الخميس، 27 فبراير 2014

نتائج الاعلام المغربي ونتائجه على المجتمع



الاعلام المغربي ونتائجه على المجتمع

وسائل الإعلام المغربية المعاصرة جعلت العالم، بالصوت والصورة، في متناول المتلقي أينما يتواجد، عالم يعتمد على تقنيات تواصلية إخبارية سريعة، وجد متطورة، تقتفي عدساتها أثر الأحداث، وتسلط الضوء على جزئياتها الغامضة، والمغرب جزء صغير من مكونات هذه البقعة الصغيرة، التي تدعى العالم، والأجدى به أن تتغير قناعته من الرسالة الإعلامية، فلم يعد بمقدور أحد إخفاء الحقيقة في حياتنا اليومية، حيث فقدت الدولة سيطرتها على وسائل الإعلام، والإعلام الذي لا ينمي محيطه، إعلام فاشل، فشيء طبيعي أن يبغضه مواطنوه..سخط شعبي شامل
منذ سنوات، ارتفع النفور من الإعلام العمومي، واشتد المقت الشعبي أكثر على القناة الثانية، بسبب تردي وتراجع جودة الخدمة الإعلامية عن بداياتها في التسعينيات، عند خروج القناة إلى الوجود، حيث كانت حينها السباقة، قبل القنوات العربية، الأرضية والفضائية منها، إلى إثارة وتشريح القضايا الساخنة، التي تهم الرأي العام الوطني، في ظرفية كان الوطن العربي عامة، في تعتيم إعلامي تام.. وتخلي القناة الثانية عن مكسبها الإعلامي الجريء خذل غالبية جماهيرها، واشتد غيضهم لانحطاط رسالتها الإعلامية، مقابل تنامي حضور فضائيات عربية أخرى، وفضائيات غربية موجهة للمتلقي العربي لتمرير مختلف تحليلاتهاالغربية، لهذا أعتبر غضب المغاربة حالة صحية عادية، فالسخط مفاده الغيرة على الإعلام الوطني، أتكلم عن السخط المسؤول، وليس المدفوع بنقمة المزايدة أو الخيانة الملعونة ، فالتعتيم والإعلام الإنشائي، والحوارات المتفق عليها مسبقا لم تعد تجدي نفعا حيث بات المواطن باستطاعته التواصل مع وسائل الإعلام في أرجاء المعمور، تمده بأخبار وتفاصيل قضايا تهم شأنه المحلي والقطري..؛ رغم أن بعض تلك الوسائل، في أحايين كثيرة، تجعل الوهم حقيقة، وسرعان ما يصدقه ضحايا الاحباط والنفور من الإعلام الوطني الذي لا يشفي غليلهم في الإخبار والتحليل والمساءلة. فمن المسؤول عن رداءة الرسالة الإعلامية الوطنية؟
إيجابية الموقف الساخط
السخط على تردي الإعلام الوطني وهو موقفا إيجابيا، حيث تعبر تلك الشعارات القدحية عن الإحباط العميق للجماهير من تدني مستوى الإعلام  المغربي  لدى الشعب المغربي، ورفضه لتراجع إعلامها، كحق من حقوق المواطنة ، وتنحيها عن المسار الذي أنشئت من أجله، الانفتاح على المجتمع المدني، وترسيخ قيم الحداثة وحرية الإختلاف، ومساءلة الحقيقة في أحداث وشؤون ساخنة تهم واقع الشعب الإجتماعي، الإقتصادي والسياسي، ليواكب المواطن مستجداتها، وتورطه في تحمل المسؤولية كمواطن فاعل ومسؤول عن مواطنته. فمواطن زمن الثقافة الإعلامية لم يعد في حاجة للمادة الإخبارية بشكلها التقليدي، لأنه يتوفر على منابع متعددة ومختلفة، تزوده بالخبر والمعلومة والتفاصيل، بالصوت والصورة، كشبكات الإعلام الإجتماعي: الفيس بوك، تويتر، يوتيوب، وغيرها، مع إمكانية المغامرة بالتواصل معها بمبادرات شخصية، بالمساهمة في التربص لوقائع الأحداث وأبطالها، بالصوت والصورة، ورميها في إحدى شبكات الإعلام الاجتماعي، أو تقديمها نقمة إلى إحدى القنوات التلفزيونية ذات حضور في الساحة الإعلامية العربية والعالمية..
جيل الإعلام الجديد
لقد كانت القناة  فاعلا في بلورة ثقافة إعلامية جديدة، وتربية جيل على الانتقاء والنقد والمساءلة، والإصرار على الاقناع، والمساهمة في التغيير وخلق القرار في شؤونه المحلية وتطلعاته المستقبلية؛ فالمتلقي المغربي الآني مواطن وصحفي عصامي، على دراية بالأحداث القطرية والقومية والعالمية، متمرد ومدافع بوعي تام عن حرية التعبير وإعلام عمومي مغربي متنوع، ومتفتح، ومسؤول، بأمازيغيته، وعربيته واللغات الحية الأخرى.. فالإعلام الذي لا ينمي المواطن، ولا يرسخ الهوية الوطنية، ولا يقوي الذات الثقافية والتواصلية إعلام سلبي ومرفوض. فشيء طبيعي أن يغضب التلميذ على تراجع مستوى مؤسسته، إنه جيل الإعلام الجديد المتمرد على الإعلام التقليدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق