الاثنين، 24 فبراير 2014

الإدراك والمدرسة المعرفية سيرورات الادراك الانتقاء التنظيم التفسير نظريات السمات



الإدراك والمدرسة المعرفية :

يرى المعرفيون أن الإدراك هو مجموعة من السيرورات العقلية وتقوم نظريتهم
على أساس نموذج تحليل المعلومة الذي مفاده أن الإدراك قابل للتجزئة إلى
مراحل عديدة وكل واحدة هي عملية معالجة خاصة، وهذه السيرورات لاتتم بنفس
النمط بل البعض منها يكون متزامنا والبعض متسلسلا، كما أنها لا تنشط كلها
معا بالضرورة أي لا تظهر كلها في كل أنواع الإدراك.

5-
سيرورات الإدراك :

يتضمن الإدراك ثلاث سيرورات أساسية، الإنتقاء، التنظيم والتفسير

5-1
الإنتقاء :

السيرورة التي بواسطتها يختار الفرد عدد من الرسائل، ضمن ملايير الرسائل
الحواسية التي يرسلها له محيطه، بغية معالجتها.

ويتم الإنتقاء بفضل خلايا عصبية متخصصة التي تستجيب فقط لنوع معين من
المعطيات الحواسية. أن نقص التنبيه قد يحدث إضطراب في نمو هذه الخلايا
المتخصصة.

تتأثر سيرورة الإنتقاء بتغيرات (تحولات) المحيط، بإمكان المثيرات الثابتة
(
المستقرة) أن تحدث تكيفا حواسيا أي انخفاض تواتر التيارات الآتية من
المستقبلات (على مستوى أعضاء الحس)، أو تعودا Habituation أي تجاوز المخ
التنبيه.

5-2
التنظيم :

لقد درس علماء النفس الجشطلتيين كثيرا موضوع التنظيم الإدراكي وصاغوا
المبادئ التي تدرك، عن طريقها الأشكال

وتتمثل هذه المبادئ في :

-
الصورة والخلفية Figure et Fond

-
القرب La proximité

-
الإستمرار La continuité

-
الإنغلاق La fermeture

-
المجاورة Contiguité

-
التشابه La similitude

5-3
التفسير : آخر مرحلة في عملية الإدراك، ويتأثر بالتجارب (الخبرات)
المعاشة في بداية الحياة، التوقعات الإدراكية، العومل الثقافية، الحاجات
الإهتمامات وسياق التنبيهات.

6-
سيرورات التعرف، الكشف والتصنيف

(Identification- Reconnaisance- Catégorisation :

بعد استقبال المعلومات لابد من الكشف والتعرف عليها وهذا لإستخلاص الخصائص
ذات الدلالة والتي يمكن إدماجها في السلوكات.

6-1
تعريف النمط PATTERN :

بالإضافة إلى المعلومات المحصل عليها بواسطة الإحساس والإدراك يستعين البشر
في سلوكاتهم المصممة عن طريق إجراء التعرف والكشف على العناصر أو بالشكل
المنظم للعناصر الموجودة في الحقل الإدراكي والمسمى “نمط” PATTERN

النمط هو بنية سمعية، لمسية، بصرية أو أخرى تحتوي على خصائص ثابتة ناتجة عن
تنظيمها.

6-2
نظريات التعرف على النمط :

التعرف (IDENTIFICATION ) عبارة عن سيرورة عامة، مرنة وبأشكال متنوعة وهو
ضروري ويخص كل الحقول المحتوية على المعلومة، والتعرف هو نشاط معرفي معقد
جدا، يتطلب شيئين :

استعمال المعطيات الحاضرة حاليا.
تذكر المعطيات المخزنة في الذاكرة.
لقد ظهرت عدة نظريات تفسر كيفية يتم التعرف على النمط وهي كالآتي :

6-2-1
نظريات القوالب Théories du gabarit :

حسب أصحاب هذه النظرية يقوم الفرد بأخذ المعلومة الموجودة في المثيرات
ومقارنتها مباشرة بـ “قوالب” أو بنسخ مختزلة لمختلف المظاهر التي تمثل
الأشكال النموذجية التي بإمكان النمط أخذها.

وتخزن هذه الأشكال النموذجية في الذاكرة طويلة المدى وتستخرج أثناء عملية
التعرف، وتم التعرف بواسطة التماثل أو التلاؤم (التوافق) بين الشيء المدرك
والقالب (إذا لم يكن هناك تماثل، يقارن الشيء المدرك مع القالب الأقل
إختلافا معه)، وكلما كانت عملية الملاءمة Assimilation سهلة كلما كان
التعرف سريعا

إن النمط الأكثر دراسة في مخابر علم النفس المعرفي هو الحرف : A

6-2-2
نظريات النموذج Théories du prototype :

حسب هذا النموذج، تنتمي المثيرات إلى مجموعة مواضيع أو تصورات وهذه
المجموعة لها صفات معينة. فمثلا نقول نموذج “السائل”، فهو هنا لا يعني سائل
محدد سلفا وإنما يصلح لكل السوائل، ويتم التعرف على النمط بمقارنة صفات
المثير الحالي (المدرك الآن) مع صفات النموذج.

6-2-3
نظريات السمات Théories des traits :

تقوم على أساس أن النمط يحدد (يعرف) بمجموعة من السمات أو الصفات الخاصة
بنوع معين من المثيرات أو المواضيع، وهذه المجموعة هي التي تحدد تعريف هذا
النمط وتتثل سيرورة التعرف في استخراج السمات من المثيرات ومقارنة المعلومة
المحصل عليها (بعد الإستخراج) مع المعلومة المخزنة في الذاكرة طويلة
المدى، مثلا : “كـ” هو عبارة عن خط أفقي + خطين متلامسين يسارا [- + < =
كـ] أو الحرف “B” هو عبارة عن خط عمودي + نصفا دائرة مقعرتان نحو الداخل
[ÉÉ +
ا = B ]….إلخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق