الخميس، 27 فبراير 2014

تأثير التلفزة المغربية التلفاز الاعلام المغربي على الطفل

تأثير التلفزة المغربية  الاعلام المغربي على الطفل
يعتبر الطفل أكثر أفراد المجتمع تأثرا بالصورة منذ السنوات الأولى لطفولته حيث يستهويه كل شيء يتحرك، كما أن تكوينه العاطفي يبدأ في التشكل في هذه الفترة،ويستطيع المراقب إدراك ذلك من خلال ظهور اهتمامات جديدة لدى الأبناء وأنماط من السلوك تحاكي سلوك الممثلين أو الشخصيات الخرافية الوهمية، كما يغدو بعد حين أهم موجه لتفكيرهم وسلوكهم وذوقهم واهتماماتهم، وقد لا يلاحظ ذلك كثير من الآباء والأمهات، وخاصة أولئك الذين يحيون في عزلة عن أبنائهم. ويؤكد الدكتور إبراهيم إمام خطر التلفزيون – والفيديو – على الأطفال، ويراه خطراً ثابتاً، ويحذر من التقليل من ذلك أو تهوين الأمر، فيقول : ” إن تأثير الإعلام على الأطفال تأثير ثابت ، ولا ينبغي للمسؤولين أن يقللوا من خطره، أو يهونوا من أمره، ولاشك في أن طريقة معالجة التلفزيون للتراث الثقافي العالمي نفسه، وخاصة أسلوب استخدام الكاميرا يجعل التلفزيون مصنعًا للخوف والرعب بالنسبة للموضوعات العنيفة، وعندما يخلط الأطفال بين الواقع والخيال، ويتعرضون للتأثير الضار باستمرار، ويرون المجرم بطلاً خفيف الظل، والقانون لا ينتصر إلا في النهاية، ورجل الشرطة موضع تهكم وسخرية، والقاضي إنسانًا مترددًا ومضحكًا، فإن احتمال عدم التأثير بذلك كله أمر جد عسير، وقد يكون صحيحًا أن تأثير التلفزيون على الأطفال الأصحاء يختلف في شدته ونوعيته عن تأثيره على الأطفال الذين لا يحسون بالأمر ، ولكن لابد أن يكون التلفزيون مؤثرًا على كلا النوعين.(5) والملاحظ على قنواتنا التلفزية غياب برامج هادفة للأطفال و حتى و إن وجدت فمعظم فقراتها عبارة عن لهو و رقص و غناء، و نظرا لقلة البرامج الهادفة إن لم نقل غيابها، يضطر الأطفال إلى متابعة برامج الكبار بما تحتويه من مشاهد العنف أو الفكاهة المبالغ فيها أو المسلسلات الغرامية أو حتى لقطات ساخنة في أفلام رديئة. وإن حشو مخيلة الطفل ، وإشغال فكره بهذه الترهات لا تدع له مجالاً لاستيعاب المعلومات التي يتلقاها في المدرسة ، مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى كراهية الطفل للمدرسة والكتاب لشعوره بقصورهما وعجزهما عن جذبه إليهما كما يجذبه التلفزيون والفيديو ، إذا أنهما لا يتطلبان من الطفل مجهودًا ولا حركة، ويحشوان رأسه بالخيالات والأوهام، ويضحكانه ويعلمانه الرقص والغناء ، وكيفية إقلاق راحة الآخرين. و من المضحكات المبكيات وضع شارة يكتب عليها أقل من 12 أو 10، و التي تعني في مضمونها لا يشاهد الفيلم أطفال تقل أعمارهم عن 12 أو 10 سنوات، و كأنه يسمح للاباء بمشاهدة لقطات ساخنة أو لقطات لشرب الخمر فهم راشدون، أما الأطفال فالواجب أن نحميهم، مع العلم أن غالبية الأسر المغربية إما تعاني من الأمية، أو أن ها لا تبالي بما يشاهده أبناؤها. و بالرغم من أن قانون الاتصال السمعي البصري قد أقر بحماية الجمهور الناشئ من خلال الحق الذي منحه للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، و حدد لها مجالا للتدخل بمراقبة الاحترام الواجب للجمهور الناشئ في وسائل الإعلام السمعية البصرية و حمايته من المخاطر السالفة الذكر*، ضبطا لمضامين جميع البرامج مهما كانت طبيعتها و جمهورها المستهدف و توقيت بثها .(6) لكن الملاحظ أن الهيئة لا تقوم بدورها الرقابي حيث نقف على مجموعة من الاختلالات: - على مستوى العنف، يلاحظ أن معظم الأفلام المغربية أو الأجنبية تتضمن مشاهد العنف و القتل و الجرائم و مشاهد التدخين و شرب الخمور… و معلوم أن الطفل يميل إلى المحاكاة و التقليد كإحدى طرق التعلم لديه، فتكون النتيجة أن يقلد ما يشاهده على التلفاز، و النتيجة أطفال يدخنون و مراهقون يمارسون الجنس بل حتى الأطفال يفعلون نفس الشيء، و من خلال تجربتي كمدرس أكتشف يوميا رسائل غرامية بين أطفال التعليم الابتدائي معظم ألفاظها مستقاة من عبارات المسلسلات المدبلجة التي تعرض على القناتين الأولى و الثانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق