الخميس، 27 فبراير 2014

تاثير وسائل الاعلام في تكوين فكر الشباب



تاثير وسائل الاعلام تكوين فكر الشباب
إنّ لوسائل الإعلام من الخطورة في عصرنا ما قلل من دور البيت والمدرسة في تربية النشء وتوجيه الشباب، وذلك بما تملكه من وسائل الاتصال الجماهيرية المختلفة التي تقتحم البيوت والمؤسسات والمنتديات، سواء أكانت إذاعة أم تلفازاً أم صحافة، وكل هذه الوسائل تفرض نفسها على الناس، وتؤثر تأثيرات مباشرة، وتجتذب أكبر عدد منهم، ولكنها مع ذلك كله عاجزة عن أن تقدم للناس ما يثري حياتهم وفكرهم، وللشباب ما يرضي طموحاتهم للثقافة والمعرفة والترفيه، وذلك أنّها تعتمد على برامج مستوردة لمجتمعات تختلف عنا في عاداتها، وطرائق حياتها، ومشكلاتها التي تعالجها، والحلول التي تقدمها للمشكلات؛ هذا في غير الجوانب العلمية غير الموجهة لخدمة أغراض أخرى.

وكان من آثار ذلك ظهور أنواع الانحرافات في صفوف الشباب بسبب ما شاهدوا في فيلم أو تمثيلية؛ حيث إنّ المادة المقدمة لا تميز بين جرائم القتل والاغتصاب والسرقة والمخدرات وبين المواد القليلة المتصلة بالنواحي العلمية.

كما أنّ الصلة مفقودة بين أجهزة الإعلام والتربية ومنظمات الشباب باعتبارها مكملة لبعضها ومتممة.
وينبغي على المؤسسات التعليمية وخاصة الجامعات ، الحفاظ علي هوية الشباب وثقافته ، من خلال دعم وسائل الإعلام التي تساعد في ذلك وتسليط الضوء عليها ، والابتعاد عن المساهمة في خلق جيل من الشباب هش ومطموس الهوية وموجه التفكير. واستثمار خبرات الشباب من خلال البحوث الميدانية ، كقناة اتصال مباشرة يتم من خلالها معرفة هموم الشباب وتطلعاتهم.

وتأثر وسائل الإعلام على توجيه فكر الشباب وثقافتهم ، تأثيراً ايجابياً أو سلبيا ، والقلة من الشباب يدرك ما تقوم به من ناحية الترويج لثقافة العولمة ، وترسيخ المفاهيم الموجهة ، والاستحواذ على جزء كبير من تفكيرهم ، وبإرادتهم ، والشباب الآخرين يتناسون ذلك ، متذرعين بمجموعة من الأسباب ، مما يدفع البعض لتسمية أصحاب هذا الفكر بالسذُج والسطحيين ، حتى صاروا يتلقون ويستقبلون كل ما يأتيهم من الوسائل الإعلامية المختلفة.

وفي مجال التربية الأسرية ، لا توجد أية عوائق أمام وسائل الإعلام ، فعلى الآباء وأولياء الأمور إدراك ذلك ، مستفيدين من هذا التطور والتعايش والتأقلم معه ، والحرص على متابعة أبنائهم وتوجيههم ، دون فرض السيطرة عليهم ، مراعين بذلك قدراتهم وإمكانياتهم ، وفي مجال التربية والتعليم يمكن أن يستخدم الإعلام لخدمة الشباب من ناحية نشر المعلومات التي يمكن من خلالها توجيه الشباب نحوالطريق الصحيح ، وانخراطهم في العمل الاجتماعي ، والاقتصادي والثقافي ، واستغلال الإعلام لمقاومة الأفكار المسبقة والخاطئة ، وإيقاظ ما يسمى "الاقتصاد المعرفي" لدى الشباب ، ولا ننسى أهمية الاتصال بين الشباب وذلك لإشباع حاجاتهم اليومية والأساسية ، والابتعاد عن العزلة التي تسبب الاكتئاب والخوف ، ولذلك يحتاج الشباب للإعلام والتواصل من أجل تدعيم مكانتهم في المجتمع ، وكذلك تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين ممّا يساعد الشباب في اتخاذ قراراتهم المصيرية ، والاختيار الأنسب منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق