الأحد، 23 فبراير 2014

معجزة خطبة الوداع


معجزة تتعلق بهذه الخطبة:
اعجاز خطبة الوداع
ومن المعجزات التي تتعلق بهذه الخطبة: أنه قد سمعها جميع من كان في الحج بدون مكبر صوت، فعن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: (( خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  بمنى، ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول، ونحن في منازلنا)) رواه أبو داود في سننه. [انظر صحيح أبي داود/1724 - 1957].
أنواع الحقوق العامة:
يتعلق بحق الفرد كإنسان مجموعة من الحقوق العامة، أكد الإسلام على مراعتها، ما لم تتصادم بحق أو حقوق أخرى، ووهي أنواع كثيرة، نذكر أهمها:
أولا: حق الحياة: المشار إليها في قوله (ص) في خطبة حجة الوداع " كل مسلم على مسلم حرام دمه وماله وعرضه " وهو من أكثر الحقوق الطبيعية وأولوية، قال تعالى: " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ". والإسلام يراعي حق الحياة منذ بدء ظهور النطفة وهي مادة الخلقة، فلا يبيح الشرع المقدس قتلها، ومن فعل ذلك ترتب عليه جزاء مادي. وعليه فقد احتل هذا الحق مكانة مهمة في الإسلام، يبدو ذلك جليا لمن يطلع على الروايات الواردة في باب القصاص في المجاميع الحديثية، وسوف يجد نظرة أرحب وأعمق له لهذا الحق فيها، ويتدرج ضمن هذا الحق حقوق كثيرة منها:
1. حق الإنسان في الحياة والأمان: جعل الإسلام حق الفرد في الحياة حقا مقدسا، واعتبر الإعتداء عليه اعتداء على المجتمع برمته وفي نفس الوقت جعل توفير متطلبات حياته وإحياءه لجميع الناس. فالله تعالى هو الذي وهب الحياة للإنسان، وليس من حق الآخرين ولا من حق الإنسان ذاته حد لتلك الحياة، أو الإضرار بها. وحتى في الحروب والمنازعات، فقد حرم الإسلام قتل أطفال الأعداء وشيوخهم ونسائهم ن أو التعرض لرجال الدين غير المحاربين. ومن الآيات الواردة في هذا الصدد : قوله تعالى " كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" وقوله سبحانه:" ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"
2. حق الإنسان في المشاركة في الحياة العامة وتولي المناصب: إن المشاركة في الحياة العامة أو صنع القرارات السياسية والاجتماعية كما يقولون بلغة العصر ليست حقا للإنسان في الإسلام فحسب، وإنما ضرورة يحكمها مبدأ " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الذي يجمع الفقهاء على أنه فرض كفاية، ويقع إثم شركه على المجتمع برمته فجميع أبناء المجتمع يشارك في المسؤولية العامة لحديث: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
3. حق التمتع بالأمن : لكل إنسان سوي حق طبيعي في التمتع بالأمن، فلا يجوز لأي كان تعكير صفو حياته، وجعله أسير الحزن والأسى من خلال التهديد والوعيد بالاعتداء على حياته أو عرضه أو ماله. ويتأكد حق الأمان إذا أمن الإنسان إنسانا أخر بموجب ميثاق أو عهد، وقد أكد القرآن الكريم على المسلمين احترام مواثيق الأمان حتى مع الكافرين، كما في قوله تعالى: " ...فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق. " والنبي الأكرم (ص) دعا إلى رعاية هذا الحق لإنساني العام، وقال في هذا السياق: " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين خريفا " وفي حديث أخر: " المسلمون إخوة تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم ".
ثانيا: حق لإنسان في التملك: الملكية هو كل ما يمكن امتلاكه والإحراز عليه، وهي رابطة شرعية بين المالك وما يملكه، وقد أثارت إلى هذا الحق خطبة حجة الوداع بقول الرسول رحمه الله فيها: " لا يحل لامرئ من أخذي إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم « وفي طرف أخر منها: " إن دمائكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم ".
ومن هذين النصين الواردين في هذه الخطبة النفسية، نجد أن الإسلام يهدف بنظامه الاقتصادي إلى حفظ كرامة الإنسان، وإطلاق حرياته في الاجتهاد بالعمل وقطف ثمار هذا الاجتهاد والتمتع بخيرات الحياة، قال تعالى: " هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ".
وفي الوقت الذي يحمي الإسلام الملكية الفردية، فإنه يقيدها بقيود قانونية، وخلقية تمنعها من الطغيان، ومجاوزة الحدود، حيث جعل لها ضوابط والتزامات أخلاقية كالزكاة والصدقات والتبادل التجاري المثمر.
أما الملكية العامة، فقد أباحها الإسلام دون قيد ولا شرط، كالأنهار والشواطئ والأحباس، وفي نفس الوقت نجد النظام الرأسمالي يعتبر الملكية خاصة مجردة من جميع القيود تطلق العنان للفرد في التصرف باحتكار الأسواق والبحث عن الأرباح الطائلة بأي طريقة كانت، ولو ألحق الضرر بالغير، كما تشجع على الادخار وحبس الأموال مع المضاعفة على ذلك كلما امتدت المدة وتراكم الرصيد المالي.
ولهذا فنضرة الإسلام إلى الملكية باعتبار خاص متميز عن غيره من الاعتبارات المذهبية الاقتصادية، فالقرآن الكريم ينسب ملكية المال إلى الله تعالى حقيقة وإلى الإنسان مجازا فالله سبحانه هو المالك الحقيقي للكون وللإنسان مجازا ولما في الأرض من كنوز وثمار وأنهار، قال تعالى: " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا " وقال سبحانه " أفرآيتم ما تحرثون أنتم تزرعونه أم نحن الزارعون" فهذه هي حقيقة ملكية الأحوال في الإسلام.
أما نسبة الملكية إلى الإنسان، فيقول القرآن عنها: " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات
ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض". وقال: " ولا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل ". والغية التي أرادها القرآن من نسبة الملكية إلى الإنسان، هي إثارة عواطف الكدح والكسب في نفسه وبعث نشوة الطموح والتنافس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق