الاثنين، 24 فبراير 2014

مفهوم الأزمات التعليمية العوامل المؤثرة في ظهور الازمات



مفهوم الأزمات التعليمية :

تحدث الأزمة التعليمية نتيجة تراكم مجموعة من التأثيرات الخارجية المحيطة بالنظام التعليمي أو حدوث خلل مفاجئ يؤثر على المقومات الرئيسية للنظام التعليمي ويشكل  تهديدا صريحا وواضحا لبقائه وتعرف الأزمة بأنها موقف أو وضع يمثل اضطرابا للمنظومة صغرى (تعليمية) كانت أو كبرى (مجتمعية ) ويحول دون تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية الموضوعة ويتطلب إجراءات فورية للحيلولة دون تفاقمها والعودة بالأمور إلى حالتها الطبيعية .
لذا تظهر الأزمة التعليمية في حالة وجود تناقض حاد يصل إلى مرحلة التناقض وقد يكون تناقضا بين الأنظمة التعليمية الداخلية والمتغيرات البيئية المحيطة ينتج عنها عدم التوافق بينهم بمعنى أن هناك تغيرات سياسية وتكنولوجية واقتصادية سريعة لا يستطيع النظام التعليمي مواكبتها ومتابعتها وبالتالي تحدث الفجوة الكبيرة بين النظام والتغيرات الحادثة مؤدية إلى ظهور الأزمة التعليمية .
أما الأزمة التعليمية داخل المدارس فهي حالة مؤقتة من الضيق وعدم التنظيم وخلل في الإدارة تتميز بعدم قدرة المدير على مواجهة موقف معين باستخدام الطرق التقليدية في التعامل مع الموقف وتودي إلى نتائج غالباً ما يكون غير مرغوبة وبخاصة في حالة عدم وجود استعداد أو قدرة على مواجهتها .
والأزمة التعليمية هي مشكلة  أو حالة تواجه النظام التعليمي تستدعي اتخاذ قرار سريع لمواجهة التحدي الذي تمثله تلك المشلكة غير أن الاستجابة الروتينية لمؤسسة الإدارة التعليمية تجاه هذه المشكلة أو التحدي تكون غير كافية فتتحول المشكلة حينذاك إلى أزمة تتطلب تجديدات في المؤسسة الإدارية التعليمية والأساليب الإدارية التي تتبعها تلك المؤسسة .

العوامل المؤثرة في ظهور الأزمات :

1- الانفجار السكاني
والذي يظهر عندنا بصورة هائلة وعظيمة في الدول النامية فنحن ننجب بدون معيارية ولا تفكير في عواقب ونواتج هذه الزيادة السكانية وتتمثل نتائج هذا الانفجار السكاني في :
*   التكدس الهائل بالفصول التعليمية .
*   ظاهرة التسرب الطلابي .
*   انتشار الأمية والجهل الفقر .
*   قلة الكوادر البشرية والأيدي العاملة المدربة .

2- النمو المتزايد للحاجات التعليمية
العرض والطلب

ويظهر في الزيادة الهائلة في تطلعات الآباء والأبناء نحو التعليم كذلك أسلوب التركيز الجديد في كل مكان على تنمية التعليم باعتباره شرطا أساسيا للتنمية القومية .

3-التجمد التصلب الموجود في النظم التعليمية



حيث إننا نجد بداية المناهج الدراسية عقيمة وغير مواكبة لتطورات الحياة ومتطلبات المجتمع وأنها منعزلة تماما عن المواقع الذي يعيشه المتعلم وفي ذلك يصاب المتعلم بالاغتراب عندما ينهي تعليمه ويخرج إلى المجتمع الذي هو عبارة عن حياة جديدة بخلاف التي كان يعشها ويدرسها من قبل .

كذلك نجد أننا نملك أساليب إدارية لإدارة أعمالنا ومؤسساتنا بل وحياتنا غاية في التخلف والرجعية وأغلبها يتميز بالبيروقراطية العقيمة رغم إشاعة مفهوم الديمقراطية .
وتلك البيروقراطية التي طالما تعوق التقدم والنمو في الإدارات المدرسية التسلطية والنظم والقوانين التعليمية تنص على مبادئ تمنع الدارس من أخذ حريتهم ولو في حدود معينة من أجل تنفيذ الأصلح لأن الجهة التي تصدر القرارات يختلف مفهومها عن العلمية التعليمية وإدارتها أيا كان نوع الدراسة التي تصدر تلقاها عن هذه الهيئات وعن المدير الممارس لعملية الإدارة وهو قلب المعركة .
فهي كذلك لا تعطي المعلم الممارس أحقيته في اتخاذ القرار والمشاركة في رسم السياسات التعليمية حيث إن مثل هذه الأنواع من النشاط التي يمارسها المعلم سوف تكسبه الثقة في نفسه وكون إحساسه بأن له دورا فعالا وإيجابيا في حركة العلمية التعليمية ولو بأقل القليل يجعله يقوم بواجبه على أكمل وجه هذا ما نسعى للوصول إليه .

1-   نقل النماذج والانظمة التعليمية


ويتم ذلك من الدول الصناعية المتقدمة إلى الدول النامية في حين أنها غالبا لا توافق حاجاتها التعليمية ولا تناسب ظروفها حيث إن هناك صعوبات كثيرة تواجه نقل واستعارة النظم التعليمية من بيئة إلى أخرى تتمثل فيما يلي :
أولها : اختلاف المصطلحات التربوية :
فالتعليم الثانوي في مصر مثلا يبدأ في سن الخامسة عشرة بعد إتمام المرحلة الإعدادية بينما التعليمية يبدأ في إنجلترا وويلز في سن الحادية عشرة بعد إتمام المرحلة الابتدائية .
وثانيها : اختلاف الأيديولوجية والنظرية السياسية السائدة والمطبقة في المجتمع الآخر :
وبذلك لا يمكن نقل القيم السائدة والمتعلقة بالطاعة العمياء والانسياق التام من مجتمع يؤمن بالدكتاتورية إلى مجتمع آخر يؤمن بالديمقراطية ولكن قد يسمح بنقل طرق التدريس الحديثة من المجتمع الثاني كأسلوب تدريس .
وثالثها : أن الطابع القومي قد جعل نقل النظام التعليمي عميلة معقدة :
كما يقول (( باتشي )) إذ إن اختلاف النظم السياسية والاجتماعية واختلاف العادات والقيم والسلوك يتطلب تغييرا في النظام التعليمي ليتناسب مع ظروف الأمة .
وبدون هذا التكيف فإن نجاح مؤسسة من المؤسسات في مجتمع ما لا يمكن ضمانه بنفس النتيجة في مجتمع آخر ويؤكد (( سادلر )) sadler  صعوبة النقل والاستعارة من النظم التعليمية الأجنبية في البلاد الغربية المتقدمة بقوله : (( إننا لا نستطيع أن نتجول في النظم التعليمية في العالم كطفل يلهو في حديقة فيقطف من هنا زهرة ومن هنا ورقة ثم نتوقع أنه لو غرس ما جمعه في تربة أعدها لحصل على نبات حي دون تكيف أو ملاءمة سريعة وذلك لأن التعليم كائن حي له ظروفه وتكوينه وطابعه المميز نتيجة للعوامل المتعددة التي تؤثر فيه)) .

5- نقص الامكانيات التعليمية
ويعود نقص الإمكانيات التعليمية إلى عدة عوامل منها :
أ - نقص الإمكانيات المادية :
والمتمثل في ضعف النظام الاقتصادي الذي يخدم الأنظمة التعليمية وفقره وعدم قدرته على تلبية الحاجات المطلوبة منه من نقص في الأبنية التعليمة وبالتالي نقص في نسب الاستيعاب وتقص إمكانيات المعامل التعليمية والمكتبات و الفصول والمقاعد التي يجلس عليها الطلاب نفسها .
ب - نقص في الإمكانيات البشرية :
ويظهر نقص الإمكانيات البشرية في قلة الموارد البشرية أو انعدامها والتي يستفيد منها والأجيال الجديدة نتيجة لنقص الإمكانيات الاجتماعية التي يمكن أن يتمتع بها العقول المفكرة وما يحظون به من مكانة اجتماعية تتيح لهم الفرصة لكي يبدعوا.
كذلك نقص إعداد المعلمين أنفسهم من الناحية التربوية وكيفية معاملة الطلاب والتلاميذ بالطريقة المناسبة السوية التي تحقق التوافق لكل من الطرفين وذلك مما يسبب مشكلات تعليمية تتمثل في صعوبة الفهم والإدراك وعدم القدرة على تحقيق النتائج  المرضية والإصابة بالمشكلات النفسية والعصبية وربما يصاب الأطفال بالكبت أو الانطواء أو الخجل نتيجة جهل تعامل المدرسين معهم كذلك قصور نواحي الإعداد الأكاديمي لدى بعض المدرسين وبالتالي فهو لا يملك المادة الثقافية التي ينقلها إلى الطلبة فيتخرج الطلاب وأذهانهم فارغة لا يذكر الطالب ما ألقي عليه بالأمس القريب .

2-   التوزيع الجغرافي والبشري المتفاوت

نعود لنؤكد على للتعليم دوره الفعال والشامل والأكيد في تحقيق التنمية الشاملة فدول العالم الثالث أو الدول النامية هي في حقيقة الأمر تتمتع بمواقع جغرافية متميزة وفريدة تحسد عليها ولكنها على الرغم من ذلك لا تجيد تنظيم ظروفها وأحوالها في العيد من المجلات الداخلية الباطنة فهي أيضا لا تجيد تنظيم أمورها في النواحي الجغرافية السكنية حيث نرى أن السكان فيها يتجمعون في مناطق معينة ويتركون باقي المناطق خالية إما لكي يطمع فيها أي مستعمر أو لتترك خالية علاوة على ذلك نجد أنه نظرا للتكدس الشديد في منطقة واحد تتراكم فيها الخدمات والمرافق والمصالح الحكومية وتكتظ فيها السكان فيصابون بالإمراض الوبائية ونقص الخدمات والمرافق نظرا للضغط الشديد عليها .








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق