الاثنين، 17 فبراير 2014

حفظ الضروريات الخمس في الاسلام اهميتها ودورها في الفرد والجماعة المجتمع



حفظ الضروريات الخمس في الاسلام اهميتها ودورها في الفرد والجماعة المجتمع
يتم حفظ الضروريات الخمس بأسلوبين متكاملين، أحدهما تحريم ما يهدد وجودها، والثاني الأمر بكل ما يؤدي إلى تعزيزها وتنميتها.
  حفظ الدين حرم الشارع الشرك والطريق إليه، تحريم ما يهدد وجوده ، البدع لأنها تفسد الدين، وحرم الردة لأنها طعن في الدين، الأمر بكل ما يؤدي إلى تعزيزه وتنميته،أوجب الله تعالى الدعوة إلى الإسلام والدفاع عن عقيدة التوحيد.
 حفظ النفس، للنفس حرمة عظيمة في الإسلام تحريم ما يهدد وجوده نهى الاعتداء عليها الأمر بكل ما يؤدي إلى تعزيزه وتنميته أوجب حمايتها من كل ما يؤدي إلى هلاكها فشرع تعالى عقوبة القصاص.
 حفظ العقل حرم كل ما يعطله تحريم ما يهدد وجوده تحريم الخمر وما شابهه من المفسدات الحسية أما المعنوية فهي التصورات الفاسدة التي تؤدي بالإنسان إلى الضلال
          الأمر بكل ما يؤدي إلى تعزيزه وتنميته التفكر في آيات الله والاجتهاد لتنزيل الشريعة    لعمارة  الأرض.
 حفظ النسل أوجب حفظه تحريم ما يهدد وجوده بالقذف والزنا والعلاقات الشاذة وتدنيس شرف الناس والإجهاض الأمر بكل ما يؤدي إلى تعزيزه وتنميته رغب الإسلام في الزواج.
 حفظ المال أوجب الحفاظ عليه صيانة لمصالح العباد تحريم ما يهدد وجوده حرم تبذيره وأكل أموال الناس بالباطل الأمر بكل ما يؤدي إلى تعزيزه وتنميته الكسب الحلال وتنميته في الاستثمارات المباحة وإنفاقه في الوجوه التي رغب الشرع فيها.
 اهميتها ودورها للفرد والمجتمع

ج- وظيفة الضروريات الخمس في التشريع الإسلامي
في إطار البحث عن مقاصد التشريع في القرآن و السنة اهتدى الفقهاء من خلال الاستقراء إلى الضروريات الخمس، ومن وظائفها ما يلي :

وظيفة بيانية : قصد تيسير فهم التكاليف على المكلف ،وتمكنه من إدراك المنفعة الناتجة عنها والتعرف على الضرر للابتعاد عنه .

وظيفة تشريعية قصد تمكين العلماء من الأدوات التشريعية والقواعد الأصولية للاجتهاد في القضايا والمسائل الطارئة والمستجدة .

وظيفة حقوقية : قصد تكوين وعي عام لدى الناس بالحقوق التي منحها الله سبحانه وأقرها للإنسان في ظل دينه المحتضن للبشرية كلها .

تتبين أهميتها في كون مصالح الدين والدنيا مبنيَّة على المحافظة على هذه الأمور الخمسة، وقيام هذا الوجود الدنيوي مبنيُّ عليها، وكذلك الأمور الأخروية لا قيام لها إلا بها.
- فلو عدم الدين عدم ترتب الجزاء المرتجى، ولو عدم المكلف لعدم من يتديَّن، ولو عدم العقل لارتفع التديُّن، ولو عدم النسل لم يكن في العادة بقاء، ولو عدم المال لم يبق عيش.
وحفظ الدين هو أهم هذه الضروريات الخمس، وأصل مقاصد الشريعة، وما عداه متفرع عنه، محتاج إليه احتياج الفرع إلى أصله، ولو تعرض الدين للضياع أو التحريف والتبديل لضاعت المقاصد الأخرى.

ودليل ذلك قوله تعالى: { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ } [المؤمنون:71]؛ إذ أهواء الناس تختلف، ومصالحهم تتعارض، فإذا لم يكن دينُ يضبط المصالح، وينظم الحياة؛ فإن كل شخص سيفعل ما يراه مصلحة له بحسب ما يمليه عليه هواه، فيحصل الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض والأنساب.
فبالدين تكون المقاصد محفوظة ظاهراً وباطناً؛ لأن المؤمن يعلم أن الله: { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } [غافر:19].
- وأما النفس فقد عنيت الشريعة بحفظها، وشرعت من الأحكام ما يجلب المصالح لها، ويدفع المفاسد عنها، إذ هلاك المكلف يؤدي إلى عدم إقامة الدين.
- وأما العقل فأطبقت الشرائع على حفظه؛ إذ العقل هو النعمة التي ميز الله بها الإنسان على سائر الحيوان؛ فبفقده يستوي مع البهيمة التي لا تعقل ولا تدرك المصالح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق