الأحد، 23 فبراير 2014

نعمة الماء


وجعلنا من الماء كل شيء حي
نعم المياه على المسلمين
لقد أفاض الله تعالى على عباده من النعم ما لا يستطيع أحد لها عدا أو يحيط بها علما قال تعالى (وءاتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) سورة إبراهيم 34وقد دعا الله تعالى عباده إلى التأمل والتفكر فى هذه النعم ليشكروه ويمجدوه على ما أفاض عليهم فقال سبحانه (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) لقمان 20 والناس أمام هذه النعم مختلفون فمنهم الشاكر الحامد المعترف بفضل الله تعالى عليه ، ومنهم المنكر الجاحد ، ومنهم من يعيش كالسائمة لا يأبه بما حوله وربما لا يبصر ما أمامه فعلى المسلم أن يدرك فضل الله تعالى عليه ويكن لمولاه من الحامدين حتى يزيده من عطائه وفضله ونعمه (وإذ تأذن ربكملئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) إبراهيم 7 وإن من أجل نعم اللهتعالى على عباده وأعظمها أثرا فى حياتهم بل لا حياة لهم بدونها ، نعمة الماء ، قالالله تبارك وتعالى (وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي أفلا يؤمنون) الأنبياء 30 فلا حياةبدون الماء فنعمة الماء من أعظم الهبات الإلهية والنعم الربانية وإن الله عز وجل قدتحدث عن الماء فى العديد من آيات القرآن الكريم وساق الحديث عنه فى استعمالات مختلفة وأطلق عليه إطلاقات منوعة فتارة يطلق عليه رزقا قال تعالى (وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها) الجاثية 5 أراد الله المطر وتارة يطلق علىالماء غيثا فيقول جل وعلا (وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهوالولي الحميد) الشورى 28 وتارة يعبر المولى سبحانه وتعالى عن الماء بأنه بُشرى منبشريات رحمته وهو في حد ذاته رحمة فيقول تعالى (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشراتوليذيقكم من رحمته) الروم 46 فكل هذه التعبيرت وغيرها أطلقها الله تعالى على الماءلتنبيه الغافلين عن هذه النعمة العظيمة ، الذين لا يؤدون شكرها ولا يعرفون حقهافعلينا أخي القارئ الكريم أن ندرك قيمة الماء وأهميته فى الحياة فلا نسرف فيه ولانسيئ استخدامه فهو سر الحياة وسبب لاستمرارها وبقائها فما من شيء في هذا الكون يقععليه بصر الإنسان إلا والماء أصل له أو يدخل في نشأته فلولا الماء لما كان الإنسانوقد قال الله تعالى فى سورة الفرقان 54 (وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسباوصهرا وكان ربك قديرا) وليس الإنسان فقط بل والأنعام والدواب وهي كل ما يدب علىالأرض بل وهذه الأرض التى نعيش عليها ونستمتع بخيراتها وبما تخرجه من زرع وفاكهة ... أصل كل هذه النعم ، الماء ، قال الله تعالى فى سورة النور 45 (والله خلق كلدابة من ماء) وقال الله تعالى فى سورة عبس من الآية 24 إلى 32 (فلينظر الإنسان إلىطعامه * أنا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الأرض شقا * فأنبتنا فيها حبا * وعنباوقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولأنعامكم) لقد وصفالله عز وجل الأرض تارة بأنها ميتة وتارة بأنها هامدة وتارة بأنها خاشعة وأخرىبأنها جرز حتى إذا أنزل عليها الماء اهتزت وربت وكانت الخضرة والنضرة والجمالالرائع قال تعالى فى سورة فصلت 39 (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلناعليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير) وحين أرادلمنطقة البيت الحرام أن تعمر بالناس وتدب فيها الحياة هيأ لها الأسباب ففجر فيهابئر زمزم وجعل الماء يفيض منها فتوافد الناس على هذا المكان لوجود الماء ولما كانللماء تلك الأهمية القصوى وأنه إذا وجد وجدت الحياة وإذا انعدم انعدمت الحياة وجبالمحافظة عليه وعدم الإسراف فيه فكما أن الإسراف في المال والصحة والعافية حرامفالإسراف فى الماء أشد حرمة وأبشع ضررا إن العلم الحديث رغم تقدمه والمعارف رغمارتقائها لتقف عاجزة عن إيجاد أو خلق قطرة ماء واحدة فقد حاول العلماء في أرقىالمجتمعات أن يكملوا نقص الماء ففشلوا لماذا ؟ وعندهم عناصر الماء موجودة فى الكون؟ لأن الله تعالى يهبها لعباده فهو سبحانه وحده واهب النعم يقول تعالى (أفرأيتمالماء الذى تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناهأجاجا فلولا تشكرون) الواقعة 68/69/70 وقال تعالى فى آخر سورة الملك (قل أرأيتم إنأصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين) لذلك يقال بعد قراءة هذه الآية الكريمة لاأحد إلا الله وكما أن الماء سبب الحياة فى الدنيا فإن القرآن الكريم يخبرنا أنه منالنعيم الذى ينعم الله تعالى به على عباده المتقين فى الآخرة قال تعالى فى سورةمحمد فى الآية الكريمة 15 (مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن) أى صاف غير متغير ولا منتن ، وكما أن فيه نعيم للمتقين المؤمنين فيه العذابللكافرين فقد قال تعالى في نفس السورة وفى نهاية نفس الآية (كمن هو خالد فى الناروسقوا ماءً حميما فقطع أمعائهم) محمد 15 هذه النعمة يحرم منها الكافرون ويتمتع بهاالمؤمنون يوم القيامة عندما يستغيث أهل الكفر بأهل الإيمان يسألونهم رشفة ماءيذهبون بها ظمأهم فكان الرد فى نهاية الآية الكريمة 50 من سورة الأعراف (ونادىأصحابُ النار أصحابَ الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إنالله حرمهما على الكافرين). فالماء نعمة من أعظم النعم التي تستوجب الحمد والشكرلله رب العالمين فيجب أن نحسن استخدامه ولا نسرف فيه فالإسراف فيه ولو في العبادةحرام فقد مر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على سيدنا سعد وهو يتوضأ فقال له (ماهذا السرف يا سعد ؟ فقال وهل في الماء سرف يا رسول الله ؟ قال نعم وإن كنت على نهرجار) هذا والله تعالى ورسوله والمؤمنون أعلى والله تعالى أعلم أنس فرج محمد فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق