الجمعة، 14 فبراير 2014

خصائص التعايش ومقوماته وثمراته ومعوقاته



خصائص التعايش ومقوماته وثمراته ومعوقاته

المطلب الأول: خصائص التعايش:
التعايش من منظور شرعي له خصائص كثيرة ، من أبرزها ما يأتي:
1.    أنه مرتبط بالوازع الديني، وبمراقبة الله عز وجل، وأن المسلم يمارسه بدافع التقوى، والإيمان بالله عز وجل.
2.    أن مصدره الوحي الإلهي، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن نصوصه مقدسة، فلا مجال للتلاعب بها من قبل البشر كيف شاءوا.
لأجل ذلك فإن التعايش من منظور الشرع عبادة من أجل العبادات .
المطلب الثاني : مقومات التعايش:
لتحقيق التعايش مقومات عديدة من أبرزها ما يأتي:
1. التحلي بفهم المجتمع، ومعرفة ما فيه من اختلافات ثقافية، واجتماعية بين أفراد المجتمع.
2. يتحقق التعايش عندما يشعر الجميع بأنهم أبناء وطن واحد، وأن عليهم أن يعملوا على رفعته، وتطويره، وتنميته تنمية شاملة للجوانب الروحية والمادية.
3. الاعتراف بالآخر، ولاسيما اعتراف الطرف الآخر غير المسلمين بالمسلمين، مع استصحاب المسلمين للفوارق الجوهرية، والموضوعية بين دين الإسلام المحكم، المحفوظ، وغيره من الأديان البشرية والمحرفة والمبدلة.
المطلب الثالث: ثمرات التعايش:
للتعايش بين أفراد المجتمع فوائد عديدة ـ سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وثقافية ـ ومن أبرز فوائده ما يأتي:
1.    أنه سبب لتحقيق المصالح المشتركة لجميع أفراد المجتمع، على اختلاف أديانهم وأعراقهم.
2.    أنه سبب لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع.
3.    أنه سبب لتنمية المجتمعات وتطويرها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
4.    أنه سبب لنشر الدعوة بين أفراد المجتمع، بسبب اختلاط غير المسلمين بالمسلمين، وتفهمهم لطبيعة الإسلام السمحة، ومعرفتهم بمبادئه العظيمة التي تظهر بوضوح في حرص المسلم على حسن التعامل، واحترام الجيران، ومساعدة الآخرين، والتسامح مع جميع أفراد المجتمع.
5.    أنه يعرف الأفارقة غير المسلمين بالوجه الحضاري للإسلام، ويصحح صورة الإسلام التي حاول الأعداء تشويهها في أذهانهم. وينفي عن الإسلام تهم التطرف، والإرهاب التي يحاول خصوم الإسلام وأعداؤه رمي الإسلام بها.
6.    أنه سبب لتمكين الأقليات المسلمة الموجودة في بعض الدول الإفريقية من ممارسة شعائرهم الدينية، وتحقيق ذواتهم الإسلامية، وتأمين مصالحهم الدنيوية.
7.    أنه قد يمكن لبعض أفراد الأقليات المسلمة من احتلال مراكز فعالة في المجتمع، تمكنهم من إظهار تراثهم وحضارتهم بفاعلية، وبأساليب مبتكرة مما يسهم في بروز نهضة إسلامية صحيحة في المجتمعات الإفريقية.
المطلب الرابع: معوقات التعايش:
على الرغم من أن التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في القارة الإفريقية هو السائد؛ إلا أن القارة الإفريقية لم تخل من بعض الصراعات، والنزاعات، التي جعلت التعايش في بعض البلاد محاطاً ببعض العوائق، والشبهات، والإشكالات، وبدراسة بعض تلك الصراعات يمكن تلخيص عوائق التعايش فيما يأتي:

1.    رواسب الاستعمار ومخلفاته، وترويج المستعمر لبعض الشبهات والأكاذيب حول العرب والمسلمين في إفريقيا، والتي منها دعاوى استعمار العرب المسلمين للأفارقة.
2.    الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بعض المجتمعات الإفريقية، والتي تعد من أفقر دول العالم، وكثير من الصراعات الموجودة في القارة سببها شعور أصحابها بالحرمان، واستئثار غيرهم بالأموال، وتعتبر المطالبة بتقسيم الثروة والسلطة من أهم المطالب التي تطالب بها بعض الحركات المسلحة لتحقيق السلام.
3.     عدم المساواة ـ في بعض المجتمعات الإفريقية ـ بين أبناء المجتمع الواحد، وحرمان بعض الأفراد من نيل حقوقهم المشتركة مما يولد الكراهية، وربما الصدامات في المجتمع.
4.    اتهام الثقافة الإسلامية بأنها متخلفة، ومعادية لقيم الغرب، وأنها توفر مرتعا خصبا لتفريخ الإرهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق