيف أثرت فيه وأدت إلى استخدامه لهذه العبارة أو تلك، ما أثر هذه العبارات على الجمهور ومدى تقبل الجمهور لهذه العبارات أو الجمل أو رفضه لها، حيث المدخل الإدراكي أكثر ما يكون استخداماً لدى علماء النفس حيث يخدمهم في قضية تحليل المحتوى وربطه في معرفة عقلية الكاتب وأيضاً منطقيته  ومدى وجود السببية أو ما يتعلق بالرياضية أو التسلسلية في استنتاجاته، إذاً لابد عند استخدام هذا المدخل أن نضع بعين الاعتبار أشياء كثيرة جداً ترتبط بهذا المدخل الإدراكي، أيضاً النماذج العقلية هي مجموعات أو شبكات من المفاهيم المتداخلة يعتقد أنها تعكس إدراك الوعي والوعي الباطن للواقع، يرى علماء الإدراك أن البني العقلية الداخلية تتكون أثناء قيام الناس بالاستنتاجات وجمع المعلومات عن العالم، وبالطبع النماذج العقلية هي وسائل أكثر تحديداً لوضع الخطط لأنها إضافةً إلى الاستخلاص والمقارنة يمكن تحليلها حسابياً وبيانياً ومثل هذه النماذج تعتمد بكثافة على الحاسب الآلي من أجل إنشاء الخطط والدراسات التي تستند على هذه الطريقة،
 الخطوات المتبعة عند استخدام طريقة تأثير النظريات أو استخدام المدخل الإدراكي،
1) تحديد المفاهيم،
2) تحديد أنواع العلاقات،
3) تدوين النص،
4) تدوين المقولات،
5) عرض الخطط الناتجة بيانياً وتحليلها حسابياً.
 وبالنسبة إلى موضوع تحليل المحتوى نشير بأنه يفيدنا في نقطة ربط المفاهيم وأنواع العلاقات فيما بينها على شكل بناءات وخطط وتساعدنا لمعرفة مدى استخدام الكاتب لهذه العبارات، هذا ما يتعلق بقضية تأثير النظريات،
طرق تحليل العلاقات:
أ‌.       طريقة استخلاص الثأر
ب‌.  طريقة تحليل التقارب
ج‌.   طريقة تخطيط الإدراك،
في تحليل العلاقات يجب أن نقرر حول أنواع المفاهيم التي نود تحليلها وتختلف الدراسات باختلاف عدد المفاهيم من مفهوم واحد إلى أكثر من خمسمائة مفهوم. وكثرة المفاهيم تتطلب من الكاتب جهد ووقت أكبر.  من المؤكد أن الكثير من الفئات قد يضفي غموضاً على النتائج. فالفئات القليلة تقود إلى نتائج غير موثوقة وضعيفة المصداقية. بالإضافة إلى أن كثرة المفاهيم قد تؤدي إلى تعزيز المصداقية وذلك عن طريق جدولتها تكرارياً للمفاهيم، فعندما نجد هناك تكراراً كبيراً لمفهوم معين يسهل علينا معرفة البيئة الاجتماعية للكاتب وما يرتبط به، ذلك ومن المهم أن نترك إطاراً واحتياجات البحث تقود طريقة التدوين.
(شرح )لتحليل العلاقات لثلاثة طرق فرعية:
1. طريقة استخلاص الثأر. وتوفر هذه الطريقة تقييماً عاطفيا للمفاهيم التي في النص، غير أنه تحفه بعض المشاكل لأن العواطف تختلف باختلاف المجتمعات والزمن، وعلى الرغم من ذلك فهي تعتبر أداة جيدة لاستكشاف الحالة العاطفية والنفسية للمتحدث أو الكاتب، فأحياناً يتأثر الكاتب بسبب البيئة الاجتماعية التي كان يعيش بها عند كتابته لنصوص معينة، كمعاناة نفسية أو اجتماعية. فيتضح لنا حالة ثأر معينة للكاتب ضد تلك البيئة باستخدامه لعبارات معينه نستكشفها أثناء تحليلنا للعلاقات،
2. طريقة تحليل التقارب، تهتم هذه الطريقة بالتواجد المشترك للمفاهيم الظاهرة في النص فأحياناً تكون هناك تقارب لبعض الكلمات وبعض المفاهيم ولذلك من خلال دراساتنا واستخداماتنا لمنهج أو لأداة تحليل المحتوى نستطيع أن نضع هناك تقارب لبعض المفاهيم نجعل من خلالها أن الكاتب أستخدم هذه العبارات وكانت بالنسبة له وفق ظروف اجتماعية وبيئية كان يعيش فيها ولذلك استخدم مثل هذه العبارات.
3. طريقة تخطيط الإدراك. تسمح هذه الطريقة بمزيد من التحليل لنتائج الطرق السابقة كما تهدف هذه الطريقة إلى خلق نموذج عن معنى النص وهذا النموذج يمكن عرضه في رسم بياني يمثل العلاقات بين المفاهيم ويمكن رسم عدة أنواع من النماذج العقلية مثل نماذج عقلية للنص، الكاتب، المتحدث، الزمن حسب اهتمام الباحث، وأحياناً نستطيع من خلال تخطيط الإدراك أن نضع هناك نصوص معينة ثم بعد ذلك نضعها على شكل خطوط أو رسوم بيانية  نشرح فيها أن الكاتب كان يمر بظروف بيئية معينة ثم خفت نوعاً ما، وهذا النوع يعتبر مؤشراً للفرضيات النظرية التي تقف وراء التخطيط. وفيما يتعلق بنماذج التخطيط النماذج العقلية تمثلات للمفاهيم المتداخلة التي تعكس إدراك الوعي والوعي الباطني للواقع، واللغة هي مفتاحاً لفهم هذه النماذج التي يمكن النظر إليها كشبكات، فبالنسبة لعلم النفس هناك عقل ظاهر وعقل باطن. أحياناً من خلال الكتابات لبعض الكتاب نستطيع من خلال استخدامنا التحليل أو استخلاص طريقة تخطيط الإدراك نستطيع من خلالها أن نفهم من خلال إدراكنا للكاتب وظروفه الاجتماعية وكلماته التي وردت في نصه أننا نستطيع معرفة العقل الباطن بالنسبة له والظروف الاجتماعية التي مر بها فلذلك أحياناً تفيد مثل هذه الطريقة في التعرف على ما وراء النص وباستخدامنا لأداة المحتوى نستطيع من خلالها أن نتعرف على الكاتب أكثر وعن بيئته الاجتماعية وظروفه التي مر بها وأيضاً من خلال الكلمات التي ذكرها في النص ما هي وإلى ماذا تشير ونخرج بذلك إلى قضية العقل الباطن للكاتب.
خطوات(استراتيجيات)تحليل العلاقات وهي:
خطوات تحليل العلاقات هي بمثابة استراتيجيات متوفره للباحثين الذين يقومون بتحليل العلاقات .
1) تحديد السؤال
2) اختيار العينة
3) تحديد نوع التحليل
4) اختصار النص إلى فئات وتدوين الكلمات
5) استكشاف العلاقات بين المفاهيم
6) تدوين العلاقة
7) القيام بالتحليل الإحصائي
8) القيام برسم التمثلات.
أولاً: تحديد السؤال   
تحديد السؤال مهم جداً وذلك لأن السؤال هو الذي يوجه الدراسة، وبدون سؤال مركزي تكون أنواع الخيارات والمفاهيم المتاحة للتفسير غير محدودة وبالتالي يصعب أكمال التحليل.
ثانياً: اختيار العينة           
بعد تحديد سؤال البحث، على الباحث أن يختار عينة البحث من نص أو مجموعة من نصوص يجب أن يتناسب حجم العينة مع سؤال أو أسئلة أهداف الدراسة بحيث لا تكون عينة كبيرة جداً يصعب تحليلها ولا صغيرة جداً لا تقود إلى نتائج يعتمد عليها. فأحياناً لما يكون بعض الكتاب لهم نصوص عديدة جداً قد تكون مهمة جداً بالنسبة للباحث عندما يستخدم أداة تحليل محتوى وأحياناً أخرى تكون الكثرة صعبة جداً من ناحية فك رموزها وتحليلها، وقد يكون النص الوحيد غير كافي لتحليل ظروف الكاتب البيئية والمعيشية.
ثالثاً: تحديد نوع التحليل
بعد اختيار العينة من الأفضل تحديد نوع العلاقات التي يود الباحث دراستها وهذا يمكن الباحث أن يختار أي من طرق تحليل العلاقات التي ناقشناها سابقاً، بعد ذلك على الباحث تحديد مستوى التحليل، هل سيدون كلمات مقررة أو مجموعة من التعابير مثل ربما أكون قد نسيت، فهذه أحياناً قد تكون عبارات مفيدة جداً لكنها قد تخدم أثناء تحليل النتائج.
رابعاً: اختصار النص إلى فئات وتدوين الكلمات:
يمكن أن يكون التدوين في أبسط مستوياته بمجرد الوجود، لكنه أستخدم بنجاح بواسطة عدد كبير من الباحثين، ويمكن للباحث أن يدون للغموض في النص أو معنى مزدوج أو ترك مساحات للتغير أو إعادة للتقويم، كما يمكن للباحث أن يدون للكلمات المستخدمة التي لها طبيعة غامضة وعلاقتها بأهمية المعلومات المرتبطة بتلك الكلمات. 
خامساً: استكشاف العلاقات بين المفاهيم
بعد الفراغ من تدوين الكلمات، يبدأ تحليل النص من أجل تحديد العلاقات بين المفاهيم التي تم تحديدها سابقاً، هناك ثلاثة مفاهيم تلعب دوراً مركزياً في استكشاف العلاقات بين المفاهيم في تحليل المحتوى.
أ- قوة العلاقة.    ب- مؤشر العلاقة.  ج- اتجاه العلاقة.
قوة العلاقة: هذا المفهوم يشير إلى درجة الارتباط والعلاقة بين مفهومين أو أكثر وهذه العلاقات سهلة التحليل والمقارنة عندما تكون كل العلاقات بين المفاهيم متساوية.
مؤشر العلاقة: يعني هل العلاقة بين المفاهيم إيجابية أم سلبية، لتوضيح ذلك مفهوم هبوط يرتبط سلباً بمفهوم البورصة، في نفس الوقت فإن مفهوم صعود يرتبط إيجاباً بمفهوم البورصة، لذلك فإن تعبير السوق هابط يمكن يدون العلاقة السلبية بين هابط والسوق.  طريقة أخرى للتدوين تقتضي إنشاء فئات منفصلة من المتعارضات الثنائية فالصعود هي نفس هبوط، ومن الممكن تدوينها على شكل فئتين منفصلتين إحداهما إيجابية والأخرى سلبية.
اتجاه العلاقة: يعني نوع العلاقة التي تبديها الفئات، تدوين هذا النوع من البيانات يكون مفيداً في توضيح أثر المعلومات الجديدة على عملية اتخاذ القرار.
سادساً: تدوين العلاقة 
أحد الاختلافات الأساسية بين تحليل المفاهيم وتحليل العلاقات هو أن العلاقات بين المفاهيم تدون وكذلك عند تحليل العلاقات لابد أن ندون ما يرتبط بالعلاقة. "
 سابعاً: القيام بالتحليل الإحصائي
وهذه الخطوة تعني القيام بالتحليل الإحصائي للبيانات التي دونت أثناء تحليل العلاقات، وقد يتضمن هذا استكشاف الاختلافات أو البحث عن علاقات بين المتغيرات التي قمت بتحديدها في الدراسة، حيث بالإمكان هنا استخدام مقاييس الإحصاء الوصفي أو الاستنتاجي مثلما هو الحال مع مختلف أنواع البيانات الأخرى.
ثامناً: رسم التمثلات
إضافةً إلى التحليل الإحصائي يقود تحليل العلاقات عادةً إلى إعداد تمثلات للمفاهيم وما يتبعها في شكل نصوص أو رسوم بيانية.

"إيجابيات وسلبيات طريقة تحليل المحتوى"
الإيجابيات:-
1) مباشرة للاتصال عبر النصوص أو السجلات وبذلك تدخل إلى الجانب المركزي في التفاعل الاجتماعي. 
2) تسمح بالعمليات الكمية والنوعية.
3) توفر رؤى تاريخية وثقافية قيمة عبر الزمن من خلال تحليل النصوص.
4) تسمح بمقارنة النص التي يمكن أن تنتقل بين الفئات المحددة والعلاقات والتحليل الإحصائي للشكل المدون للنص.
5) وسيلة غير متطفلة لتحليل التفاعل.
6) تقدم رؤى عن النماذج المعقدة للتفكير الإنساني واستخدام اللغة.
السلبيات:-
1) تحتاج إلى وقت طويل جداً.
2) عرضه للخطأ المتزايد، خاصة عند استخدام طريقة تحليل العلاقات من أجل الحصول على مستويات عليا للتفسير.
3) تخلو من الإحساس النظري.
4) الاختزال متأصل فيها، خاصةً عندما تتعامل مع النصوص المعقدة.
5) كثيراً ما تتجاهل الإطار الذي أنتج فيه النص ومئالات ما بعد إنتاج النص.
6) يصعب حوسبتها آلياً.
هذه تقريباً أهم القضايا في ما يتعلق بتحليل المحتوى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق