الأحد، 23 فبراير 2014

مشروع الارتقاء بالإدارة التربوية للمؤسسات التعليمية



  في إطار الإصلاحات الكبرى التي يعرفها قطاع التعليم بالمغرب باعتباره قاطرة للتنمية وأول أسبقية وطنية بعد الوحدة الترابية، عرفت المنظومة التربوية مجموعة من التغييرات والتطورات النوعية في جميع المجالات، وذلك بإصدار مجموعة من الأطر المرجعية ( الميثاق الوطني للتربية والتكوين، الكتاب الأبيض،  البرنامج الاستعجالي، و ترسانة مهمة من المقررات والمراسيم والمذكرات التشريعية والتنظيمية  بالإضافة إلى مقاربات بيداغوجية حديثة...)
   وسعيا إلى الارتقاء بالإدارة التربوية، وتحقيقا للجودة في التكوين الفعال في مجال التسيير والتدبير الإداري والتربوي والمالي للمؤسسات التعليمية، من أجل مدرسة مغربية وطنية حديثة.
   واعتبارا للدور المهم لأطر الإدارة التربوية كأحد المتدخلين في الحياة المدرسية، وكممثلين للقيادة التربوية إلى جانب العديد من الأجهزة القيادية المساعدة :
( مجالس المؤسسة، الأساتذة المرشدون، الأساتذة الموارد، الأساتذة الكفيلون، الأساتذة المنشطون للأندية البيئية والتنمية المستدامة، وأندية التربية على المواطنة...)
   أصبح من الواجب على أطر الإدارة التربوية بالمغرب الانخراط في هذا الورش الإصلاحي الكبير، من خلال الرقي بالممارسة المهنية بشكل يتوافق مع كل التطورات العالمية، ويساير انتظارات المملكة المغربية بخصوص هذا القطاع. ولهذا الغرض فقد تم تكثيف الجهود من طرف الوزارة الوصية وجميع الفاعلين التربويين من أجل الرفع من كفاءة هؤلاء الأطر وتكوينهم تكوينا حديثا يواكب المستجدات الراهنة للمنظومة التربوية المغربية.
   إضافة إلى كل هذه الجهود، يبقى التكوين الذاتي لأطر الإدارة
التربوية من بين الآليات التي تساهم بشكل كبير في تحسين مستوى
الأداء المهني من جهة، وفي الانخراط الفعلي في مسلسلات الإصلاح
الذي يشمل قطاع التربية والتكوين بالمملكة المغربية من جهة أخرى



   إن مشروع مدير مؤسسة تعليمية"، ما هو إلا تصور خاص حول كيفية تسيير وتدبير الشؤون الإدارية والتربوية والمالية للمؤسسة التربوية التعليمية، يعتمد أولا على التراكمات التربوية المكتسبة من خلال تجربتي الميدانية التي تجاوزت لحد الآن العقد ونصف العقد من الزمن في التدريس، ثانيا على الاحتكاك مع فئة كبيرة من رؤساء المؤسسات المباشرين وغير المباشرين، مستفيدا بذلك من بعض الأساليب والتقنيات و خطط العمل التي كانوا يعتمدونها في تسيير مؤسساتهم، ثم على التكوين الذاتي في هذا المجال – الإدارة التربوية – الذي انطلق منذ سنوات عدة.

   فمن خلال طرح هذا التصور، و سعيا إلى إبراز طموح الكبير نحو تدبير وتسيير شؤون مؤسسة تربوية تعليمية وفق المعايير الحديثة الحالية إلى جانب فريق القيادة بهدف خلق إشعاع للمؤسسة في محيطها
خدمة لتأدية رسالتها السامية،
        إن حب المهنة واعتبارها اختيارا واعيا وليس مهنة عادية حسب ما ورد في نص الميثاق الوطني للتربية والتكوين، جعل مني ذلك المدرس الذي يحاول جاهدا الارتباط بمجال التربية والتكوين بكل تطوراته ومستجداته من أجل مسايرتها و مواكبتها، والمساهمة في الارتقاء بالمنظومة التربوية من موقعي، بالبحث والاجتهاد والتكوين الذاتي من أجل تكريس ثقافة التجديد والتغيير نحو الأفضل.
        و انطلاقا من التجربة الميدانية بالقسم، ومن خلال علاقاتي التربوية بالمتعلمين والزملاء والرؤساء المباشرين والاحتكاك بعدة فاعلين تربويين، إضافة إلى بعض فرص التكوين المستمر و المجهودات الشخصية في التكوين الذاتي، حققت مجموعة من المكتسبات والكفايات والمؤهلات التي أصبحت تشكل لدي حافزا كبيرا لخوض تجربة جديدة كمرحلة انتقالية من تدبير شؤون القسم ورعاية مصالح المتعلمين، إلى التفكير بشكل موسع في تدبير شؤون مؤسسة تعليمية ورعاية مصالح هيئة التدريس والمتعلمين.
        يندرج هذا المشروع المقترح " مشروع مدير مؤسسة تعليمية " في إطار استعداداتي لتقلد مهام الإدارة التربوية، بناء على نضج فكري ناتج عن حمولة معرفية وتربوية مهمة بخصوص هذا الميدان، لأنني أعتقد أنه أصبح من الضروري أن أساهم وأشارك بشكل إيجابي في الإصلاحات الكبرى للقطاع، من أجل الارتقاء بالإدارة التربوية باعتبارها المحرك الأساسي الذي يعطي دينامية كبيرة للعمل بكل نشاط ومسؤولية لتحقيق الجودة المنتظرة.
o    فما هي إذن الدوافع المؤدية إلى التفكير في خوض غمار هذه التجربة الجديدة؟
o    وما هي المكتسبات الناتجة عن التجربة الميدانية في التدريس؟
o                        وما هو التصور المقترح لمشروع في المؤسسة ؟     


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق