الجمعة، 14 فبراير 2014

فن المقال الصحفي



فن المقال الصحفي
Article

من أشهر قواعد العمل الصحفي أن " الخبر مقدس و التعليق حر " حيث يدخل المقال في إطار هذا التعليق بما يميزه عن غيره من الفنون الصحفية بحيث يعد العنصر الشخصي ركنا أساسيا من أركانه.
و يختلف المقال الصحفي عن باقي الفنون التي تم استعراضها من حيث أنه تعبير ذاتي وشخصي عن الأفكار والخبرات والاتجاهات, حتى لو كان هذا التعبير معارضاً في مضمونه لأفكار وخبرات واتجاهات أخرى.
وكلمة " مقال " تعني : محاولة أو خبرة أو تجربة أولية .
ورغم أن بداية الصحافة الأولى في العالم كانت صحافة مقال وتحولت إلى صحافة خبر إلا أن المقال لم يفقد أهميته وحيويته , بل يعتبر مؤشراً من مؤشرات الديمقراطية والحريات التي يتمتع بها بلد دون الآخر خاصة المقالات النقدية التي تهاجم مظاهر الفساد والسياسات غير السوية في المجتمع أيا كان مصدرها , كما يدل المقال على نضوج المجتمع واتجاهات الرأي العام فيه .
ويعبر أحد الخبراء عن المقال بكلمات فيقول عنه: المقال رسالة من العقل إلى العقل والقلب .
 أما المقال كما عرفه د.محمود أدهم فهو : " فكرة يقتنصها الكاتب خلال معايشته الكاملة للأنباء والآراء والقضايا والاتجاهات والمشكلات المؤثرة على القراء والمجتمع بحيث يعرضها ويشرحها بالتأييد أو المعارضة بلغة واضحة وأسلوب مبسط يعكس شخصيته وفكره " .
و تعرفه دائرة المعارف البريطانية على أنه: " إنشاء متوسط الطول يكتب للنشر في الصحف و يعالج موضوعا معينا بطريقة مبسطة و موجزة على أن يلتزم الكاتب حدود الموضوع".
غير أن هذا التعريف لا يشمل المقال التحليلي الذي يحتاج كاتبه إلى تناول القضية بأبعادها المخلفة لذا عادة ما تكون مساحته كبيرة.
* أنواع المقال الصحفي :
للمقال الصحفي أنواع مختلفة أخذت تتطور حتى صار كل منها يشكل فناً صحفياً قائماً بذاته وهي:
1/ المقال الافتتاحي.
2/ المقال العمودي.
3/ المقال النقدي.
4/ المقال التحليلي.
5 / مقال اليوميات.

و قد تجد بعض الكتاب يجتهدون في وضع أنواع أخرى من المقالات غير تلك المذكورة ، و من هذه الأنواع المقال التفسيري و المقال المتخصص و مقال المناسبات و مقال الفكاهة.

وظائف المقال الصحفي:
المقال الصحفي لا يكتب فقط للتعرف على الآراء بصورة مجردة أو لتبادل الأفكار فقط وإنما يؤدي العديد من الوظائف أهمها:
1/ الإعلام: بتقديم معلومات وأفكار جديدة عن قضايا ومشكلات تشغل بال الرأي العام.
2/ الشرح والتفسير: من خلال التعليق على الأخبار والأحداث اليومية بهدف استجلاء أبعادها ودلالاتها.
3/ التثقيف: عن طريق نشر المعارف الإنسانية المختلفة.
4/ الدعاية السياسية: بنشر سياسات الحكومات والأحزاب ومواقفها المختلفة من القضايا.
5/ تعبئة الجماهير: بهدف خدمة نظام سياسي أو اجتماعي معين أو للإسهام في إثارة الجماهير وحشد طاقاتها وتحقيق التنمية الوطنية.
6/ تكوين الرأي العام: من خلال التأثير على اتجاهات الرأي السائدة في المجتمع بالسلب أو الإيجاب.
7/ التسلية والإمتاع: للترويح عن القراء مع ارتباط التسلية بهدف معين.
8/ تنمية المجتمع في المجالات المختلفة.
9/ الدفاع عن المباديء السامية و العقيدة الإسلامية في مواجهة الادعاءات الزائفة بحقه.
10 / الدفاع عن الحريات التي لا تتناقض مع المباديء و الأخلاقيات.

* بأي لغة نكتب المقال ؟
المقال الصحفي يختلف عن المقال الأدبي الذي يعرض تجربة الكاتب الذاتي وعواطفه ومشاعره وعن المقال العلمي الذي يعتمد أساسا على الحقائق والنظريات العلمية فهو وسط بين الاثنين لأن فيه شئ من " ذاتية الكاتب الأدبي وموضوعية العالم ".
فلغة المقال الصحفي أقرب إلى لغة الحياة العامة بمعنى أن يفهمها كل الناس على اختلاف مستوياتهم التعليمية أو الثقافية, ولكنها ليست اللغة العامية.
ويصف البعض هذه اللغة بالقول : لغة العربية الفصحى المعاصرة أو فصحى عصر الصحافة والإعلام .

* البناء الفني للمقال :
يتكون البناء الفني الأساسي للمقال من ثلاثة أجزاء هي: المقدمة و الجسم و الخاتمة. ويكتب بقالب الهرم المعتدل على عكس كتابة الخبر الصحفي, بحيث لا يمكن الاستغناء عن أي جزء منهم لأن ذلك يقلل من شأن المقال ويحد من فاعليته, وإن كانت الخاتمة هي الأقل حظا بين كتاب المقال وهو ما يقتضي الانتباه إليه.
و تضم هذه الأجزاء:
المقدمة : كل موضوع صحفي يبدأ بمقدمة وفي المقال نبدأ بمدخل تمهيدي للفكرة لإثارة انتباه القارئ وشده لمتابعة بقية المقال , كما يمكن أن تتضمن فكرة جديدة مثيرة أو قضية تشغل بال الرأي العام , أو تعليقا على خبر هام يتداوله الناس أو وصفا لمشكلة خطيرة وحساسة في المجتمع .
الجسم : وهو الجزء الذي يحتوي على المادة الحيوية والجوهرية ( الدسمة ) في المقال ,ويضم البيانات والمعلومات والحقائق المرتبطة بالموضوع , الأدلة والأسانيد المؤيدة لوجهة نظر الكاتب ,أبعاد الموضوع ودلالاته المختلفة والخلفية التاريخية للموضوع .
الخاتمة: وهي أهم أجزاء المقال التي يتوقف عليها مدى اقتناع القارئ أو عدم اقتناعه بفكرة الموضوع وبآراء الكاتب وغالبا ما تضم واحدا من النقاط التالية:
خلاصة ما توصل إليه الكاتب من آراء, دعوة القارئ للمشاركة في إيجاد حلول للقضية أو المشكلة المطروحة لتفعيل دوره أو دفع القارئ لاتخاذ موقف معين اتجاه موضوع مطروح أو النصيحة التي يقدمها الكاتب للقراء عامة وللمرتبطين بالموضوع خاصة.

 vأنواع المقالات الصحفيةv

ونقدم فيما يلي نبذة مختصرة للتعريف بكل نوع من أنواع المقالات الصحفية التي ورد ذكرها:
1/ فن المقال الافتتاحي( الافتتاحيات ):
ويقوم على أساس شرح وتفسير الأخبار والأحداث اليومية والتعليق عليها بما يكشف عن سياسة الصحيفة تجاه هذه الأحداث والقضايا المجتمعية أو الدولية.
 والمقال الافتتاحي الذي تراجعت مكانته في الصحف اليومية ( لازالت صحيفة القدس هي الصحيفة اليومية الوحيدة الذي تحافظ عليه بصورة دورية من خلال مقالها - حديث القدس - ) يربط القراء بالصحيفة من ناحية, وبالأحداث اليومية الجارية من ناحية أخرى.
 ولأنه يعبر تماما عن سياسة الصحيفة فإن مهمة كتابته تسند إلى رئيس التحرير أو كبار الكتاب في الصحيفة والمؤسسة وهو لا يوقع باسم كاتبه لأنه يمثل رأي المؤسسة لا رأي الشخص.
 أما المعادلة التي يقوم عليها المقال الافتتاحي فهي: محاولة الربط بين سياسة الصحيفة وبين طبيعة النظام السياسي والاجتماعي في البلد الذي تصدر فيه ثم مراعاة الجمهور المستهدف من القراء.
 وموضوعاته شاملة للأخبار والأحداث والمشاكل التي تشغل الرأي العام إضافة إلى القضايا الاقتصادية والثقافية وحتى الرياضية في بعض الأحيان.
أنواعه: و من أنواعه التي وضعها بعض المختصين: المقال الافتتاحي الشارح المفسر، و المقال الافتتاحي النزالي، و المقال المستكشف، و المقال المقارن إضافة إلى المقال التحذيري و المقال الشامل.
خصائص المقال الافتتاحي:
و يتميز المقال الافتتاحي بالخصائص التالية:
1 - التعبير عن سياسة الصحيفة سواء كانت هذه الصحيفة مستقلة أو تابعة لحزب من الأحزاب أو معبرة عن اتجاه سياسي أو اجتماعي أو فكري في البلد الذي تصدر فيه.
2 - متابعة الأحداث اليومية سواء تلك التي تقع في النطاق المحلي أو تلك التي تقع على النطاق الدولي.
3 - الاهتمام بالقضايا التي تهم الرأي العام وتشغل أذهان القراء.
4 - ضرورة إبراز الخلفية التاريخية للأحداث والقضايا التي يتناولها المقال الافتتاحي بالشرح والتحليل.
5 - استخدام لغة سهلة بسيطة وأسلوب واضح محدد يتلاءم وطبيعة قراء الصحيفة الذي تختلف مستوياتهم الثقافية.
6 - القدرة على إقناع القارئ بالقضية أو الرأي الذي تنادى به الصحيفة بما يقدمه الكاتب من حجج منطقية وأدلة كافية.

كتابة المقال الافتتاحي:
يكتب المقال الافتتاحي بطريقة الهرم المعتدل أي يتكون من ثلاثة أجزاء هي:المقدمة.و الجسم. و الخاتمة.
أولاً/ مقدمة المقال الافتتاحي:
وهي تحتوي على مدخل يثير الانتباه إلى أهمية الخبر أو القضية أو المشكلة أو الفكرة التي يدور حولها المقال وهذه المقدمة يمكن أن تضم النقاط التالية:
1 - عرض فكرة مثيرة لاهتمام القراء.
2 - طرح قضية هامة تمس مصالح القراء.
3 - وصف مشكلة خطيرة صارت حديث الناس في المجتمع.

والمقدمة تقوم بعدة وظائف هي:
1 - تهيئة ذهن القارئ لموضوع المقال.
 2 - إعادة تذكير القارئ بالخبر أو الحادثة أو القضية موضوع المقال.
3 - جذب انتباه القارئ ودفعه إلى قراءة المقال عن طريق الطرح الجديد والشيق للموضوع.
ثانياً/ جسم المقال الافتتاحي:
وهو الجزء الذي يحتوي على المادة الجوهرية في المقال و قد يحتوي على النقاط التالية:
1.    البيانات والمعلومات والحقائق الكافية عن الموضوع.
2.    الأدلة والحجج والأسانيد التي تؤيد وجهة نظر كاتب المقال.
3.    الخلفية التاريخية للموضوع.
4.    أبعاد الموضع ودلالاته السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الفكرية.

ووظيفة جسم المقال الافتتاحي تنحصر في النقاط التالية:
1.    تقديم البيانات الكافية لإشباع رغبة القارئ في الموضوع.
2.    تقديم الحجج المنطقية التي تدعم وجهة نظر الصحيفة في الموضوع.
3.    إقناع القارئ بموقف الصحيفة أو سياستها تجاه موضوع المقال.

ثالثا/ خاتمة المقال الافتتاحي:
و الخاتمة هي أهم أجزاء المقال وعليها يتوقف مدى اقتناع القارئ أو عدم اقتناعه بسياسة الصحيفة.
وغالبا ما تضم الخاتمة النقاط التالية:
1 - خلاصة الآراء والأفكار التي تصل إليها الصحيفة في موضوع المقال.
2 - دعوة القارئ للمشاركة في إيجاد الحلول للقضية أو المشكلة المطروحة إن كان الأمر يفترض مشاركة القارئ أو تعبئته لتحقيق هدف معين أو لتنفيذ خطة معينة.
3 - دفع القارئ إلى اتخاذ موقف معين تجاه موضوع معين.














2/ فن العمود الصحفي:
المقال العمودي عبارة عن مساحة محدودة من الصحيفة تضعها الصحيفة تحت تصرف أحد الكتاب للتعبير من خلالها عن آرائه وأفكاره وخواطره دون أن تشترط عليه التزامه بسياستها مع الحرص على عدم المعارضة القوية لها .
ويعتبر المقال العمودي من أكثر المقالات قبولاً وقراءة وصدى لدى القراء لأنه يمتاز " بخفة الظل " النابعة من قصر مساحته وبلاغة كلماته وقوة معانيه وتجدد موضوعاته خاصة المقالات العمودية اليومية.
خصائص العمود الصحفي:
1.    الجمع بين بساطة اللغة الصحفية وسهولتها ووضوحها بين جمال اللغة الأدبية.
2.    يعبر عن التجربة الذاتية للكاتب.
3.    يقوم على أساس وجود علاقة حميمة بين الكاتب والقراءة.
4.   يقوم على تطبيق القاعدة الذهبية في الصحافة والتي تقول: أكبر كم من المعاني والمعلومات في أقل قدر ممكن من الألفاظ.

العناصر الثابتة في المقال العمودي:
والمقال العمودي إضافة إلى أنه يحمل توقيع واسم كاتبه فلابد أن يحافظ على عدد من العناصر الثابتة و هي:
× أن ينشر في صفحة ثابتة.
× له عنوان عمودي ثابت بخلاف عنوان المقال المتغير حسب الموضوع.
×أن يكون له موقعا ثابتا على الصفحة الثابتة.
×أن تكون له دورية نشر دورية نشر ثابتة.
 وتمتاز موضوعاته بالحيوية البالغة والإثارة الهادفة ولا يوجد قيود على المجالات والموضوعات التي يطرقها الكاتب, فمن حقه أن يكتب في السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة والفن والأدب وغير ذلك مع اختلاف زاوية المعالجة للموضوع.
فكاتب المقال العمودي الذي يفترض في مساحته أن يكون محدودة عليه أن يهتم بمعالجة الموضوع الذي يطرحه من زاوية محددة ومركزة دونما تشتت أو توسع.
 Õو من أمثلة المقالات العمودية في الصحافة الفلسطينية: مقال دفاتر الأيام و أطراف النهار لحسن البطل في صحيفة الأيام، و مقال حياتنا لحافظ البرغوثي، و مقال حديث الأربعاء لأحمد دحبور في صحيفة الحياة الجديدة.
و يشار هنا إلى أن فن المقال العمودي الصحفي انتشر بصورة واسعة و ملحوظة في الفترة الأخيرة في المواقع الإلكترونية الفلسطينية و العربية على حد سواء.

* أسلوب المقال العمودي:
 يتوفر في أسلوبه قدر من الأسلوب الأدبي الجمالي من حيث الاعتناء بالألفاظ واستخدام الصور البيانية والموسيقى اللفظية شريطة عدم الإغراق فيها حتى لا يصبح أدبا خالصا ويتحول إلى خاطرة و يصفه البعض على أنه ( وجبة سريعة دسمة).
كما يغلب على أسلوب المقال العمودي الأسلوب النقدي من خلال تناول بعض القضايا و الأفكار و تقديم وجهة نظر مخالفة أو معارضة للفكرة.
و يميل المقال العمودي إلى الاهتمام بالشؤون العامة, لذا يهتم البعض بمعالجة هذه القضايا المتجددة بأسلوب نقدي قائم على السخرية ( المضحك المبكي ) تجاه الظواهر السلبية في المجتمع.

كتابة العمود الصحفي:
يكتب العمود الصحفي كما المقال الافتتاحي من ثلاثة أجزاء(مقدمة، جسم، خاتمة).
أولاً/مقدمة العمود الصحفي:
مقدمة العمود الصحفي تشمل مدخل أو زاوية يمهد بها الكاتب لموضوع العمود وهذا المدخل أو الزاوية يمكن أن يشمل على النقاط التالية:
1.  خبرا من الأخبار أو حدثا من الأحداث الهامة الجارية بشرط أن يركز الكاتب على زاوية معينة أثارت انتباهه ويرى أنها تهم القراء في نفس الوقت.
2.  فكرة أو خاطرة أو لمحة أو انطباع يرى الكاتب أنه يحتاج إلى شرح وتوضيح أو إلى تفسير وتعليق أو إلى استخلاص العبرة منه.
3.  قضية أو مشكلة أو حدث يرى الكاتب أنه يمس مصالح القراء أو يثير اهتمامهم، وللكاتب أو القضية وجهة نظر يريد الإفصاح عنها.
ولكن يشترط أن تكون الزاوية التي يتناول الكاتب من خلالها هذه القضية أقرب إلى اهتمام الناس وتفكيرهم، أو قد تكون الزاوية هي تجربة الكاتب الذاتية مع الحدث أو القضية نفسها.
4.  حكمة مأثورة أو مثل شعبي معروف، أو قول لمفكر أو كاتب أو فيلسوف، وأحيانا يبدأ العمود بتصريح هام لشخصية من الشخصيات التي تلعب دورا في الأخبار اليومية فيستند إليه كاتب العمود في إبراز الفكرة التي يريد قولها.

ثانياً/جسم العمود الصحفي:
وهو يضم جوهر المادة يحتويها العمود الصحفي وقد يشمل النقاط التالية:
1.         الأدلة أو الشواهد أو الحجج التي يؤكد بها الكاتب رأيه.
2.         تفاصيل الحدث أو الصورة الحية أو القصة أو المشكلة أو القضية التي يطرحها الكاتب على القراء.
3.   وعندما يكون العمود عبارة عن سؤال من القارئ وإجابة من الكاتب فإن جسم العمود الصحفي يتضمن إجابة الكاتب على سؤال القارئ.
ثالثا: خاتمة العمود الصحفي:
وقد تشمل خاتمة العمود الصحفي على واحد من النقاط التالية:
1.    خلاصة رأي الكاتب في الحدث أو القضية أو المشكلة التي يعرضها.
2.    العبرة أو الموعظة أو الحكمة التي

طريقة عرض مادة المقال العمودي:
و للعمود الصحفي أنواع متعددة لعرض مادته تختلف باختلاف مضامينها وهذه الأنواع هي:
1- العمود الصحفي الذي يغلب عليه الاهتمام بالشؤون، فيتعرض لمختلف القضايا، ولكن من الزاوية التي تهم القراء وتمس مشاعرهم.
2- العمود الصحفي الذي يغلب عليه الاهتمام بالنقد الاجتماعي اللاذع والقائم على السخرية ( المضحكة المبكية ).
3                                 العمود الصحفي الذي يقوم على ذكر أسئلة أو خطابات تصل إلى الكاتب من القراء، ثم يتولى هو الرد أو التعليق عليها أو الاكتفاء بنشرها.
4- العمود الذي يقوم على الحوار الذي يخلقه الكاتب سواءً على لسانه أو لسان غيره، وهو قد يأخذ شكل الحوار مع نفسه ( المونولوج ) أو يأخذ شكل الحوار مع غيره ( الديالوج ).
5- العمود الذي يقوم على وصف الطرائف والمفارقات بهدف تسلية القارئ.ء بعد أن يجيب على سؤال يقدم له من قارئ في الأعمدة التي يكون موضوعها الإجارة على بعض أسئلة القراء.










3/ المقال النقدي:
ويقوم المقال النقدي أساساً على عرض وتفسير وتحليل وتقييم الإنتاج الأدبي والفني والعلمي, بهدف توعية القارئ بأهمية هذا الإنتاج ومساعدته على اختيار ما يقرأ ويشاهد ويسمع من وسط الكم الهائل من الإنتاج المتدفق على كافة المستويات.
و يتضمن تقييم شكل ومضمون العمل الفني أو الأدبي أو العلمي الكشف عن الجوانب الإيجابية والسلبية, وليس فقط الجوانب السلبية, وتقوم عملية التقييم على أساسيين هما : إتباع الأصول العلمية والقواعد والنظريات وانطباعات الكاتب الذاتية وذوقه الفني ورؤيته الفكرية .

مجالات المقال النقدي:
و تتسع مجالات المقال النقدي لتشمل غالبية النشاط الإنساني:
الإنتاج الأدبي : من قصص وروايات وشعر وأغاني .
الإنتاج المسرحي : مطبوعا أو معروضا على المسرح .
الإنتاج السينمائي: أفلام كارتون , أفلام تسجيلية , أفلام وثائقية .
الإنتاج الإذاعي والتليفزيوني: تمثيليات , أغاني , وبرامج متنوعة .
الإنتاج التشكيلي: رسوم كاريكاتورية ,صور , نحت .
الإنتاج العلمي: مؤلفات , كتب , دراسات وأبحاث .

وظائف المقال النقدي:
1.    عرض وشرح وتفسير وتحليل الأعمال الأدبية الفنية والعلمية والكشف عن أبعادها ودلالاتها المختلفة.
2.    تقييم شكل ومضمون العمل الفني والأدبي والعلمي وذلك بالكشف عن جوانبه الإيجابية والسلبية.
3.  إرشاد القارئ ومعاونته على اختيار أفضل الأعمال الفنية أو الأدبية أو العلمية المناسبة وذات المستوى المرتفع، فالمقال النقدي هو الذي يشير مثلا على القارئ بالفيلم الذي يستحق أن يشاهده والفيلم الذي لا يستحق.
4.  الكشف عن آثار ونتائج العمل الفني والأدبي على الجمهور المتلقي. فالناقد السينمائي لا يهتم فقد بإبراز نواحي الجمال أو القبح ولا بنواحي الجودة أو الرداءة في الفيلم الذي ينقده، وإنما يمكنه أن يقوم أيضا بالإشارة إلى تأثير هذا الفيلم على جمهور المشاهدين.
لغة المقال النقدي:
المقال النقدي يجمع بين اللغة الصحفية واللغة العلمية، بين جمال وذوق اللغة الأدبية، مع ضرورة أن تتوفر فيه أيضا ملامح وخصائص اللغة الصحفية أي البساطة والوضوح والسهولة.
و النقد نفسه سواء كان نقدا أدبيا أو فنيا أو علميا يقوم على أساسين:
الأول: النظريات والقواعد والأصول العلمية، والناقد الأدبي أو الفني أو العلمي ملتزم في كتابته للمقال النقدي بقواعد وأصول ونظريات العلم الذي تخصص فيه.
الثاني: انطباعات الكاتب الذاتية وذوقه الفني ورؤيته الفنية والفكرية الخاصة فالمقال النقدي ليس مجرد عملية ميكانيكية لتطبيق قواعد عليمة صارمة والخروج منها بنتائج محددة وإنما هو في نفس الوقت علم وفن، ومزيج بين موضوعية العالم وذاتية الفنان، ولعل هذا هو الذي يفرق بين ناقد وآخر رقم أنهما قد يتصديان لنقد عمل واحد.

بناء المقال النقدي:
يقوم بناء المقال النقدي على طريقة الهرم المعتدل تماما كالمقال الافتتاحي و العمود الصحفي بحيث يتضمن ثلاثة أجزاء.

أولاً / مقدمة المقال النقدي:و تشتمل على النقاط التالية:
1.    القضية أو المشكلة أو الفكرة الهامة التي يثيرها موضوع العمل الفني أو الأدبي أو العلمي.
2.    التجديد أو التطوير أو العنصر الجديد الذي يطرحه شكل ومضمون هذا العمل.
3.    مدى إقبال الجمهور على العمل أو مدى إعراضه عنه.

ثانيا/جسم المقال النقدي:و يضم النقاط التالية:
1.    عرض موضوع العمل النفي أو الأدبي أو العلمي.
2.    تحليل وتفسير وشرح الأبعاد المختلفة للعمل.
3.    تقديم المعلومات الخفية أو التاريخية للعمل نفسه.
4.    المقارنة بين هذا العمل وغيره من الأعمال المشابهة.

ثالثا/ خاتمة المقال النقدي: و تشمل النقاط التالية:
1.    التقييم النهائي للعمل وتحديد مستواه بالنسبة لغيره من الأعمال المشابهة.
2.    دعوة القارئ إلى سماع أو مشاهدة أو قراءة هذا العمل أو دعوته إلى عدم الاهتمام به.


4/ المقال التحليلي :
يعد المقال التحليلي من أكثر المقالات تأثيرا حيث يمتد أثره إلى مدة أطول لأنه يقوم على التحليل العميق للأحداث والقضايا.
 ويتناول هذا المقال الأحداث والوقائع بالتفصيل مع الربط فيما بينها وبين غيرها من الوقائع واستنباط ما يراه من آراء واتجاهات واستنتاج أحداث وتوقعات مستقبلية.
و يحتل الموضوع السياسي النصيب الأوفر من المقالات التحليلية لمدى الترابط بين الموضوعات السياسية وشئون الحياة المختلفة وتداعيات الحياة السياسية, إلى جانب حشد أكبر كمية من التفاصيل والحجج المنطقية والأدلة والشواهد التي تشرح موضوع المقال.
تعريف المقال التحليلي:
هو أبرز فنون المقال الصحفي وأكثرها تأثيرا حيث يقوم على التحليل العميق للأحداث والقضايا والظواهر التي تشغل الرأي العام، كما يتناول الوقائع بالتفصيل ويربط بينها بين غيرها من الوقائع التي تمسه من قريب أو بعيد ثم يستنبط منها ما يراه من آراء واتجاهات.
والمقال التحليلي لا يقتصر فقط على تفسير أحداث الماضي أو شرح الوقائع الحاضرة وإنما يربط بين الاثنين ليستنتج أحداث المستقبل.
 ولأن المقال التحليلي يقوم على التحليل العميق والمدروس للأحداث فهو غالبا ما يكون أسبوعيا ولو كان ينشر في صحيفة يومية وليس هناك حجم معين للمقال التحليلي ولكنه قد يحتل مساحة صفحة كاملة من الجريدة أو أكثر في بعض الأحيان.

وظائف المقال التحليلي:
        للمقال التحليلي عدة وظائف هامة ولكن يبرز في مقدمتها الوظائف الثلاث التالية:
1.    عرض وتحليل الأحداث الجارية والكشف عن أبعادها ودلالاتها.
2.    مناقشة وطرح القضايا والظواهر التي تشغل الرأي العام المحلي أو الدولي ومساعدة القراء على فهمها ومتابعتها.
3.  التعبير عن السياسات والاتجاهات السائدة في المجتمع وطر وجهات نظر القوى السياسية والاجتماعية في البلد الذي تصدر به الصحيفة.
كتابة المقال التحليلي:
 يكتب المقال التحليلي _شأنه في ذلك شأن جميع أنواع المقال الصحفي_ على قالب الهرم المعتدل، ويحتوي على مقدمة وجسم وخاتمة.
 ولكن المقال التحليلي يتميز عن كل من المقال الافتتاحي والعمود الصحفي بكبر حجم مساحته في الصحيفة وهو الأمر الذي يسمح لكاتبه بأن يحشد في جسم المقال أكبر كمية من التفاصيل والحجج المنطقية والأدلة والشواهد التي تشرح موضوع المقال.

خامساً: فن اليوميات الصحفية:
اليوميات الصحفية ليست في حقيقة الأمر سوى مجموعة من الأعمدة يكتبها كاتب واحد مرة واحدة في الأسبوع، فالفقرات التي تضمها اليوميات إذا أخذت كل منها على حدة لما اختلفت كل فقرة منها عن العمود الصحفي في شيء سواء في موضوع اليوميات أو لغتها، أو في بنائها الفني القائم على الهرم المعتدل.
 فموضوعات اليوميات الصحفية يمكن أن تستوعب السياسة والاقتصاد والاجتماع وقضايا الفكر والفن والأدب وكذلك مشاكل الناس وهمومهم.
ولغة اليوميات تجمع شأنها شأن العمود الصحفي بين بساطة اللغة الصحفية وجمال اللغة الأدبية، وكذلك في كونها تقوم على التجربة الذاتية للكاتب.
وقد انتشرت اليوميات الصحفية في الصحافة العالمية والعربية في النصف الأول من القرن (الماضي) وخاصة في أوقات ازدهار صحافة الرأي ولكن كثيرا من الصحف بدأت تخلي صفحاتها من هذا الفن الصحي مع بداية ربع القرن الأخير، حيث بات من النادر أن تجد صحيفة تفرد مساحة من صفحاتها لهذا الفن، وبعد أن كان فن اليوميات بابا رئيسيا من أبواب الصحف والمجلات العربية- وغالبا ما تفسح له صفحتها الأخيرة- صار من النادر أن تجد صحيفة أو مجلة عربية ما زالت تحتفظ بهذا اللون من الألوان الصحفية ويمكن أن نرجع هذا التراجع إلى عاملين:
الأول: أن فن العمود الصحفي صار يؤدي جميع وظائف اليوميات بالإضافة إلى تميزه بصغر المساحة التي يشغلها من الصحيفة.
والثاني: تراجع صحافة الرأي وغلبة صحافة الخبر على الصحافة المعاصرة.







Õالتخطيط لكتابة مقالÖ

* أريد أن أكتب مقالا .... من أين أبدأ وكيف ؟
إذا رغبت بكتابة مقال ولم تمارس من قبل هذا النوع من الكتابات الصحفية فيمكنك الاسترشاد بالخطوات التالية حتى تسهل عليك عملية الكتابة, وهي على النحو التالي:
1/ تحديد الفكرة الرئيسة للمقال الذي تريد الكتابة حولها, مع تحديد المصادر التي ستلجأ إليها في عملية جمع المعلومات حول الفكرة لتكون أكثر نضوجاً لديك.
2/ أكتب ملخصاً عن فكرة مقالك التي اخترتها في سطرين أو ثلاثة للتأكد من أن المقال الذي ستكتبه قدم تفصيلا وافيا حول الفكرة والتزم بها.
3/ قسم مقالك إلى عناصر ونقاط وابدأ عملية جمع المعلومات وترتيب الأفكار حولها قبل الشروع في كتابتها لتعرضها بصورة متسلسلة ومنطقية ومترابطة, بحيث تخدم فكرة المقال الرئيسة .
4/ لا تكتف بعرض الحقائق والآراء مجردة في بعض الأحيان بل ابحث عن دلالاتها وأبعادها مع ربطها بحقائق أخرى للخروج بأفكار جديدة للقراء وللابتعاد عن إعادة كتابة ما تم نشره.
5/ أنت وصلت بذلك لمرحلة الكتابة النهائية للمقال بعد أن قسمته إلى ثلاثة أجزاء ( مقدمة – جسم – الخاتمة ) فاشرع في كتابة مسودة أولية واتبعها باستكمال ما تبقى من معلومات ناقصة وعمليات حذف أو إضافة وإجراء المراجعة اللغوية والأسلوبية قبل تقديم المقال بصورته النهائية للجهات المعنية لنشره.

* شروط الكتابة الجيدة للمقال :
والكتابة متعة وليست مجرد عملية عرض لآراء وأفكار, ويرى البعض أن كتابة المقال هي تجربة أصعب من تجربة الكتابة في الفنون الصحفية الأخرى التي تعتمد بدرجة أكبر على المعلومات التي يتم تجميعها والوصول إليها من مصادرها المختلفة.
ولأن الكتابة الجيدة تحتاج إلى مزيد من الممارسة, فإن لها كذلك شروطاً يجب أن تتحقق وتتضح من خلال كتاباتك وهي:
1/ صحة اللغة وسلامة التعبير .
2/ الترابط والتجانس دون الانتقال المفاجئ المربك بين الجمل والفقرات.
3/ الإقناع والتأثير وصولا إلى تحقيق هدف الكتابة, ويتم ذلك من خلال اللجوء إلى : أسلوب الإقناع العقلي اعتمادا على الحجج والدلائل والحقائق ثم أسلوب التأثير العاطفي الوجداني انطلاقا من المشاعر والأحاسيس المحيطة بالكاتب والقضية .
4/ عرض تجربتك الإنسانية دون الحديث الشخصي الذاتي ( الأنا ) وإنما توظيف التجربة في الحديث عن الأشياء والموضوعات.
5/ الجمع بين المتعة والفائدة ويتم ذلك من خلال : أسلوب السخرية أو التهكم , الأسلوب القصصي , توظيف أحداث الحياة اليومية , تجنب التكرار والإطالة والاستطراد .
6/ حسن تنظيم وتقسيم الجمل والفقرات وإتقان أسلوب الكتابة فيها .
7/ مراعاة علامات الترقيم لزيادة التوضيح والترابط.

اختيار موضوع المقال:
إن اختيار موضوع المقال يتطلب من الكاتب أن يختار موضوعاً يعرف عنه قدراً كافياً من المعلومات، وأن يكون موضوع مقبولاً من جانب القراء الذين يكتب لهم.
ويؤخذ الموضوع عادةً مـن الحياة، مثل: تجربتي ، تعلّم اللغة الإنكليزية، حادث شاهدته، قراءة الصحف، تجربة مرعبة.

تحديد الهدف من المقال:
إن أحد العوامل التي يتوقف عليها النجاح في الكتابة هو تحديد الهدف. وهذا التحديد يساعدنا على أمرين: معـرفة ماذا نكتب؟ وكيف نكتب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق