الاثنين، 24 فبراير 2014

فطرة الانسان في الدعاء الواقع التاريخي لاهمية الدعاء


الفطرة :

الإنسان من طبيعته أنه إذا كان في سعة وعافية نسي ربه وتمرد وعصى وإذا وقع في شدة وضيق تحركت فطرته ومشاعره واتجه إلى الله ونسي ما كان يدعو إليه من قبل , ومن هنا يوقن أنه لا منقذ إلا الله وتنكشف عنه الحجب ويزول الرين وتذهب الغشاوة و ينطرح بين يدي الله منكرا متواضعا مبتهلا متضرعا باكيا ويجأر إلى الله كاشف السوء مجيب المضطرين غياث المستغيثين منقذ الهالكين جابر المنكسرين منقذ الغرقى وسامع النجوى .

فكم من ملحد نزلت به ضائقة آب إلى الله وكم من شارد فاسق وقع في مأزق ثاب إلى الله ورجع إلى طاعته ( وبعض المجرمين إذا بحثوا عنه ليكشفوا موقعه , يقول : يارب استر ) وهذا يدل على تحرك الفطرة إلى الدعاء ومعرفة أهميته . (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)يونس

العقل السليم

فالعقل السليم يدل على تأثير الدعاء لأن العقل دل على وجود الله وأنه فعال لما يريد وأنه لا معقب لحكمه نعم العقل قاصر ... ولكنه يرى آثار الأدعية وإجابتها .. ومما يحصل بالدعوات من كشف الكربات ونيل الرغبات ....

الواقع التاريخي لاهمية الدعاء

فقد ثبت على مدى التاريخ ما يفيد بالمجموع تواتر ذلك .

1.
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في معركة بدر لم يقل أنا رسول الله ، وأنا غالب ومنتصر ، كلا ! بل قام ليلته تلك رافعاً يديه ، يدعو ربه ويناجيه ، ويقول : " اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض ، اللهم أنجز لي ما وعدتني ، حتى سقط رداءه من على كتفيه ، فأخذه أبو بكر الصديق ، وقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، كفاك مناشدتك ربك ، فإن الله منجز لك ما وعدك ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ، يدعو في وقت الكرب بهذا الدعاء : " لا إله إلا الله الحليم العظيم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم " [ أخرجه البيهقي ]

2.
قصة أصحاب الغار حيث توسلوا بالدعاء فرفع الله عنهم الغمة و أزاح الصخرة و خرجوا يمشون.

3.
قصة جريج الراهب الذي دعا الله وصلى لما اتهم فأنطق الله الغلام فبرأه .

4.
قصة أويس القرني عن عمر أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا الله فأذهب عنه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم ) .

5.
هذا العلاء بن الحضرمي يقود المسلمين لفتح البحرين : اتفق له في غزوة الأحساء أو البحرين أنه نزل منزلا فلم يستقر الناس على الأرض حتى نفرت الإبل بما عليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم وبقوا على أرض ليس معهم شيء سوى ثيابهم وذلك ليلا ولم يقدروا منها على بعير واحد فركب الناس من الهم والغم مالا يحد ولا يوصف وجعل بعضهم يومي إلى بعض فنادى منادي العلاء فاجتمع الناس إليه فقال : أيها الناس ألستم المسلمين ألستم في سبيل الله ألستم أنصار الله قالوا بلى قال : أبشروا فوالله لا يخذل الله من كان في مثل حالكم ونودي بصلاة الصبح حين طلع الفجر فصلى بالناس فلما قضى الصلاة جثا على ركبتيه وجثا الناس ونصب في الدعاء ورفع يديه وفعل الناس مثله حتى طلعت الشمس وجعل الناس ينظرون إلى سراب الشمس يلمع مرة بعد أخرى وهو يجتهد في الدعاء فلما بلغ الثالثة إذ قد خلق الله إلى جانبهم غديرا عظيما من الماء القراح فمشى ومشى الناس إليه فشربوا واغتسلوا فما تعالى النهار حتى أقبلت إبلهم من كل فج بما عليها لم يفقد الناس من أمتعتهم شيئا فسقوا الإبل عللا بعد نهل .

وقد طارد العدو فركبوا السفن وذهبوا إلى دارين فعرف أن العدو فاته فركب بفرسه البحر وهو يقول يا أرحم الراحمين يا حكيم يا كريم يا أحد يا صمد يا حي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام لا إله إلا أنت يا ربنا ففعل الجيش مثله فأجاز بهم الخليج كأنهم على رمل ولحق العدو وقاتلهم وهزمهم .

6.
وهذا البراء بن مالك أقسم على الله في معركة ضد المشركين فكان يقول أقسم عليك يارب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك فمالوا عليهم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا .

7.
وهذا سعد بن أبي وقاص يوم أحد قال له عبد الله بن جحش ألا تدعو الله ؟ فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال : يارب إذا لقيت العدو فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله ويقاتلني ثم ارزقني الظفر به حتى أقتله وآخذ سلبه ، فأمن عبد الله بن جحش , ثم قال : اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك غدا قلت : من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول فيك وفي رسولك صلى الله عليه وسلم فتقول صدقت .

قال سعد : كانت دعوة عبد الله خيراً من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقان في خيط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق