الجمعة، 14 فبراير 2014

التعايش بين الاديان في ضوء السنة النبوية



التعايش بين الاديان في ضوء السنة النبوية
 النصوص التي تدل على مشروعية التعايش مع غير المسلمين المسالمين، والتي جاءت مضامينها في السنة النبوية فمن أبرزها ما يأتي:-
1.    ما جاء في النهي عن ظلم المعاهدين والذميين، حيث ثبت[1] أن النبي r قال: من آذى ذميا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله وفي رواية: ألا من ظلم معاهدا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة.
2.    عيادة مرضاهم لحديث أنس t أنه قال: كان غلام يهودي[2] يخدم النبي e فمرض، فأتاه النبي e يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: اسلم. فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم. فأسلم ، فخرج النبيe وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار[3].
وقد قيد بعض العلماء مشروعية عيادة غير المسلمين بما إذا كان يرجى منها إسلامهم، و الإ فلا تشرع عيادتهم، قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ: والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف المقاصد، فقد يقع بعيادته مصلحة أخرى.
3.    قبول هدايا غير المسلمين لحديث أبي هريرة ـ t ـ أنه قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله e شاة فيها سم. رواه البخاري[4].
و جاء في رواية أن الهدية قدمتها زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم وهي امرأة يهودية، وقد قبل النبي e هديتها.
ومن شواهد مشروعية قبول هدايا غير المسلمين ـ أيضاً ـ ما تقدم[5] في قصة أسماء بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنها ـ مع أمها المشركة، وأمر النبي e لها بقبول هديتها .
4.    التعامل مع غير المسلمين بالاستدانة منهم، لحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: توفي رسول الله e ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير. رواه البخاري[6].
5.    الحث على إكرام الموتى، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين،  لحديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: مر بنا جنازة فقام لها النبي e فقمنا معه. فقلنا يا رسول الله: إنها جنازة يهودي. قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا. رواه البخاري[7] .
ولحديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان سهل بن حنيف وقيس بن سعد قاعدين بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض ـ أي من أهل الذمة ـ فقالا: إن النبي r مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي. فقال: أليست نفسا. رواه البخاري[8]



[1] رواه ابوداود السنن 3/170 حديث رقم 3052 عن عدد من أبناء الصحابة عن آبائهم، والحديث سكت عنه أبوداود، وقواه السخاوي في المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة ص 392 حيث قال:  وسنده لابأس به، ولا يضره جهالة من لم يسم من أبناء الصحابة، فإنهم عدد ينجبر بهم جهالتهم، ولذا سكت عليه أبوداود.
[2] اسم هذا الغلام غير معروف، كما قال ابن حجر في فتح الباري 3/221:  لم أقف في شي من الطرق الموصولة على تسميته، الإ أن ابن بشكوال ذكر أن صاحب العتبية حكى عن زياد شيطون أن اسم هذا الغلام عبد القدوس، قال: وهو غريب، وما وجدته عند غيره.
[3]  صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 3/219 حديث رقم 1356.
[4]  صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 7/497 حديث رقم 4249.
[5]  انظر الكلام عن قول الله تعالى لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ الذي تقدم قريبا في هذه الدراسة.
[6] صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 6/99 حديث رقم 2916.
[7] صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 3/180 حديث رقم1331
[8] صحيح البخاري ـ مع فتح الباري 3/180 حديث رقم1312

هناك تعليق واحد: